-رغم اننا لانريد انفجار الوضع في صنعاء ولا ان نكون ضمن من يعمل على اشعالها او يثير مخاوف سكانها لكن ذلك لايغير من كون قرار التخلص من الرئيس السابق قد أتخذ منذ أشهر من قبل غالبية قيادة الجماعة وبموافقة زعيمها والمسألة مسألة وقت لا أكثر، هذا ما انا مقتنع به وما تؤكده أيضا سياسة وتحركات الحوثيين خلال الأشهر الأخيرة تحديدا. -لدى الجماعة قناعة بأن صالح يمثل العقبة الأخيرة في طريق احكام قبضتهم على المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم العسكرية، كما ان لديهم اقتناع خاطئ بأن تصفية صالح جسديا لن يؤدي الا لردة فعل محدودة يسهل احتوائها سريعا. -لذلك اعتمدوا سياسة التضييق التدريجي على صالح والقيادات العسكرية والسياسية المقربة منه بحيث عندما تحين لحظة تنفيذ القرار يكونوا قد ضمنوا بنسبة مئة في المئة نجاح عملية اغتيال صالح ومن معه سريعا ومن دون منحه أي فرصة للفرار أو حتى وقت لمخاطبة أنصاره ودعوتهم لحمل السلاح ومواجهة الحوثيين . -من هنا جاءت أهمية السيطرة على جامع الصالح، التي كان ابرز اهدافها تقليص حجم المساحة التي يتحرك فيها صالح بعيدا عن اعينهم ،وكذا اغلاق احد منافذ الهروب المتوقعة التي قد يستخدمها صالح للهروب من منزله في حال مهاجمتهم له عبر شبكة انفاق يعتقد بوجودها تربط المسجد بدار الرئاسة وبمنزل صالح والامن المركزي وأماكن أخرى او على الأقل تأكد الحوثيين -من خلال سيطرتهم المؤقتة على المسجد بذريعة المولد النبوي- من صحة هذه الفرضية من عدمها بحيث يتم اخذها في الاعتبار عندما تحين لحظة تنفيذ خطة التخلص من صالح جسديا. -كما أن تركيزهم على طارق صالح ليس بسبب الاتهامات العديدة التي وجهوها له بالتواصل مع الدواعش ومحاولة افراغ الجبهات وغيرها بل ان هدفه شل الأداة العسكرية الرئيسية التي يعتمد عليها صالح في الوقت الراهن ،علاوة على كون طارق هو المشرف على الكتائب العسكرية المتخرجة من معسكر الملصي ،والتي تمثل مصدر قلق كبير لدى الحوثيين. -عموما قد تتوقف الاشتباكات الحالية لكن بعد ان قضم الحوثيين مربعات جديدة في عمق معقل صالح،وزاد انكشافه امنيا لهم، وفي الغالب لن تتأخر عودة الاشتباكات كثيرا وستنفجر من جديد لكن بصورة أكثر دموية ،ولانملك سوى الدعاء بأن يحفظ الله صنعاء وأهلها.