المثقف قد يكون احيانا مجرد افراز للتخلف وامتداد لمسيرته المتخلفة البعيدة عن اي رؤيا للتطور الحضاري وقيمته المنشودة فالتخلف قادم من ثقافة متخلفة يصعب ازالتها دون ثقافة جادة وواعية تموحها وتزيلها من عقول وسلوكيات الناس .. هذه حقيقة مجتمع ينشآ في دائرة المفاهيم العقيمة التي يخرج من عباءتها شعب يرفض الولوج في معمان العصرية والتطور الحضاري فكرا وحياة وممارسة. فعند ما اعلن علي عبدالله صالح بحمقه المعهود انه سيضحي( بمليوني انسان من اجل الوحدة ) وانه سيجعلها حربا اهليه من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت ومن ( طاقة الى طاقة ) اي من نافذة الى اخرى ,,. فرح الكثير من المثقفين وصفق له المزيد من الصحفيين والكتاب بما قاله ( الزعيم ) وطبل له المطبلون .. واخذوا يلوكون تلك العبارات الدمويه المخيفه بأفواههم وكأنها اكليشات محفوضه كأناشيد الصغار .. مع ان الوحدة الممسوخة لاتحتاج الى هذه الدماء الطاهرة ولو ان رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية صرح يوما انه سيضحي بمليون انسان من اجل وحدة بلاده لاتهمه الامريكيون بالجنون ولتم اقتياده - دون شك- لمستشفى الامراض العقليه ومع ذلك هانحن نعيش رجا هذه الحرب الملعونة منذ ثلاث سنوات وما نزال فيها الى ما شاء الله .. ومثلما يخلع المثقف عابئة العلم والثقافة في اول نداء للقبيلة وشيخها حتى يصبح ولائه للقبيلة بحق او بدون حق يلج جموع الشعب ويرددون صرخات البلهاء مثل المساكين بانتظار من يقود بلاهتهم المعهودة .. هكذا وابتلانا بهم الله حتى صاروا الى ماصا روا اليه فهذا هو الشيخ عبدالله الصعتر احد القياديين في حزب التجمع اليمني للإصلاح .. يخرج علينا برؤيا جديدة ان لم تكن فتوى كتلك الفتاوي الدموية التي يخرجون بها علينا بالسر والعلن ,, الرؤيا الجديدة كما يقول الصعتر (ان يضحي ب 24مليون انسان من اجل ان يعيش ( مليون واحد جمهوري ) هكذا بصريح العبارة دون خوف او وجل من الله سبحانه وتعالى يطلقها الشيخ عبدالله الصعتر وكانه يسوق خرفان للمذبحة ..مع انه لا ولن يضحي ب24 مليون خروف اطلاقا لان قيمتها المادية تحسب عند الصعتر وأمثاله بملايين الريالات والدولارات ولكنه مستعد ان يصدر فتوى فيشعل حربا ضروسا كحرب عام 94م ليكسب من ورائها ملايين الدولارات والريالات كما هو الحال مع حربهم الاخيره والتي نعيش رحاها منذ سنوات ثلاث .. وبكل تاكيد سيكون هذا المليون الذي يضحي من اجله الناس جميعا و يجب ان يعيش في اليمن – على حد قوله – بكل تاكيد هم النخبة الحاكمه وهم اصلاً من باع الجمهورية بأفعالهم الصبيانية بابخس الاثمان والصعتر واحد منهم .. ومع ان (الجمهورية) ليست من الدين في شيئ وليس الموت من اجل الجمهوريه – شهادة اوجهادا في سبيل الله - والشيخ الزعتر يجب ان تكون لغته رصينة وكلامه محسوب على الدين فهو قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الحزب وزعيم من زعماء الاخوان المسلمين في اليمن ولعله – بكل تاكيد – احد ممن دخلوا السياسة من باب الدين فاضاعو( الاثنين معا الدين والسياسة )) كما قال عنهم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فقد كان صادقا كل الصدق بوصفه لهم ( الاخوان المفلسون )) رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنه هي مثواه .. امين بارب العالمين .. ومع ذلك فالصعتر يطلق شعاره الجديد القديم ( الجمهورية او الموت )) كما اطلقها من قبل (الوحدة او الموت )) الموت ولاشيء غير الموت لان الموت بالنسبة للصعتر ومثاله جزء من ثقافتهم وغيهم الذي يعمهون فيه .. ان لم يكن بالقتال والحروب الاجساد والاغتيالات وبغيره .. الموت والفساد بالنسبة لهؤلاء تجاره رابحه ومكاسبها مضمونه يسوقون الابرياء الى ساحات الموت وهم جاثمون في بيوتهم او خلف المنابر يلوكون الكلمات الجوفاء بأفواههم بينما حساباتهم في البنوك تزداد وتتضخم وممتلكاتهم تتوسع وتنتشر في الداخل والخارج هكذا ابتلينا بهؤلاء طيلة ربع قرن من الزمان وبثقافتهم التي حاولوا غرسها في مجتمعنا وأجيالنا المتعاقبة – الموت والفساد – الذي ينخر المجتمع والدولة معا .. ولعل هؤلاء – وحزبهم - من يرشحون انفسهم بديلا عن زعيمهم الذي يدير امورالدولة والمجتمع من خلف الستار بالسر والعلن ويديرهم ايضا افرادا وجماعات ..
هم من يقفون حاليا بالمرصاد لجنوبنا الحبيب ولشعبه الكريم يروجون للفتن ويقتلون الأبرياءويشوشون نضالنا المجيد طيلة ربع قرن من الزمان .. هؤلاء هم اعداء الحياة وأعداء الانسانية جمعاء ليس في ثقافتهم غير الموت والفساد فافضحوا ثقافتهم وخططهم النكراء فنحن نحتاج لجنوب التقدم والخير والحياة جنوبا جديد بعيد عن ثقافة – الموت والفساد – الذي جاء به هولا الغرباء عن شعبنا وثقافتنا وديننا الاسلامي الحنيف ..