في وقت عصيب يشهده البلد تنوعت فيه قصص المعاناة التي يقاسيها اليمنيون ؛جاءت قصة بؤساء العلم الذين كان من المفترض أن يكونوا أسعد أقرانهم من الطلاب ؛نظرا لما حققوه من نتائج مشرفة . إنهم أوائل الجمهورية والمحافظات للعام الدراسي 2015-2016 الذين أضحوا اليوم كاللاجئين دون غوث علمي كفله القانون والعرف لهم كحق مستحق. إنهم يمرون بعامهم الثاني دون دراسة جامعية. فرغم تقديمهم في منح التبادل الثقافي التي أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مارس 2017م وإعلان أسماء الفائزين بالمنح بعد المفاضلة ومن ثم تسليم ملفاتهم في أبريل 2017م إلا إن التجاهل والمماطلة كانا الرد الذي لاقوه طوال 8 أشهر ،والذي حال دون ابتعاثهم للدراسة في الخارج بحسب نتائج المفاضلة آلتي أصدرت على ضوئها توجيهات رئاسية ووزارية كان آخرها توجيه دولة رئيس مجلس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر بصرف تذاكر سفر لهم في أكتوبر 2017م . وحتى لحظة كتابة هذا المقال ، لم يستلموا تذاكرهم أو تعتمد منحتهم ماليا ،بل لم يستلموا قرارات إيفادهم . وحتى اليوم تجدهم على أبواب الوزارات والمكاتب التي اعتادت أن تراهم طيلة الأشهر الثمانية لتكون جزءاً من يومهم الكئيب الذي يتلقون فيه أشكالاً من التخاذل والتجاهل بل -أحيانا- الإهانة والطرد بسبب إصرارهم على أخذ حقهم . وفي ظل معاناتهم التي تكالب فيها فراق أهلهم وصعوبة العيش والوضع المادي المنهار الذي دفع بعضهم لاقتراض المال ورغم مشقة الوصول الى العاصمة عدن التي تستغرقهم أحيانا 4 أيام ليتجاوزوا عنصرية النقاط العسكرية التي لا تقدر العلم ، الا أنهم لا يزالون ينظرون بكل أمل الى غد ينالون فيه حقهم من العلم بالابتعاث للدراسة في جامعاتهم ؛ليعودوا بثروة معرفية وعلمية مؤسسين بذلك النهضة الشاملة لوطنهم ، فمن سيحقق حلم هؤلاء المتفوقين؟ وإلى متى ستستمر مسرحية التجاهل والتقاعس عن إعطاء المتميزين حقهم في تعليم متميز تماشيا مع اجتهادهم ؟ إن لم يُكرم المجتهد فمن سيكرم؟ هنا السؤال الذي يضع نفسه والذي يناط بإجابته كل شخص نافذ فيه ،بدءا من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء وحتى وزير التعليم العالي د .حسين باسلامة ووزير المالية، وكذا موظفي وزاراتهم. فهل من مجيب