الدول والشعوب الحية تستطيع الاحتشاد في لحظة ماء لمعالجة عثراتها بالاعتماد على النفس حتى لا تصل إلى التبعية الكاملة للخارج اذا ماظلت تعتمد وبشكل كامل على العون الخارجي و المساعدات المسمومة و المشروطة مثل هذه الشعوب والدول تستطيع ان تنهض من جديد فقط بانتهاج سياسات واصلاحات حقيقة تعتمد على إستراتيجية تنموية بديلة وإدارة رشيدة لاستغلال الموارد المتاحة الحالية والكامنة بكفاءة وتستجيب لمصالحها وتنتصر للسواد الأعظم من شعبها من حيث عدم تحميل عبء هذه الإصلاحات على الفقراء وإعادة توزيع الدخل بشكل عادل وإعطاء الأولوية لتنمية البشر قبل الحجر. مثل هذا التحول ليس ببعيد على اليمن اذا ما خرجت من دوامة الحرب وحل الأمن والسلام والاستقرار أشير إلى هذا حتى لايفقد اليمن واليمنيون الأمل بغد أفضل وأجمل في ضوء مؤشرات الواقع الاقتصادي والاجتماعي بالغ الخطورة فالفقر والبؤس والجوع أصبح يمس 80% من السكان وهذا الوضع لم تصل اليه اليمن في اي وقت في تاريخها الحديث والخوف كل الخوف ان تتحول هذه المعاناة الى شعور نفسي لدى الناس بالانكسار والشعور باستحالة التغيير او تسيطر النفسية المازومة على عقول وقلوب الشباب خاصة مع مايراة من ممارسات وأفعال سلبية ماكنا لنتصور ان تحدث يوما لأن الشعوب المازومة والمحبطة والمنكسرة لاتبني تنمية ولن يكون لها موعد مع بالمستقبل. كرامة الريال جزء من كرامة الوطن؟! يتعرض سعر صرف العملة الوطنية ممثلا بالريال إلى تدهور خطير قد يصل الى مستوى الانهيار الكامل فقد وصل سعر صرف الريال امام الدولار هذا الأسبوع إلى 390ريال /دولار هذا الحال ليس تذبذبا في سعر صرف الريال امام العملات الدولية الحرة ولكنه مؤشر على تدهور خطير يعكس حالة من عدم الاستقرار وغياب اليقين لدى أصحاب عوامل الإنتاج في ظل غياب ولا أقول انفلات السياسة النقدية والمالية مع غياب اي جهد دولي او اقليمي حقيقي وعملي لمساعدة اليمن للحفاظ على عملتة الوطنية "رغم مانسمعه من جعجعة". لكن من بين أسباب تسارع تدهور سعر الصرف الذي كنا قد توقعنا حدوثه هو الاتي: 1- ارتفاع وتيرة المضاربة في أسواق الصرف مع ارتفاع الطلب على الدولار بشكل حاد "المضاربة من أجل المضاربة بدافع التربح مع انتشار كبير للسوق السوداء "هناك أفراد جوالين "يبحثون عن الدولار بأسعار قد تصل إلى 400ريال/دولار هذا الوضع أصبح يرى بالعين المجردة خاصة في العاصمة صنعاء ومدن اخرى ويتم ذلك خارج شركات الصرافة الرسمية ان كانت هناك شركات رسمية اصلا"أصبح عدد شركات الصرافة غير الرسمية أكبر بكثير من الشركات الرسمية المعروفة " هذه الشركات و هؤلا الأفراد يعملون لصالح جهات تمتلك موارد ضخمة من الريال اليمني جنتها من مصادر عامة وغير مشروعة تعمل على تحويلها إلى عملة خضراء هذه الحالة من بين أهم العوامل في تدهور سعر الصرف. 2- في غياب اي دور رقابي للبنك المركزي على شركات الصرافة هناك شركات صرافة تشتري الدولار والريال السعودي وفي نفس الوقت تمتنع عن بيعه للأفراد او تبيعه بأسعار مرتفعه جدا. - مع استمرار تدهور سعر صرف العملة الوطنية وتعطل نشاط البنوك التجارية ان تكون جاذبا للزبائن لأسباب لها علاقة بأزمة السيولة وارتفاع مديونيتها على المركزي في غياب اي دور البنك المركزي كملجأ أخير للسيوله تعززت ظاهرة دولرة الاقتصاد وسعودتة حيث أصبح الدولار والريال السعودي المخزن الملائم لاحتفاظ الناس بالقوة الشرائية للعملة مع خزن ثروتهم أيضا عبر أصول أخرى في ضوء التدهور المريع لأسعار الريال. 3-مع تراجع البنك المركزي عن تمويل واردات النفط والسلع الأساسية ازداد الطلب على الدولار بدافع الاستيراد. 4-هناك اموال مغسولة يحري تحويلها الى الدولار من بين العوامل لارتفاع الطلب على سلعة الدولار وبالتالي استمرار تدهور قيمة الريال . ان تدهور سعر صرف الريال والاضرار التي يتركها على دخول الناس مع ارتفاع معدلات التضخم الى60%تقريبا خفض بشكل خطير القوة الشرائية للريال اليمني وهذا الوضع سيتستمر في ضوء الاختلالات في المؤشرات الاقتصادية الاساسية الكلية مالم يتم تعزيز احتياطيات البنك المركزي اليمني بودائع بشروط ميسرة إلى 4مليار دولار كحد أدنى والعودة إلى انتهاج البنك المركزي اتباع سياسة نقدية حصيفة بما في ذلك تجاة سعر الصرف واستئناف الاقتصاد العمل وبشكل طبيعي بما في ذلك الشروع في إعادة البناء وهذه كلها من بين عوامل كثيرة باتت معروفة يمكن لها ان تسهم في توقيف تدهور المستوى المعيشي للسكان وكلها تشترط إنهاء الحرب واحلال السلام. وليعلم الجميع ان الحفاظ على كرامة الريال هو جزء لايتجزء من كرامة الوطن "ابحثوا عن كرامة الوطن ستنتصرون لكرامة العملة وإعادة الاعتبار للريال فالعملة الوطنية هي عنوان عريض وتعبير بليغ لسيادة الدول وقوتها.