الذي يمارس السياسة بحقارة وبدون إنسانية ، ما ممارسته تلك إلا إنعكاس للحقارة التي تملأ صدره، وتعبير عن فقد إنسانيته ، وعندما يجد ذلك الممارس للسياسة بالحقارة فرصة التسلط على رقاب الناس ، يكون الفساد، ويكون العبث في عدم تنظيم موارد ودخل البلاد وعدم تنشيطها بالشكل الصحيح والتشجيع على نهبها ، ويكون أرتفاع الاسعار للمواد والخدمات الأساسية و أنعدامها، ويكون طباعة العملة المحلية بدون غطاء يحفظ قيمتها ، فيكون أنهيارها، ومن ثم يكون أرتفاع جنوني للعملة الصعبة ، مما يعني زيادة الفقر والجوع والمرض والمجاعة التي تفتك بالشعب ، فيكون الموت المحتم ببطئ . ثم بعد كل تلك الحقارة في ممارسة السياسة وبتعمد ضد مصلحة الشعب ، من قبل الذي قبل تحمل مسؤولية أن يكون رئيسا للحكومة ، يناشد الدول الأخرى ، و ببرود مشاعره وببساطة يقول : لوجه الله و لأخوة صادقة أنقذوا أنهيار الريال اليمني أو اني ساقدم استقالتي . هذا ما كان مع بن دغر وسياسة حكومته ، وإذا نظرنا إلى ماوصلت إليه حكومة بن دغر من ترد في الأوضاع الأقتصاديه والسياسية ، التي منها كان المتأثر الوحيد هو شعب الجنوب ، أما شعب الشمال لا يهمه ذلك لأنه يقع تحت وطأة سيطرة سياسة الحوثي ، نرى أن هذه الحاصلة من حكومة بن دغر هي نتيجة طبيعية للعداء الذي تكنه هذه الحكومة لشعب الجنوب ، والكثير من أبناء الجنوب قد توقعها ، والسبب واضح وضوح الشمس ، هو أن حكومة بن دغر تواجدت في أرض ألفت أن تجعلها أرض غير مستقرة طيلة فترة حكمها في صنعاء المنبثقة من سياسة نظام صالح ، و أيضا بين شعب دابت نظرة بن دغر عنه ، أنه شعب خارج عن شرعية دستور الجمهورية والوحدة، التي هي أغنية بن دغر المفضلة ، بسبب تفجر النضال الجنوبي المطالب باستعادة دولته الجنوبية. وعلى هذا النفس ستستمر سياسة حكومة بن دغر ، أن هي استمرت في التربع على سلطة مايسمى بحكومة الشرعية ، ولن تتخذ أي نهج أخر لأصلاح الأوضاع إلا إذا رضخ لها الشعب الجنوبي واستطاعت أن تفرض سيطرتها على كل المحافظات الجنوبية ، "وهذا لا يمكن أن يقبله شعب الجنوب"، مالم فالحقارة في ممارسة سياستها هي المبدأ الذي ستسير عليه إلى مزيد من الدمار الأقتصادي وإلى مزيد من خلق الفوضى السياسية و الأمنية في الجنوب ، وذلك لأن وطنية حكومة بن دغر مبادئها تتجه نحو مايسمى الجمهورية والوحدة، التى استطاعوا تحويلها إلى مبادئ للفساد والنهب والرشوة و التحريش، على خلاف وطنية أبناء الجنوب التى مبادئها تدعوا إلى استقلال الجنوب و إلى دولة النظام والقانون . وإذا وافقت دول التحالف العربي على طلب حكومة بن دغر مساعدتها ، ورضيت أن تودع في بنكها المركزي مبالغ من العملة الصعبة كمحاولة منها ليتعافى الريال اليمني من الأنهيار ، مع بقاء هذه الحكومة دون تغيير ودون محاسبة ، فهذا يعني أن بن دغر قد استطاع وبنجاح أن ينتهى من تنفيذ مرحلته الأولى من خطته المتجهة نحو خلق الأزمات و الأنهيارات ، و من ثم الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة نفسها نحو أزمات أخرى ونحو أنهيارات أخرى للعملة و الأقتصاد أشد و أخبث من الأولى . في ظل هذه الممارسة للسياسة بالحقارة ، من قبل مايسمى بحكومة الشرعية وبمساعدة ودعم وسكوت دول التحالف العربي عنها ،لا يمكن نقبل أن يكون الشعب الجنوبي هو الهالك فيها، لأنه فقط هو الوحيد المتأثر فيها وهو الوحيد المستهدف منها. على الانتقالي الجنوبي أن يعرف ذلك وهو يدرك ذلك، أن حال ووضع الجنوبيين المادي والنفسي لا يستحمل المزيد من الصبر للعيش في ظل وضع استمرار الحقارة في ممارسة السياسة ، لأنها لا تقود إلا إلى أزمات أخرى و أنهيارات أخرى ، أكثر فتكا ، والتي لا سمح الله قد تكون سببا في السقوط للأخلاق والقيم .