قال تعالى (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) ال عمران في 11/ اكتوبر /1977م سقط الرئيس الحمدي شهيداً في شمال الوطن بتحالف صالح وبعض الضباط مع زُعماء قبائل الشمال وبعض الأفراد المُنتمين للتيارات الدينية . ذهب الحمدي وصعد الرئيس صالح للحكم وتم تقاسم السلطة والمغانم والمكاسب في شمال اليمن بين الحُلفاء الذين نفذوا وخططوا لإسقاط الحمدي ،
بعدها بعام أي في 1978م نفذ نظام صالح وحلفائه إعدامات بالجُملة لقادات وضباط التنظيم الناصري بحجة الانقلاب تم تصفيه أكثر من 40 من قادات التنظيم ومن تبقى استطاع الهرب والرحيل ومزقهم صالح ورفاقه تمزيق
استولى صالح وحلفائه على الحُكم منفردين بالسلطة في شمال اليمن حتى عام 22/مايو/ 1990م تم الاتفاق بين نظام الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب وبين نظام صالح وحلفائه الحاكم في الشمال على الوحدة بين الشطرين ذهب الجنوب المُتهالك من أحداق 86 م ومن التشتُت الحاصل بسبب انهيار الإتحاد السوفيتي شبه مُجبر إلى الوحدة الاندماجية وتم تقديم تنازلات كثيرة حينها ، بدء صالح وحلفائه التآمُر للغدر بشريكهم في الحُكم الحزب الاشتراكي وابتدأت مرحلة جديدة من تصفية الخصوم في شوارع صنعاء وعدن ومسيرة الاغتيالات ومطامع الإنفراد بالسُلطة التي جعلت قيادات الحزب الاشتراكي تتسرع بإعلان الحرب في عام 1994م والذي كان الطرف الأول قد أعد العُدة لها مُنذ أول يوم إعلان الوحدة سلمياً في عام 90 للِانقلاب على شريكهم الجديد .
دخلت قوات صالح وحلفائة في التيار الديني والسياسي شمالاً فاتحة للجنوب في حرب أكلت ودمرت كل شي جميل في الجنوب تم قتل الآلاف من ضُباط وأفراد جيش اليمن الديموقراطي وانتهاك الأرض ونُفذت إعدامات بالجُملة ومن تبقى ونجى بجلدهِ عبر البحر والبر من قادات الحزب الاشتراكي إلى مواطن اللجوء في كل بقاع العالم وتم إغلاق ملف الاشتراكي إلى الأبد .
أنفرد صالح وحليفهُ الديني تيار الإخوان المسلمين والموالون من زُعماء القبائل في تقاسم الحُكم والسلطة والمغنم والمكسب في اليمن قاطبة شمالاً وجنوباً تجبروا وكأنه لن يُخلق بعدهم أحد يستطيع أن يُنافسهم بالحُكم أو يُعيدهم إلى الوراء
حتى انطلاق ثورة الجنوب المطالبة باستعادة الدولة في 2007 م وقبلها ابتدأ حرب الحوثيين مع صالح الذي كان يصفها وما يحدث جنوباً بالرقص على رؤوس الثعابين تغيرت المعادلات حتى انطلاق الثورة الشبابية في 2011م وتغيرت التحالُفات ودخل النظام المُتحالف الذي حكم اليمن على مدى ثلاثة عُقود في خلافات واغتيالات وغدر واشتعال وتصفية حسابات حتى مكن الله الشعب في الجنوب أن يستعيد عافيته للمواجهة ويستعد لحمل المسلحة . وتمكن الحوثيين شمالاً أن يكونوا أقوياء وشركاء في الحكم مع صالح الذي فتح لهم الباب للشراكة نكاية بجناح الإخوان وزعماء القبائل .
حتى 2015 والذي انطلقت فيه عاصفة الحزم الذي كانت العون والأمل الوحيد لإسقاط هذه الإمبراطورية الجاثمة على صدور الشعب لثلاثة عقود دمرت كل ترسانة حلفاء الأمس ضحايا اليوم الذي بات وجودهم وتحالفاتهم الجديدة تُشكل خطر على دول الجوار وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والخليج العربي بتأمُرهم عليها ودخولهم بمُستنقع إيران الصفوي المعادي للخليج
قُتل صالح نهار 4/ديسمبر/2017م وتم سحله بكل سهوله على يد الحُلفاء الجُدد كما قُتل وسحل الكثيرين وتشرد حلفائه القُدماء مُنكسين الرأس من مشائخ وعلماء دين وجناحات عسكرية وسياسية نستطيع القول اليوم إنها انهارت منظومة تحالُف صالح والأخوان دون رجعه انتهى عصر مظلم مليء بالخيانات والغدر والتأمر
ليبدأ عصر جديد نأمل من الله أن يكون كل مامضى بالعصر القديم هي عبره ودروس نتمنى أن يستفيد منها كل الأطراف التي ستحكُم اليمن الجديد سواء في شمال اليمن أو في جنوبه وأن لاينجر من أستلم السُلطة إلى الانتقام والعُنف والتجبر والتفرد بالسلطة وخيرات البلد لان لكل شيء نهاية إلا الله ليس لوجوده نهاية ...