برئاسة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس قاسم الزبيدي يعقد قادة المقاومة الجنوبية اجتماعهم الأول محوره وجود طارق صالح في عدن عاصمة الجنوب العربي الذي استفز الجنوبيين واستنفر قادتهم الشابة لعقد هذا الاجتماع الضروري والملح في ظروف قاسية تستدعي انتظامها منذ تحرير عدن لوضع الحلول والمعالجات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية اللازمة لتطبيع الحياة وتثبيت أسس استقرارها الكفيلة بحماية عاصمتنا وجنوبنا من وطأة المجرمين يدخلونها في صورة فارين ولاجئين وحتى عابرين سبيل . ماذا لو كانت تسير الأمور عكسيا وعفاش المتحالف مع الحوثيين على قيد الحياة بالنسبة للحكومة الشرعية أو المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية ولم يجدوا أمامهم مفرا غير عبر صنعاء ماذا كان سيفعل بهم طارق ؟! هل كان سيرحب بهم ويستقبلهم ويسمح لهم بفتح معسكرات تدريب لقواتهم كما يريدون أن يفتحوا له معسكرات وينشئوا له قوات في عدن والجنوب ليغدروا بنا ؟!
إن اجتماع قادة المقاومة الجنوبية الشباب برئاسة القائد عيدروس غير عادي حيث تتشعب فيه المواضيع من ذلك المحور وتتشابك وتصبح ذات مجالات شائكة لا يكفيها اجتماع واحد أو اجتماعين وتقديم الأهم على المهم بعد جدولتها في برنامج معد لعقد اجتماعات دورية , شهرية أو فصلية , وكما عودنا القائد عيدروس أنه لا يلقي محاضرات على المجتمعين ولا يملي عليهم بالخطابات , طول باله يجعله دائما هو المستمع أولا ولكن يستمع إلى بدائل ومخارج على ضوئها يصدر عن الاجتماع قرارات صارمة ملزمة يصادق عليها فهل يصدر قرار بطرد طارق أم اعتقاله ؟ وما موقف المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية في حال رفض التحالف العربي طرد طارق أو تسليمه للأسر هل سيتغير بتحول موقف التحالف العربي مؤيد لأعداء الجنوب ؟! هل هناك ورقة ضغط يمتلكها الجنوبيون لمواجهة رفض التحالف إخراج طارق أو تسليمه للحجز كتلك الأوراق التي تمتلكها الحكومة الشرعية أضعفها الورقة المالية ممثلة بالودائع السعودية المليارات تلو المليارات عند كل افتعال للأزمات مثل تدهور الريال اليمني بعد تهريب الأموال ؟!
في مقابل كل ذلك يستعد قادة المقاومة الجنوبية لفتح ملفات جنوبية سيادية عديدة في مقدمتها ملفات الأمن والدفاع عن الجنوب , مال واقتصاد الجنوب , ملف الأسرى الجنوبيين في سجون الشمال وفي مقدمتهم عميد الأسرى المرقشي ووزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر منصور وفيص رجب وكيف أن التحالف والمنظمات الإنسانية للحقوق والحريات الدولية يغضون الطرف عنه يلزمون الصمت ؟! كم قيادي ومسئول شمالي معتقل أو أسير في سجون الجنوب ؟! كما أن هناك ملفات المشاريع الخدمية والمشاريع الإنتاجية وملفات مستقبل الجنوب واستراتيجيا دولته جميعها تحت مجهر المقاومة الجنوبية وعلى طاولة المجلس الانتقالي الجنوبي وهيئاته وهياكله , فلن يكون الجنوب تحت رحمة الحكومة الشرعية اليمنية المغرقة بديون الودائع على الدوام وإلى الأبد كما لا ينبغي تسديدها من مقدرات الجنوب لأن الشعب الجنوبي العربي يريد أن يأكل مما ينتجه .