اعلنت القوات الحكومية اليمنية، تحقيق مكاسب عسكرية جديدة عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، بعد نحو خمسة أيام من اطلاق حملة عسكرية ضخمة منسقة مع قوات التحالف بقيادة السعودية. وفتحت القوات الحكومية وحلفاؤها المعروفون ب"المقاومة" جبهات اشتباك أوسع مع الحوثيين على ثلاثة محاور، انطلاقا من محافظتي مارب والجوف وصولا الى مديرية نهم، عند الضواحي الشرقية للعاصمة صنعاء. وقال متحدث عسكري حكومي ان حلفاء الحكومة تمكنوا خلال الساعات الأخيرة من استعادة ثلاثة مواقع عسكرية جديدة، على الحدود مع مديرية ارحب الممتدة الى محيط مطار صنعاء الدولي. ورصد الحوثيون أكثر من15غارة جوية على مناطق متفرقة من مديرية نهم خلال ال24 ساعة الماضية. هذا التقدم الحكومي البطيء كان مكلفا في الاثناء، اذ أفادت مصادر ميدانية، بمقتل 19 عسكريا على الاقل من القوات الحكومية و11 قياديا من المقاتلين الحوثيين بمعارك هي الأعنف بين الجانبين في مديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة اليمنيةصنعاء. ومن بين القتلى، قائد كتيبة الحسم العقيد عصام منشلين، وخمسة من القياديين الميدانيين في تحالف الحكومة المدعوم من السعودية. وطلبت القوات الحكومية من اللجنة الدولية الصليب الأحمر انتشال جثامين 55مسلحا من الحوثيين وقوات الرئيس السابق، يقول حلفاء الحكومة، انهم قتلوا بالمعارك الدامية في هذه الجبهة، التي اسفرت خلال أربعة أيام عن سقوط اكثر من 200 قتيل، بينهم قيادات عسكرية رفيعة، حسب مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب. ودفعت قوات التحالف بمزيد التعزيزات عبر الحدود السعودية، دعما للحملة العسكرية الحكومية التي تريد الوصول ايضا الى محافظة عمران عند المدخل الشمالي للعاصمة اليمنية على الطريق الممتد الى معاقل الحوثيين في محافظة صعدة. وتبدو هذه الخطة على علاقة بحملة أضخم للقوات السعودية نحو محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، بغية تامين حدودها الجنوبية مع اليمن. وسيعني التقدم الى محافظة عمران، قطع إمدادات الحوثيين بين صنعاء ومقر إدارتهم العسكرية في محافظة صعدة. في السياق، قتل ثلاثة عسكريين سعوديين على الأقل في معارك الساعات الاخيرة عند الشريط الحدودي مع محافظتي صعدة وحجة، في وقت تتبادل فيه الاطراف اتهامات بتعريض الاف المدنيين لمخاطر الهجمات العشوائية عبر الحدود بين البلدين. وتواصل القوات السعودية وحلفاؤها ضغوطا عسكرية واسعة للشهر الثاني على التوالي في هذه الجبهة، في مسعى لتأمين حدودها الجنوبية مع اليمن. وخلف التصعيد العسكري الكبير للعمليات القتالية المستمر هناك منذ منتصف سبتمبر الماضي مئات القتلى الجرحى بينهم مدنيون، اضافة الى نحو 60 قتيلا في صفوف القوات السعودية. الى ذلك تجددت المعارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين في محيط جبل هان الاستراتيجي عند المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز، على خط الامداد الحيوي الوحيد من مدينة عدن الى الأحياء والمناطق الخاضعة لسيطرة حلفاء الحكومة وسط المدينة المحاصرة منذ نحو عامين ونصف. تطور ميداني مفاجئ، أعلن الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على طريق رئيس بين مدينتي تعزوعدن، في انتكاسة كبيرة لحلفاء الحكومة الذين قد يفقدون بذلك منفذ امدادهم الوحيد من قوات التحالف في مدينة عدن الجنوبية المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد. وقالت مصادر اعلامية موالية للحوثيين، ان مقاتلي الجماعة سيطروا على منطقة "سوق الربوع" في مديرية المقاطرة على الطريق الممتد بين مدينتي تعزوعدن، لكن سكان محليين افادوا باستمرار السيطرة الحكومية على المنطقة، على وقع اشتباكات متقطعة مع المقاتلين الحوثيين المتمركزين في مديرية حيفان المجاورة. وحسب مصادر محلية دفع الحوثيون وحلفاؤهم خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية ضخمة الى مواقعهم الجبلية في مديرية حيفان، في مسعى لاعادة اغلاق المعبر الحيوي الوحيد لمدينة تعز، بعد نحو عام ونصف من كسر جزئي للحصار المفروض على المدينة عبر مدخلها الجنوبي. ويسيطر الحوثيون، وقوات الرئيس السابق على طرق امداد، ومنافذ رئيسة غربا نحو سواحل البحر الأحمر، وشرقا نحو مدينة عدن، وشمالا نحو العاصمة صنعاء، في حصار محكم على المدينة منذ منتصف العام 2015.