كتب / مطلق المعكر تقول الأساطير الشعبية القديمة : ان الفرسان الشجعان وخيار الناس يرحلون من دنيانا الفانية قبل غيرهم ، وذلك ليس باختيارهم .. ولكن اختيارآ من الله لمحبته إياهم لا ليدفنوا في ظلمات القبور كغيرهم .. ولكن ليصبحوا قناديل ونجوم تأخذ مكانها في سماء الله لتنير كوكبنا الأرضي كما كانوا ينيروا دنيانا بأفعال الخير التي تتجسد محبة للناس وعطاءآ .. عمي الغالي : لقد غادرتنا ونحن بحاجة إليك كحاجتنا لمرشدا أمين يدلنا طريق عن النجاة في صحرائنا المقفرة التي قل فيها الأمناء وفاعلي الخير .. عمي الغالي: لا أستطيع وصف حزني الذي ملأ نفسي بحزن لايقارن بحزن عشته في حياتي .. وتساءلت مع نفسي : ألم افقد أحبة من قبلك كعمي على قائد المعكر ؟! ذلك القائد الذي أستشهد مبكرآ برصاص الغدر الإحتلالي بعد عام 1994م هناك الكثير من الأحباب غيرهم ...ولكن كان حزني عليك اكثر وهذا اعتراف لا أنكره .. لقد حاولت أن أعبر عن مشاعري الحزينة التي فاقت التصور وأكتب عليك مرثاة تليق بك وبمعزتك عندي .. ولكني لم أستطع .. وقد أخذت قلمي بين أصابعي وأعطيت إشارتي إلى هواجسي ودواخل قلبي وعقلي .. ولكن وقف القلم جامدآ وتوقفت ذاكرة أفكاري .. فقلت مخاطبآ قلمي : أهكذا تخذلني وأنا من أعتبرك رفيقي وصديقي عند إحتياجي إليك في أحلك ظروفي ؟ ! فكأن القلم رد على سؤالي قائلآ: وهذا مافعلته بالضبط فحزني متماهيآ مع حزنك على أعز عم وأب لك .. نعم يا أباعزوز هذا ماحصل .. وبعد جهد حار أضنى فكري وجوارحي كتبت لك هذه الكلمات الخجلى وكلي حياءآ أن أقصر في حقك وأنت من أنت يا أكثر من أبي .. عن عمي الأب للجميع .. الذي لاتفارق بسمته شفتيه لمن يقابله .. يده ممدوده لفعل الخير مع الجميع .. اكتب عن عمي الأستاذ/الفاضل .. الذي ربى أجيالآ وأجيال هم اليوم قادة ومحامين ومحاربين كان لهم نصيب الريادة في التحرير والشهادة . عن عمي الثائر الذي كان من اوائل المقاومين منذو بعد 94م ومن أوائل المقاومين في حركة حتم .. ومساهمآ فاعلآ ومشاركآ لايشق له غبار في حراك شعبنا منذو خروجه إلى ميادين الشرف في 2007م .. ومدربآ محترفآ لأفراد المقاومة الجنوبية التي خاضت حربآ ضروسآ مع أعداء الجنوب من العفافشة والمجوس .. ماذا اكتب عنك .. ياعمااااه لقد افقدتني توازني وأنا أتذكر مناقبك وتوقفت حواسي وجوارحي وشاركها الوقوف قلمي .. فمعذرة عمي عبدالله إن قصرت في حقك .. يا أباعزوز .. فالحياة ليس لها امان .. ولكن عزاؤنا أنك عند ربنا فهو من تولاك في جواره .. ونسأله تعالى مخلصين أن يوسع عليك قبرك ويجعله روضة من رياض الجنة .. وأن يدخلك فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه ...