قال الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي أن الاجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية بعدن قبل أيام والتي كانت بعضها قد طالت مقر لحزب الاصلاح واعتقال بعض من عناصره يجب أن نفهمها بسياقها الأمني فقط ,وأن تتُخذ تحت هذا المفهوم لا سواه ,بعيدا عن اقحام التجاذبات السياسية الحادة التي نراها اليوم وبالذات بين حزب الاصلاح ودولة الامارات, وغيرها من تجاذبات القوى بالساحة الجنوبية. مضيفاً: فهذه الاجراءات لها ما يبررها في ظل عودة شبح الإرهاب للمدينة وفي ظل تسلل عناصر متطرفة الى الأحزاب ومنها حزب الاصلاح الذي لا ينكر هو ذاته هذه الحقيقة. بشرط أن تخلو هذه الاجراءات من أية حسابات سياسية وحزبية أو نزعة انتقامية ضد الآخر, أو تنفذ لرغبات وتوجيهات قوى سياسية محلية وخارجية. وقال السقلدي في مقابلة متلفزة مع فضائية بلقيس الجمعة : أننا في الوقت الذي نرفض فيه تماما استهداف الأحزاب كأحزاب أوالسعي لاستهداف التعددية السياسية والحزبية برمتها برغم ما بها من علل, كون العالم اليوم بمن فيه الأنظمة المستبدة بدأ يرى ألّا مستقبل له إلا في ظل دولة مدنية خالية من هيمنة قوى العسكر و طغيان الفكر المتطرف وتفرد طيف حزبي وحيد,بل في سيادة الحريات والحقوق العامة وإشاعة ثقافة الأنا الآخر, إلا أننا في ذات الوقت لا يعني أن نقبل أن يكون ذلك على حساب الوضع الأمني وحياة الناس وأرواحهم, فوجود الأمن وترسيخه يعد مكسبا للجميع بمن فيهم المنظومة السياسية والحزبية, وغيابه مأساة على رؤوس الكل بمن فيهم الذين يعتقدون ان زعزعته سيحقق لهم حساباتهم السياسية, وننصح الأحزاب والقوى التي ترى أن تحقيق اهدافها قد يتم من نافذة العبث بالوضع الأمني ولإثبات فشل خصومها السياسيين بالكف عن هذا التفكير البائس.فأن سادَ هذا التفكير سواءً من قبل أحزاب أو أفراد فهو يعني بالضرورة أن هذه الأحزاب وهذه الجهات أصبحت جزء من التحدي الأمني والوقوف بحزم بوجهها,فعلى هذه القوى والأحزاب والجماعات أن تصفي حسابات بعضها خارج الساحة الأمنية.
وحول واقعة الاعتقالات التي طالت عناصر اصلاحية في الأيام الماضية قال السقلدي: شخصيا حاولتُ أتقصى حقيقة هذا الخبر من مصدر بجهة أمنية بالمحافظة وكلما فهمته أن العملية كانت لدواع أمنية بحتة ولا تحمل ضغينة سياسية بعد معلومات تلقتها عن تكديس أسلحة هناك ووجود نشاط مريب- بحسب المصدر-, وعن حقيقة وجود أسلحة قال المصدر أن ثمة قذائف وألغام ضبطت بالمقر تم التحرز عليها زعم الموقوفون أنها من مخلفات الحرب. وعن مصيرهم قال لي أن التحقيق جارٍ معهم وسيحالون قريبا الى الجهات القضائية ليفصل بالأمر.
وقارن السقلدي في ختام مقابلته الوضع الأمني اليوم بالوضع الذي ساد في عدن بعد انتهاء حرب 94م مباشرة حين شرعت سلطة ذلك الوضع باقتحام مقرات الأحزاب ومنها الحزب الاشتراكي وكيف تم مصادرة كل ممتلكاته ومطاردة عناصره وصحفه, ومباني لجنته المركزية, والذريعة حينها كانت بدواعٍ أمنية أيضاً, مع أنه مبرر لم يجد له قبولا لفقده حُجة مقنعة' كون الجنوب كان أصلا ضحية للإرهاب وللتسيب الأمني وليس صانعهما.
وأردف: وكأن التاريخ يعيد نفسه على شكل اعتقالات ومقرات مع فارق بين حالتي الوضع الأمني بين الأمس واليوم, فاليوم الوضع الأمني له ما يبرر من اجراءاته ,ولكن بالحدود المقبولة وبعيدا عن أية حسابات سياسية حزبية أو جغرافية أو حسابات ومطالب إقليمية.
وختم السقلدي قوله بدعوة الجميع للفصل بين التطلعات السياسية وبين ضرورة سيادة الأمن,داعياً في ذات الوقت الأجهزة الأمنية الى عدم الارتهان لأية قوة سياسية محلية أو إقليمية, وأن تتصرف من منطلق أمني محض, وتنظر للجميع بعين واحدة,من خلال خطة أمنية شاملة, وبجنود مدربين جيدا وليس بعناصر فوضوية بلطجية تتمنطق بالسلاح والجعبة باسم الأمن.