لاشك أن الفساد الأخلاقي الذى ينخر فى جسد مجتمعنا اليمني الان أدى إلى كل أنواع الفساد الأخرى لكن من الضروري ان نعرف أن الفساد السياسي هو المسئول الأول عن استمرار كافة أنواع الفساد الاخرى ، بل هو المسئول الأول والاخير عن وجودها ونموها بشراهة بالغة. وأرى انه شاعت أموراً كثيرة غير أخلاقية فى المجتمع، منها الغش والتدليس والخداع والنفاق والكذب والتضليل والعنصرية المقيتة والاستغلال وانعدام الأمانة بين الناس، وانعدمت كذلك الثقة بين أفراد المجتمع الواحد، وأصبحنا بالفعل نعيش عصراً زادت فيه القدرة على قلب الحقائق، وجعل الجهل علماً والعلم جهلاً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً والحق باطلاً والباطل حقاً، أصبحنا نعيش زمن يعتريه موت الضمير وانهيار القيم والمبادئ الاخلاقية الرفيعة، وازدياد الاهتمام بالمغريات والماديات والشكليات وانتشار الرذيلة والحروب والمظاهر الزائفة وتجاهل مفاهيم العدل والفضيلة والمساواة والوفاء بالعهد، فاصبح القوي يأكل الضعيف اصبح، التضليل بالدين سلاح الزمان للوصول الئ اهداف وغايات نسعى لتحقيها والوقوف مع اهل الرذيله ومجاملتهم ومساندتهم علئ انتشارها.. لماذا؟ لان قد يكون الفاسد، حبيب اوقريب او ذو جاه او مكانة عالية في المجتمع لذلك الكل يقف معه ويناصره بالبراءة ونرى حانات ومعاصر الخمر تعصر ولانحرك ساكنا كانا الامر لا يعنينا مما يؤدي ذلك لانتشار الجريمة والرذيلة .
فواجب المجتمعات ان تسعى الى بناء الفرد الصالح اولا من خلال التنشئة الأسرية الصحيحة، وتطوير منظومة التعليم والتمسك بعدم اهانة المرجعيات. لانه بصلاح الأسر والتعليم تنصلح المجتمعات ، وأيضاً لاننسى دور العبادة التى تعتبر أبرز وأهم المؤسسات الاجتماعية التربوية التي ارتبطت بالتربية ارتباطاً وثيقاً والتى تعمل على نشر الوعي بين الناس، ولم شملهم ، وتوحيد صفهم كما انه مكاناً للتعليم والتوعية الشاملة ، التي يستفيد منها جميع أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم، كما يجب على المؤسسات الاعلامية ان تقدم اعلاماً هادفاً يسعى للبناء وليس للهدم ، لان مايعرض فى الأغاني والمسلسلات والأفلام هو شذوذ اخلاقى بمعنى الكلمة وقفت امامه الدولة عاجزة عن ايقافه، كما ان مانشاهده فى فضائيات مفسده من اسفاف وانحطاط وما نقرأه بواسطة قلم مأجور هي في غالبيتها بها سم قاتل وتمثل خطراً كبيراً على العقول، وخطراً أكبر على الاسرة و المجتمع . نستطيع القول إن الفساد والانهيار الاخلاقى الذى ضرب مجتمعنا من كافة جوانبه هو المعوق الاساسى لأى تنمية او اصلاح سواء فى المدى القريب أو البعيد وسوف يؤدى حتما الى اضعاف كيان الامة ويجب على الدولة وضع منظومة جادة لحل هذه المشكلة التى أكلت الاخضر واليابس وفي الختام والله لن يصلح حالنا و سنضل اذلة صاغرين تحت رحمة الراحمين اذ لم نقف ضد هؤلاء المتضللين والفاسدين والصامتين عن كلمة الحق ومحاربتهم، لان الله لايغير ما بقومًا حتى يغيروا ما بانفسهم