الزخم الثوري الذي نعيشه يحتم علينا أن نسرد ونكشف الحقائق التاريخية التي واجهت الوحدة اليمنية الحلم الذي تحول إلى كابوس بل وأصبح على شفا جرف هار,إن هناك العديد من الحقائق التي يتجنب الساسة سردها لأنها سوف تكشف عورة العديد من الشخصيات التي تغسل أوساخها باستثمار ثورة الشعوب ثم تركب موجة الثورات حتى تواصل تنفيذ رغبات الحاقدين على شعب جنوب الجزيرة العربية, فكل اليمن جنوب الجزيرة العربية أيها القارئ الكريم إن الحقيقة مرة والحكام والساسة دوما يزيفون الحقائق وينهبون الأموال لشراء الذمم التي تعمل لصالح تجميل وجوههم القبيحة, فمهما كانت الحقيقة مرة يجب علينا أن نتقبلها ونواصل نضالنا حتى نوقف نزيف دمائنا ونهب ثروتنا ونجهض العملاء الذين يريدون أن يمروا من خلال ثورتنا ليجددوا نفس النظام الذي نهش اللحم وكسر العظم لكنهم (لن يمروا), في هذا الملف عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن نضال أبناء الجنوب الأوفياء من أجل تحقيق الوحدة ونضال كواكبه من أبناء الشمال لأجل الوحدة ثم معاناة أبناء الجنوب من غدر أصابهم بخنجر مسموم وانتقام من عدو تاريخي حاقد وذل من شقيق سلموا له رقابهم ونهب من متخم أخلص في إفقارهم ودموي باسم الله أحل قتلهم, قهر متراكم فوق بعضه كان جزاء حبهم وإخلاصهم لوطنهم فبشاعة الظلم الذي لحقهم مازالت تئن منه جبال ردفان والضالع وشمسان, قضية لا ينكرها إلا حاقد وعميل ومنافق وقاتل إنها القضية (الجنوبية) الجرح الذي مازال ينزف ومازال ببراءة يحن لوشائج القربى.. في هذا الملف نستمع ونطلع على جزء يسير من الأنين الجنوبي فإلى أولى الفقرات. استطلاع ميداني/محمد غالب غزوان الوحدة والكفاح المغدور الخطوات التي قام بها الرئيسان إبراهيم الحمدي وسالم ربيع أدت إلى توفير مناخ ملائم لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين فعلى المستوى الداخلي تم الاتفاق على توحيد المناهج التعليمية في الشطرين وتم تنفيذ توحيد مناهج المرحلة الابتدائية بالفعل وأخذت لجان التنسيق المشترك في العمل على سائر المجالات حيث ألقى الرئيس الحمدي كلمة في يوم 13 يونيو 76 قال فيها...إننا سائرون في طريق الوحدة اليمنية, رائدنا مع إخواننا في الشطر الجنوبي الثقة والصدق وحسن النوايا فنحن وإياهم نقدر حجم المسئولية, سنظل أوفياء لمبادئ ثورتنا الظافرة ومواصلين النضال حتى نحقق يمن الخير والحرية والكرامة والوحدة ولن نبخل بالدماء والأرواح من أجل اليمن وفي سبيل اليمن كل اليمن تلك الكلمة حملت النص الصريح لتحقيق الوحدة اليمنية التي تعرقلت بسبب رضوخ الشمال للتيار الملكي الذي فرض شراكته في الحكم الجمهوري بقوة النفوذ السعودي في الشمال اليمني والذي أطاح به حكم الرئيس الحمدي بعد ذالك نص البيان الصادر عن لقاء الرئيسين ربيع والحمدي في مدينة قعطبة بتاريخ 15 فبراير 77م على تشكيل مجلس يتكون من الرئيسين ووزيري الدفاع والتخطيط والخارجية ويتولى المجلس بحث ومتابعة القضايا وتشكيل بحث ومتابعة القضايا وتشكيل لجنة فرعية من وزراء الأقتصاد والتخطيط والتجارة مهمتها دراسة ومتابعة المشاريع الإنمائية والاقتصادية في الشطرين كما تم الاتفاق الفعلي على أن يمثل أحد الشطرين الشطر الآخر في البلدان التي لا توجد له فيها سفارات. كانت السعودية تستعر نارا من التوافق والتلاحم اليمني في جنوب الجزيرة,حيث أن نفوذها في الداخل الجنوبي كاد أن يكون معدوما وفي الشمال أخذت تبحث عن من يخون القائد الحمدي ويغدر به عبر المشائخ خاصة بعد أن فشلت في إقناع المجتمع الدولي المتمثل بالمعسكر الغربي حليفها لأن الحنكة السياسية للرئيسين تمكنت من احتواء الموقف المعادي للوحدة اليمنية حيث تم في سبتمبر 77م إجراء مباحثات مع واشنطن اثناء ذهاب الرئيس ربيع إلى نيويورك لإلقاء خطاب في الأممالمتحدة حيث تم عقد مباحثات بين سايروس فانس وزير الخارجية الأمريكي ومحمد صالح مطيع وزير خارجية الشطر الجنوبي تمهيداً لإقامة علاقات مع أمريكا وكذلك بين أمريكا ودولة الوحدة وفي مارس من نفس العام سبق لقاء الرئيسين في تعز تم الاتفاق على تفعيل العمل الفعلي لتوحيد اليمن تلتها اتفاقيات 15 يوليو و26 سبتمبر كللت باتفاقيات وحدوية هامة يتم إعلانها أثناء زيارة الحمدي لعدن والتي تم تحديد موعدها بيوم 13 اكتوبر 77م ومن ثم توحيد السلك الدبلوماسي وتوحيد النشيد الوطني وتوحيد العلم. الخونة التابعون وفي 11 أكتوبر قبل يومين من الموعد المحدد لزيارة الحمدي للعاصمة عدن دعي الرئيس الحمدي وأخوه عبد الله لتناول طعام الغذاء في منزل عضو مجلس القيادة نائب القائد العام أحمد حسين الغشمي ما بين الساعة 2,30-3 وتم إبلاغ حرس الحمدي في الثالثة وخمس دقائق بأن ينصرفوا لأن الرئيس غادر من الباب الآخر وكان الحرس خارج المنزل فانصرفوا إلى منزل الحمدي حيث اتضح أنه لم يصل وفي الساعة السادسة مساءاً اتصل الغشمي بوزير الداخلية محسن اليوسفي وأبلغه أن الرئيس قد اختفى وأن يشاركوا في البحث عنه وفي الساعة الثامنة والنصف مساء تم الاتصال بالمقدم عبد الله عبد العالم عضو مجلس القيادة وعبد العزيز عبد الغني رئيس الوزراء وأبلاغهما أنه تم العثور على الرئيس الحمدي وأخيه عبد الله مقتولان في أحد المنازل كما تم العثور على المقدم علي قناف زهرة قائد اللواء السابع مدرع والرائد عبد الله الشمسي قائد الاستطلاع الحربي والمنطقة المركزية مقتولين في مكان آخر...كانت عملية الاغتيال مؤامرة دموية ضد كافة أبناء اليمن تم التخطيط لها وتنفيذها باشتراك جهات خارجية ولهذا تم إسدال الستار على المؤامرة والضالعين فيها حتى اليوم وكانت الصدمة بالغة لدى أبناء الجنوب والرئيس ربيع وتم نعي الحمدي الذي ذهب نتيجة مؤامرة دنيئة وأعلن الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة أربعين يوما وإلغاء الاحتفالات الرسمية والشعبية بمناسبة ثورة 14 أكتوبر والاحتفال بالوحدة التي اغتيلت مع الحمدي. زمن المكر تنفست السعودية الصعداء بمقتل الحمدي وضمنت الشمال ولكن كانت قلقة من الجنوب الذي مازال يعيش حراكاً وحدوياً وصراعاً بين الرفاق, حيث كانت أداة الحكم قائمة على توازن بين قوة سالم ربيع الرئيس الذي يمثل اليسار المعتدل وقوة عبد الفتاح اسماعيل أمين عام الحزب الاشتراكي اليسار المائل إلى الماركسية، وقوة رئاسة الحكومة تمثلت بعلي ناصر محمد الذي يمثل التيار المعتدل شكلا ولكن مضمونا يميل إلى تبني مشروع دولة جنوبية لا علاقة لها باليمن ولكن المصلحة المضمونة حينها حتمت عليه أن يلعب دور اليساري الماركسي حيث كان هناك تحالف فتاحي مع علي ناصر للإطاحة بسالم ربيع من الرئاسة الذي أصبحت علاقته بالأمريكان على ما يرام وفي صبيحة 24 يونيو 1978 وصل مبعوث الرئيس ربيع إلى مكتب الرئيس الغشمي الذي صعد للسلطة في الشمال خلفاً للشهيد المغدور الحمدي وكان المبعوث يحمل حقيبة دبلوماسية لتسليم رسالة سرية للغشمي, دخل المبعوث مكتب الساعة التاسعة إلا سبع دقائق حيث كان الغشمي بانتظاره وما لبث أن سمع دوي الانفجار الهائل في مكتب الغشمي فهرع الضباط والحراس فوجدوا المكتب مكتظاً بالدخان والنيران تشتعل فيه وبعد بحث شاق تم العثور على أشلاء الغشمي والمبعوث الجنوبي والذي يدعى مهدي أحمد محمد قيل إنه ابن عم صالح مصلح وزير الداخلية في عدن ويقال إن هناك شكوكاً بأن المبعوث ليس مبعوث ربيع أو أن الحقيبة استبدلت ولكن في أقل من 48 ساعة من مقتل الغشمي تم اعتقال الرئيس ربيع بواسطة طائرة مقاتلة أطلقت النار على مقر الرئاسة من قبل الجهات المناوئة له الممتثلة بفتاح وعلي ناصر وتم إعدامه رمياً بالرصاص لم يكن فتاح معارضا للوحدة اليمنية بل أكثر حماساً ولكن كان يرى أن يتم تحقيقها عن طريق ضم الشمال إلى الجنوب تحت كنف الحزب الاشتراكي لتصبح اليمن دولة اشتراكية عظيمة في الجزيرة العربية كحليف مضاد لحلفاء المعسكر الغربي أمريكا. رازم الثلاثين عاماً في نفس يوم مقتل الغشمي 24 يونيو صدر القرار رقم(3) لمجلس الرئاسة بترقية الرائد علي عبد الله صالح إلى رتبة مقدم وتعيينه نائباً للقائد العام للقوات المسلحة ورئيساً لهيئة الأركان وبعد ثلاثة وعشرين يوما فقط تم تنصيبه رئيساً للجمهورية وعلى الفور تقدمت حكومة الشمال ممثلة بوزير الخارجية عبد الله الأصنج بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على ضوء اتهام صنعاء لنظام الحكم في عدن باغتيال الغشمي والمطالبة باتخاذ العقوبات ضد الشطر الجنوبي وساندت السعودية والدول ذات العلاقة بأمريكا عقد الاجتماع بينما عارضت الدول ذات العلاقة الوثيقة بموسكو كان الأمر يتصل برغبات السعودية وأمريكا أكثر من صلته بالشعب في الشمال أو بمقتل الغشمي الذي سعد الشعب بمقتله وبالفعل عقد الاجتماع في يوم1-2 يوليو 78في القاهرة وقاطع الاجتماع كل من سوريا, لبيا, الجزائر,العراق, منظمة التحرير الفلسطينية وحضر الاجتماع السعودية والبحرين والأردن ومصر وعمان والإمارات والصومال والمغرب وتونس وقطر والسودان ولبنان وموريتانيا وعبد الله الاصنج وزير صالح في أول حرب على الجنوب واتخذت قرارات عنيفة ضد الجنوب منها قطع العلاقات الدبلوماسية وإيقاف المساعدات وتم فتح المجال لتجميع العناصر التابعة للسعودية والمناوئة لوطنها الجنوب وتم تشغيل محطة إذاعية سرية باسم (صوت الجنوب الحر) وصل عبد القوي مكاوي في أكتوبر الى صنعاء لتشكيل حكومة منفى يتم الاعتراف بها تمهيدا لاجتياح الجنوب عسكرياً وتفيده بالكامل بمساندة الأصنج وزير الخارجية وباسندوة وزير الإعلام في حكومة صالح وأخذت الأوضاع تتوتر بين الجنوب المطالب والمصر على الوحدة والشمال التابع للسعودية. حرب 79 واندلعت الحرب بين الشطرين إرضاء للسعودية في المناطق المتاخمة في كل من قعطبة ودمت والبيضاء وحريب ومكيراس وبيحان وتمكنت قوات الجنوب من السيطرة على دمت وقعطبة وحريب وأعلنت السعودية وضع قواتها المسلحة حالة تأهب وأستدعت الوحدة العسكرية السعودية المرابطة في لبنان ضمن قوات حفظ السلام وتحركت قوات سعودية من الجيش والحرس الوطني السعودي إلى مناطق الحدود في مطلع مارس بعد ايام من اندلاع المعارك, بينما قامت أمريكا بتوجيه حاملة الطائرات (كونشليشن)وثلاثة بوارج حربية إلى البحر العربي في 5مارس وأعلن البيت الأبيض انه سوف يعجل بإرسال شحنة أسلحة من الدبابات والمدافع والمدرعات إلى اليمن ضمن صفقة أسلحة قيمتها(390مليون دولار) على حساب السعودية وأرسلت أمريكا طائرتي تجسس طراز (أواكس) إلى السعودية شريطة عدم استخدامها ضد إسرائيل وإنما ضد الجنوب وكذلك أشترت السعودية سرب من الطائرات(إف-15) من أجل مساندة الشمال واتباعها لاجتياح الجنوب اليمني وأجرى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر اتصالاً بموسكو وتم الإيحاء أن موسكو لن تساعد عدن وأن استعدادات السعودية وصنعاء وباقي الأتباع كافية من الجانب اللوجستي ولكن بقيت المخاوف من قوات الجيش في الجنوب عائقاً من تنفيذ الهجوم,هذا الجيش الذي تم الانتقام منه وتدميره بعد الوحدة المباركة. حرمل:القضية الجنوبية ليست صندوقاً ليدفن حاشد: ذكرى الوحدة محطة هامة لاستعادة بلاد نهبها النظام العائلي البركاني:الجنوب هوية طمست وتاريخ زورو أرض نهبت وشعب عظيم أذل سيف حسن: القضية الجنوبية هي حالة اختلال حاد بين مكوني اليمن الصحفي والناشط السياسي الزميل أحمد حرمل صرح ل"الوسط" موضحاً أن القضية الجنوبية واقع بين مفهومين خاطئين, فبعض قوى الحراك تعتقد بأن خروج الجنوبيين للشارع من أجل إسقاط النظام يأتي ضمن مخطط لواد القضية الجنوبية والمفهوم الآخر لدى بعض القوى في ساحة التغيير وقيادة المشترك بأن وحدة الشعار المنادي بإسقاط النظام قد أسقط القضية الجنوبية وأن الجماهير قد خرجوا لإسقاط النظام وهذه مطالبهم وبطبيعة الحال كلا المفهومين خاطئان فالقضية الجنوبية ليست صندوقاً ليدفن فهي قضية شعب وثورة دخلاء في شراكة مع طرف أخر وتم واد هذه الوحدة ونقول لأصحاب المفهوم الثاني إن القضية الجنوبية قضية عادلة تستمد شرعيتها من قوة الحق وحتمية انتصاره على الباطل...وأضاف حرمل قائلا: من وجهة نظري تعد الثورة المجتمعية هي المدخل لحل القضية الجنوبية حلا عادلا وأواكد بأن لقاء القاهرة الذي عقد مؤخراً من بعض القوى الجنوبية قد خرج برؤية حدد فيها الدولة الاتحادية لإقليمين جنوبي وشمالي وبرلمانين إقليميين وحكومتين وبرلمان وطني وحكومه اتحادية هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لحل كافة المشاكل ليس على مستوى الجنوب فحسب بل على مستوى اليمن بشكل عام خاصة وأن الرؤية اشترطت بناء الدولة العصرية الحديثة لوحدة قابلة للاستمرار, وأشار حرمل إلى أن الوحدة الاندماجية فشلت وهذا الفشل أدى إلى حرب 94م والوحدة المعمدة بالدم قاومها شعب الجنوب وانطلق بحراك سلمي منذ أربعة أعوام وتعتبر ثورة الشباب الوليد الشرعي لهذا الحراك الذي قدم أكثر من 700شهيد وآلاف الجرحى ومثلهم من المعتقلين ولهذا فإعادة صياغة الوحدة وتأسيس الوطن بأفق وأسس جديدة هي الضمانة الحقيقية لوطن آمن ومستقر وكذلك أمن المنطقة بشكل عام. حاشد الناشط السياسي والحقوقي والنائب البرلماني أحمد سيف حاشد صرح ل"الوسط"موضحاً أنه: منذ انتصار العسكري على الجنوب في 7/7/1994م قلبت الموازين, فقد رسخ العسكري والقوى التقليدية نظام الجمهورية العربية اليمنية من خلال تعديل دستور دولة الوحدة لصالح الفرد وإلغاء الشراكة الحقيقية مع الجنوب الذي تم تحويله إلى غنيمة لصالح النظام العائلي الاستبدادي وقد بدأ الرفض بفرض وحدة الفيد الغنيمة بالقوة العسكرية جلياً من وقت مبكر من خلال دعوات الشريك في تحقيق الوحدة وهو الحزب الاشتراكي إلى المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الحرب غير أن النظام المستبد صم اذنيه عن كل الدعوات وقد مثل الحراك السلمي الجنوبي ثورة شعبية رافضة لذلك الواقع الذي استبعدهم من الشراكة وبدلا أن يلتفت النظام للثورة السلمية الجنوبية عمد إلى قمعها ومواجهتها بالقتل وبالمزيد من النهب والإقصاء حتى برزت القضية الجنوبية كقضية سياسية تعمد النظام مضاعفة قمعها حتى بلغ عدد الشهداء ما يقارب 500إلى 700 شهيد ولذا نؤكد على أن القضية الجنوبية أصبحت تمثل مدخلاً حقيقياً للحفاظ على الوحدة اليمنية بما يحقق الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة... وأضاف حاشد أن ذلك الموقف من القضية الجنوبية قد تجسد في موقف التحالف المدني للثورة الشبابية في رؤيته لمعالجة القضية تتضمن بناء دولة اتحادية فيدرالية بنظام حكم برلماني وهي رؤية مطروحة للحوار بما يؤدي إلى معالجة أكيدة وصادقة تبارك وحدة الشعب اليمني السلمية لا الوحدة بالحرب التي فرضها النظام المتهاوي وقال حاشد إن يوم 22 مايو يمثل لليمنيين محطة مهمة لأستعادة بلاد نهبها النظام العائلي الاستبدادي وحولها إلى غنيمة على حساب أبناء الشعب اليمني.. وأضاف حاشد أن التنكر للقضية الجنوبية يعتبر اقتياداً للبلاد إلى مأزق خطير لأنها ثورة شعب مقهور نفذ صبره بعد معاناة طويلة مع نظام يكرس ثقافة الكراهية والنهب والاستيلاء وعمق الشقاق والخلاف في النسيج الاجتماعي اليمني وأوضح حاشد أن إسقاط النظام هو الهدف الأول في أجندة الثوار في الوقت الحالي ثم إقامة الدولة المدنية بعد أن يتم معالجة القضية الجنوبية التي لا يمكن لنا تجاهلها لأنهاء قضية بحجم الوطن واللبنة الأساسية والدافع الرئيس للثورة الشبابية في اليمن فالجنوب هو من كسر حاجز الخوف في مقارعة السلطة الظالمة. البركاني الأستاذ عبد الجليل البركاني ناشط سياسي وناشر صحفي صرح ل"الوسط" موضحاً أن حل القضية الجنوبية من أهم أهداف ائتلاف المرابطون من أجل الحرية والعدالة موضح أن الائتلاف اعتبر حل القضية الجنوبية حلا عادلا ومرضيا لكل الجنوبيين من أولوياته بعد رحيل النظام المتهاوي.. وأضاف البركاني إننا نعترف بالقضية الجنوبية من خلال إيماننا المطلق بها كقضية يجب مناصرتها بعد سقوط النظام لتكون من أولويات مهام الثورة حتى يعود الحق لأصحابه وجراء إيماننا الراسخ بالقضية الجنوبية فإن من ضمن أجندة ائتلاف المرابطون تبنى دعوة كافة الأحرار والثوار من كافة أبناء اليمن إلى تسيير قافلة جماهيرية من صنعاء إلى عدن للاعتذار لأبناء الجنوب عن زمن المعاناة والألم الذي تجرعوه منذ قيد حرب 94 التي عصفت بالوحدة وسيتم لنا ذالك بعد سقوط النظام إن شاء الله, ونعتبر تصريحنا لصحيفتكم دعوة لكافة القوى الشبابية والسياسية والنقابية والشخصيات الاعتبارية لمشاركتنا لإنجاح ما نصبو إليه وأوضح البركاني أن القضية الجنوبية من وجهة نظره الشخصية هي قضية وطن احتل جراء حرب 94 وثروة سرقت من قبل أسرة مستبدة ونظام فاسد ناهب وهوية طمست وتاريخ زور وأرض تنهب وكوادر تهمش وحقوق ضيعت وشعب أذل والقضية الجنوبية لا تمثل فقط الظلم الذي حل بالجنوب بل قضية أبناء اليمن من المهرة حتى حرض إلا أن الجنوب كان أكثر ظلماً والأسبق انتفاضة وقال البركاني لا يمكن أن يستقر حال الدولة المدنية الحديثة إلا بحل القضية بعد سقوط النظام الذي هو سبب وجود وتفاقم القضية فهناك توافق وإجماع لدى كافة الثوار بكافة مشاربهم على حل القضية في ظل يمن واحد ملتحم أرضا وإنسانا, فحل القضية لا يعني الانفصال ولا يعني خضوع طرف لطرف بل يعني أن الاعتراف بالحق فضيلة والثورة فضيلة والفضيلة لا تقصىي الفضيلة. رئيس المنتدى السياسي الأستاذ علي سيف حسن رئيس المنتدى السياسي صرح ل(الوسط) موضحاً أن القضية الجنوبية الجنوبيون هم الأقدر على التعريف بها وأي اجتهاد من الآخرين ما هو إلا اجتهاد يشكرون عليه والقضية الجنوبية هي حالة اختلال حاد بين مكوني اليمن كوطن وهما الأرض والسكان فإذا نظرنا إلى مكون الأرض فإننا نجد أن اليمن في معظمة جنوب وإذا ما نظرنا إلى نجد أن اليمن في معظمه جنوب وإذا ما نظرنا الى السكان فنجد أن معظمه شمال وكون أن الأوطان لا تتكون من ذلك الكون أو ذلك بل من المكونين معا فإن الموازي بين هذين المكونين وهذا النظام السياسي القادر على خلق توازي الجغرافيا والسكان غير مناسب وأضاف حسن لهذا تأتي أهمية التفكير بتطوير نظام سياسي جديد قادر على تحقيق التوازن بين هذين المكونين وباختصار العودة إلى الصيغة المباشرة للصيغة الجنوبية باعتبارها قضية أرض وشعب وثورة وأكد حسن على أن القضية الجنوبية تظل قائمة وباقية طالما هناك أرض وشعب جنوبي وطالما بقيت الدولة الاتحادية الفيدرالية القادرة على حل هذه المعادلة الغائبة. المدير التنفيذي لمؤسسة إراف الأستاذ علي حزام الرازحي المدير التنفيذي لمؤسسة إراف صرح ل"الوسط" موضحا أن القضية الجنوبية يصعب تجاهلها أو التنكر لها لأن القضية جاءت جراء ظلم فظيع أجهضت فيه الأسس التي بموجبها قامت الوحدة اليمنية والاعتراف بالقضية الجنوبية والسعي إلى حلها حلا عادلا يعد من أهم أولويات بناء الوطن والحفاظ على وحدته لان الوحدة لا يمكن لها الدوام والاستمرار ما لم يتم إرضاء كافة الأطراف والشرائح وبكل تأكيد أن الدولة المدنية التي يسعى لها الشباب ستحل جزءاً كبيراً من المعضلة ولكن الحل الكامل يكمن فيما سيختاره أبناء الجنوب ولا يعني طرحنا هذا أن الاعتراف بالقضية الجنوبية يعد انفصال وكذلك المطالب بإنشاء دولة اتحادية لا تعني القضية على الوحدة وفي كل الأحول لا يصح لنا ان نستبق الاحداث فالامور مرهونة بأوقاتها وحتما القضية الجنوبية ستكون في مربع الانتصار لها لأنها قضية شعب ووطن. الخناق بعد العناق المطلب الشعبي لأن الوحدة كانت مطلباً شعبياً وليس مطلباً سياسياً نجحت الكويت في دعوتها إلى رأب الصدع وتشكيل اللجنة التي تمخضت عن اجتماع الكويت والتي كانت مكونة من عبد الحليم خدام نائب رئيس الوزراء السوري ومحمود رياض الأمين العام للجامعة العربية وصباح الاحمد الصباح وزير خارجية الكويت وعبد العزيز بو تفليقة وزير خارجية الجزائر ووزراء خارجية الإمارات والأردن والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية التي التقت بهدوء بالرئيس صالح في 11 مارس وفي صبيحة 12 مارس وصلت اللجنة إلى عدن وتوجهت في رتل من السيارات الى دار الرئاسة وقد أصطف على جانبي الطريق العمال والعاملات والطلاب وفئات الشعب يهتفون (وحدة يمنية...وحدة يمنية) ويلقون بالزهور على موكب اللجنة التي ذرف العديد من أعضائها الدموع على معاناة هذا الشعب المكافح وتم الإعلان في تاريخ 13 مارس تثبيت وقف إطلاق النار وإجراء مباحثات بين البلدين من أجل تنفيذ الوحدة اليمنية حسب اتفاقيات طرابلسوالقاهرة وتم التمهيد لعقد قمة بين شطري اليمن يوم 28 مارس لإعادة الوحدة وبطلب من عبد الفتاح إسماعيل تم إجراء تعديل حكومي في صنعاء بتاريخ 21 مارس تم فيه إقصاء عبد الله الأصنج من الخارجية ومحمد سالم باسندوة من وزارة الاعلام كما تم تغيير العديد من القادة العسكريين ومسئولي الأمن الوطني في الشمال الذي كان تابعاً للسعودية وعلى رأسهم محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني وعند انعقاد القمة في 28-29 مارس طرح وفد الجنوب مشروع الوحدة الذي قام بعرضه وزير الخارجية محمد صالح مطيع الذي يعتبر مهندس مشروع الوحدة في قمة الكويت التي تمخضت في 30 مارس عن عدد من البنود كان أهمها تكليف لجنة دستورية لإعداد مشروع دستور دولة الوحدة خلال أربعة أشهر وأن يعقد الرئيسان لقاء لإقرار مشروع الدستور ودعوة كل منهما لمجلس الشعب في الشطرين للموافقة على المشروع وبدأت تشهد العلاقات بين الشطرين الاستقرار والتقارب ولكن بدأت التوترات بين الأجنحة في الجنوب تشهد تنافراً حاداً حيث قام علي ناصر محمد بصفته رئيساً للوزراء بإقصاء محمد صالح مطيع من منصب وزارة الخارجية باعتباره متحمساً للوحدة وكذلك إقصاء محمد سعيد عبد الله (محسن) من وزارة أمن الدولة ووضع جهاز أمن الدولة تحت امره لجنه يرئسها علي ناصر محمد وقام وزيرالخارجية التابع لعلي ناصر بزيارة مكوكية إلى السعودية في 29 مارس 80م التقى فيها بالأمير سلطان بن عبد العزيز وفي 22 إبريل بعد أقل من شهر من اللقاء بالأمير السعودي تم اقالة عبدالفتاح اسماعيل ومغادرته البلاد وتركزت السلطة بيد علي ناصر محمد الذي قام بأعتقال ثم إعدام محمد صالح مطيع مهندس مشروع الوحدة في قمة الكويت وكذلك تصفية حسين قماطة واعتقال محمد سعد عبد الله(محسن) وتبنى تصعيد شخصيات موالية من مناطق معينة وتهميش باقي الشعب مما سبب في نكا الجراح وبعد ذلك تبنى الرئيسان علي ناصر وعلي عبد الله عملية احتجاز دستور دولة الوحدة في أدراج مكتبيهما بعد أن انجز وتجاهل كلاهما اتفاقية قمة الكويت وكأنهما اتفقا على واد الوحدة وعندما توترت الأوضاع في الجنوب بعد عودة عبد الفتاح إسماعيل من موسكو قام على ناصر محمد بزيارة لعلي عبد الله صالح قبل أحداث يناير بستة عشر يوماً وبعدها انفجرت أحداث يناير التي تم فيها تصفية فتاح وعلي عنتر نائب رئيس الجمهورية وصالح مصلح وزير الداخلية وعلي شايع وانتهت الأحداث بتحقيق علي سالم البيض للوحدة من خلال تنازله عن منصب رئيس الجمهورية بأعتبارة الرجل الأول وتنازل عن آحقية العاصمة عدن كعاصمة أولى ليشكل الطرف الأقوى في اتفاقية الوحدة فقد كان اندفاعه مخلصاً ورفض العديد من الإغراءات والأموال التي قدمتها له السعودية مقابل عدم تحقيق الوحدة بأعتراف رسمي من علي عبد الله صالح. الخناق بعد العناق إن سردنا للإحداث موجز جدا ولهذا نأمل أن يلتمس لنا القارئ الكريم العذر فقد تمت الوحدة مكللة بفرحة السواد الأعظم من الشعب شمالاً وجنوباً وانتقل أبناء الجنوب من نظام حكم اشتراكي إلى رأس مالي وهم لا يملكون سوى راتب شهري لبعضهم ومسكن متواضع ليختلطوا مع شعب متجانس مع النظام الرأس مالي ولكن دولة الوحدة تبنت سياسة تدميرية تجاه الجنوب المندفع للوحدة من خلال آليات متعددة أبشعها الإعلان عن تكوين حزب الإصلاح برئاسة الشيخ عبد الله الأحمر وعبد المجيد الزنداني والذين خرجوا من تحت عباءة السلطة بتمويل سعودي كانت مهمتهم تكفير الحزب الاشتراكي والتحقير من الحياة التي كان الجنوبيون يعيشونها ومن الآليات البشعة تبنى على محسن الأحمر الذي عرف مؤخرا (بالقاضي) الجماعات الجهادية للتحرك إلى الجنوب لترسيخ تواجدهم حتى ينشروا الوعي الديني ومن تلك الآليات تصفية المؤسسات والمصانع والشركات وبيعها للقطاع الخاص ومن الآليات محاربة المعسكرات التابعة لدولة الجنوب سابقاً للدعم اللوجستي ومصاريف تسيير عمليات التدريب والحفاظ عليها كمنشآت وطنية ومن الآليات وتحت مبرر إصلاح فساد الحزب الاشتراكي في سياسة التأميم تم سحب العديد من الممتلكات من مواطنين كانت تمثل مصدر رزق لهم وإعادتها لأصحابها بدون أن يتم وضع سياسة لحل مشاكلهم وجراء هذه التوجيهات الممنهجة فوجئ الجنوبي أنه يزداد فقراً ولا يشكل ثقلا كشريك للوحدة ومهدد بتصفية من الجماعات الجهادية ومتهم بالكفر والزندقة من حزب الإصلاح ومهدد في وظيفته من كان موظفاً إلى جانب انهيار الأمن وتسليح القبائل وإحياء الثآر فتلك السياسة الممنهجة التي قادها الرئيس ومعه حزب الاصلاح وعلي محسن ومجموعة من الوزراء التابعين أشعرت أبناء الجنوب أن هناك تكالباً شمالياً استهدف كل شئ سلامة دينهم ومؤسساتهم ووظائفهم ,بالمقابل فتحت أبواب الاستثمارات والبناء والتشييد وكل هذه الانجازات لم تكن لها أي عوائد لأبناء الجنوب بينما الحزب الاشتراكي الذي كان يمثلهم أصبح ينهار ويواجه إن تحدث عن مشاكل أبناء الجنوب بأعتباره لا يمثل الجنوب وأن اليمن واحد علاوة على أنه كان في حالة يرثى لها وهو يواجه التصفيات الجسدية التي نالت من أكثر من 56 عضواً حزبياً غير العبث الذي تقوم به المجاميع الجهادية من تحطيم الأضرحة وإقلاق أمن الساكنين في الجنوب ,فمثلا عبد الله صعتر في أول زيارة له لعدن وصل بمرافقين وسيارات جميعهم مدججون بالسلاح وألقى خطبة في مسجد النور بعدن تسببت بمقتل شخص وجرح أخر كان التوجه التهام الجنوب وإلغاء شخصيته الاعتبارية والإقليمية والاجتماعية والاقتصادية كل هذه الترسبات كانت سبب حرب صيف 94م والتي انتهت بهزيمة الحزب الاشتراكي الذي أقصى من الحكم ليعيش الجنوب حالة أشبه بالاحتلال وتركيز شخصيات باسم الجنوب لهم عداواة وخصومات ليتحول ابناء الجنوب إلى مجرد مشروع لتصفية الحسابات ومن يرغب في حقه في الوظيفة والمنصب عليه أن يؤدي واجبات الطاعة في لعن النظام السابق ووصف الرئيس بولي النعمة وأن الشمال أخرجهم من الظلمات إلى النور كان الغرض هو خلق روح الكراهية بين كافة أبناء اليمن وبعث روح النقمة بين أبناء الجنوب تجاه بعضهم من خلال تنصيب قوى كانت معادية للوحدة فأصبحت من روادها مقابل أن تلهف قيادات شمالية ومشيخية ثروات الجنوب ليصبح الجنوبي منهوباً ومذموماً ولهذا أيقن أبناء الجنوب أن هذه مؤامرة فأعلنوا تلاحمهم بعد تسامحهم وهاج الشارع الجنوبي في ثورته السلمية التي أذهلت العالم وتنوعت المطالب وكان أقصاها مطلب فك الارتباط بعد أن وجدوا إخوانهم في الشمال لا يساندون قضيتهم الجنوبية واليوم أيضاً الجنوبيون يسجلون موقفاً عظيماً آخر كما عودوا الجميع بمناصرتهم لثورة الشباب في إسقاط النظام لتكون القضية الجنوبية القضية الأولى بعد الثورة وهكذا هم أبناء الجنوب يدفعون ثمن نخوتهم وحبهم ووطنيتهم ومن كد عرقهم فهل سيعي الأشقاء حجم الذنب الذي ارتكب في حق أبناء جنوب اليمن؟! . المصادر: 1- أغلببية مصادر المعلومات من كتاب معالم عهود رؤساء الجمهورية في اليمن – محمد حسين الفرح 2- اليمن الجمهوري لعبد الله البردوني نقلا عن صحيفة الوسط