رحل علي صالح عفاش , بعد سنوات قضاها في الحكم راقصاً على رؤوس الثعابين حد قوله , وإن كان الرقص هذا استمر طويلاً عاصر فيه جميع ملوك السعودية وبعض رؤساء دول عربية وعالمية . إلا ان لكل شيء نهاية , فمهما لاعبت الثعابين لابُد ان تُلدغ حتى الموت , وكانت بداية اللدغة محاولة تفجير جامع دار الرئاسة (النهدين) في أول جمعة من شهر رجب الموافق 3 يونيو 2011م فلو ان الراحل علي صالح كلف نفسه ببضع دقائق وقرء قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش , ومستفيداً غير متكبراً ومكابراً , لربما تجنب الرقص على رؤوس الثعابين وحافظ على ما يمكن الحفاظ عليه من حياته ومستقبله , إلا ان العبرة دائماً ما تكون بالخواتيم . ففي شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة , وكان يخشى أن يعترضه كفار قريش بحرب أو يصدوه عن البيت الحرام , وسار النبي بألف وأربع مئة من المهاجرين والأنصار، وكان معهم سلاح السفر لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال المشركين، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا كفار لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب، وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد يعترضهم في الطريق . فلما اقتربوا من مكة بلغهم أن قريشاً جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام , وهنا تتجلى الحكمة وان ليس كل ما قد يعترضنا تستخدم فيه القوة دون العقل رغم قوة النبي حينها . ارسل كفار قريش ما يقارب الأربعة أشخاص للتحاور مع النبي ورؤية ما يريد وماهي شروطه !؟ ومع كل شخص كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل معه حسب شخصية الرجل الذي أمامه فلم يتسرع ويغتر بقوته , بل كان سلس التعامل وبما يقتضيه الموقف حتى استطاع الدخول لمكة وأداء العمرة وهو مرفوع الرأس شامخاً على كفار قريش . فن التعامل الغائب من الراحل لم يعيه بشكل جيد رغم ما تلقاه من لدغات طوال فترة حكمه , إلا ان لكل شيء نهاية أمر لم يدركه علي صالح .