اختلفت كثير من شرائح المجتمع خاصةً بعد مقتل عفاش ؛ فشريحة واسعة تنظر للأحداث الجارية من زاوية صراع (عربي / فارسي) ؛ فمنهم من رثاه وترحم واعتبره مناضل وقف في وجه الحوثيين وقاتل الروافض حتى استشهد ... بينما الحوثيين يعتبروه نصر عقائدي وإنهم تخلصوا من عدو بهذا الحجم سيما وإنه من قام بالحرب عليهم وتسبب في مقتل زعيمهم ومرشدهم حسين بدرالدين الحوثي . ونحن نقول أليس عفاش من دعم جماعة الشباب المؤمن ليبتز السعودية حينها , وشن ستة (6) حروب وهمية عليهم ليمكنهم من أسلحة الجيش وليتخلص من عدد كبير من اعدائه (الجنوبيين والإصلاحيين) الذي كانوا حطب تلك الحروب .. بل عفاش من اتى بهم من كهوف مران ليحتلوا صنعاء نكايةً بالرئيس هادي والتحالف وسلمهم كل مفاصل الدولة بما في ذلك المؤسسات العسكرية وامتلاكهم أنواع الأسلحة الثقيلة كالدبابات والصواريخ ..الخ . أما الشريحة الثانية فهي تنظر للأحداث من زاوية صراع (شمال / جنوب) فالشماليين منهم من رثاه وترحم واعتبره شهيداً , كونه شيَد الجسور والمستشفيات والبنية التحتية ونقل الوزارات والشركات الأجنبية فأزدهرت التجارة وعاد ذلك بنفع على حياة الناس قاطبة في الشمال على حساب الجنوب , والحدث الأبرز والاهم الذي لم يأتي به أي رئيس او ملك او إمام من قبله مشروع الوحدة الشمال مع الجنوب ولهذا لقب بالفارس السبئي ... ولكن كل هذه المنجزات لم تشفع له عند الحوثيين وانه قد حان الوقت للتخلص منه وجماعته كقوى استراتيجية منافسة لهم في الساحة كالقوى السابقة (حزب الإصلاح) ... ناهيكم عن النار المشتعلة في جوف سيدهم واخذ الثأر لأخيه حسين بدرالدين . ونحن نقول ان عفاش توعد الجنوبيين فجعلنا نشرب ماء البحر والمجاري وذلك بقطعه للمياه على عدن بعد غزو 1994م , فطرد وهمش وأقصى كل الكوادر بتدميره لأكثر من 100 مصنع ومؤسسة وهيئة وحول عدن الحضارة والمدنية الى قرية بالبناء العشوائي واستخدام بعض الأسر والمخابز والأفران للحطب بدلاً من الغاز والديزل , بل واستخدم أقذر واخطر الأساليب للتدمير الممنهج لتجهيل أجيالنا وتلذذ بتعذيب ومعانات شعبنا الجنوبي فربط كل معاملاتهم بصنعاء ... وما خطابه في البيضاء فبراير/ 2017م إلآ خير دليل على حقده لنا حينما قال (هناك قوات في المخا وتعز يتصدون لهم القناصة ويجب أن تدقوهم وتحرقوهم بكافة أنواع الأسلحة حتى لا يبقى منهم احد ويقصد الجنوبيين). أما الشريحة الثالثة فيراهنون على قوات الإصلاح المرابطة في مأرب و نهم والحرس الجمهوري وقوات المؤتمر الشعبي الموالية لعفاش وان نجله احمد علي سيعيد ترتيب الصفوف ليحرر صنعاء .. نقول لهم رهانكم خاسر وواهمون فالإصلاح يجيد المناورة دون أن يسلم رأسه للطرف الأخر ويعقد الصفقات دون ان يقدم تنازلات ... فرغم إمداد التحالف العربي لهم بالكم الهائل من السلاح والمال والغذاء (التهموا بمليار دجاج) لم يحركوا ساكن ومحافظين على قواعدهم لقتال الجنوبيين في حال فكروا بالانفصال .. وهاهم اليوم يشترطون سيدخلون الحرب مقابل محافظي محافظتي عدن وحضرموت من نصيبهم . اما الحرس والمؤتمر لم يقفوا بجانب عفاش فتركوه يقاتل لوحده , فكيف ممكن يكون ولاءهم لنجله احمد الذي كان قوي بأبية (الذي ما نفع أُمه كيف باينفع خالته) وهاهو جزء كبير منهم التحق بالحوثيين بعد مقتله وجزء آخر مطارد ومختبئ . فمنذ تحرير الجنوب لو أن التحالف (الإمارات) صادقة معنا ؟! لأتخذوا الأتي : 1. إعادة أعمار عدن , وإصلاح البنية التحتية والخدماتية , والإشراف على الميناء والمطار لتصبح المناطق المحررة نموذجاً للأمن والمدنية والعيش الرغيد لتحث على إسقاط بقية المحافظات من الداخل . 2. توفير الأمن والدعم للرئيس والحكومة بالكامل ليمارسوا مهامهم من عدن وليس من الرياض (حكومة في المنفى). 3. بناء جيش وطني (نسيج من كل أبناء الجنوب) ولاءه للوطن بقيادة فخامة الرئيس وليس ميليشيات ولاءهم للإمارات أو لأشخاص كما هو حاصل اليوم. ونشاهد اليوم وقاحة التحالف العربي بعد أن تم إستغلال مقاتلينا والجنوب عامة وخسرنا قواعدنا مقابل ثمن زهيد بسبب جشع وسذاجة وغباء قيادته يُزاح الجنوب شيئاً فشيئاً من قمة قائمة التحالف .. وتنشأ تحالفات جديدة مع القوى اليمنية وتبادل مواقعها بين خصومه وتقارب .