وسط حراسات مدنية مشددة جداً، وحضور تجاوز الستة آلاف مشارك من مختلف محافظات الجمهورية، وتحت شعار (حتى لا تغرق السفينة)،عقد فضيلة علماء ومشائخ ووجهاء اليمن صباح اليوم الثلاثاء (ملتقى الفضيلة الأول بصنعاء)، معلنين من خلاله بدء المعركة ضد المنكرات والانحلال الاخلاقي باختلاف مظاهره، وضد دعوات التشرم والانفصال وثقافة الكراهية، وضد أي تدخلات غربية رامية تفتيت الوطن والامة. وأعرب المشاركون عن استيائهم البالغ من مواقف وسائل الاعلام التي تناولت الهيئة والعلماء بالشتم والسب، واصفين إياهم ب"الطابور الخامس المتآمرين باشاعة الانحرافات الغربية لتحويل معركة الفضيلة الى عراك وشجار بين ابناء الصف الواحد"، في نفس الوقت الذي استعرض المتحدثون "بعض مظاهر التطاول على حرمات الاسلام" واقترحوا سبل مواجهتها. الشيخ عبد المجيد الزنداني، افتتح الجلسة بكلمة، أعلن فيها أن لا هدنة مع المنكر، ولا مجال للمنكر في حياة الامة الاسلامية"، مستشهداً بحديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- "من رأي منكم منكراً فليغيره بيد، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان". وقال الشيخ الزنداني: ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كورشة الصيانة التي تصان بها المعدات والالات والاجهزة، وأن أي آلة تترك دون صيانة فسدت وتعطلت، مشيراً الى أن المجتمع تغزوه الداء وتهاجمه جراثيم المنكرات التي دمرت الناس، واصبح من الضروري صيانة وحراسة الدين والمجتمع. وقال: ان جزءً من مسئولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقع على الدولة وعلى قيادات الامة وعلمائها وعلى كل مسلم مسئوليات، مشيراً إلى ما تضمنه الملف الذي تم توزيعه من بيانات اصدرها العلماء تجاه بعض المنكرات والمعاصي الظاهرة في البلاد والمنكر الذي "اصبح ينخر في جسم امتنا وشعبنا". ونوه الى ما تضمنه بيان ندوة علماء اليمن مشيرا الى أنه قد "بدأ العقاب ينزل علينا فحرب وتمرد ودمار، وسفك دماء في صعدة، وتحركات، وتضايق، وشكوى، بل ونعرات تدعو لتحطيم وحدة اليمن وإعادة اليمن الى حالة الانفصام"، منوها الى بقية البيانات المنادية بمكافحة "الغلاء الذي طحن الامة طحناً"، وآخر ينادي باستقلال القضاء، وآخر موجه للرئيس بشأن الحفلات الماجنةوالمطالبة بانشاء هيئة وطنية لمكافحة المنكر. وأبدى الشيخ الزنداني استياءً عظيماً من اقلام الكتاب والصحافيين الذين أخذت تهاجم العلماء الذين طالبوابتشكيل هيئة لحماية الفضيلة ومكافحة الرذيلة، وقال: لقد وجدنا كلاما لم يتصد له احد لايقافه، ولم تتحرك منظمات او جماعات لايقافه ومنعه. وقال فضيلة الشيخ الزنداني: "أن البعض قال ان هيئة الامر بالمعروف "رجعية".. كيف كلام الله ورسوله رجعية!! إذن انت من المتقدمين الى جهنم يا من تقول ذلك، أنت من دعاة العلمانية والضلالة.. ومنهم من يقول دعونا نجرب الرذيلة كما جربنا الفضيلة.. ومنهم من وصف العلماء ب الأوغاد لأنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وايضا هناك من وصفهم ب أعداء الاسلام.. اذن من انصاره إذا كان العلماء اعداء الاسلام.. هكذا بدا الامر حتى شعرنا بالغربة بينما نحن بلد الايمان.. ثم نجد صوتاً أجنبياً محارباً الله والمسلمين وممارسا للحرب الصليبية". وكشف: ان العلماء تراسلوا اثر ذلك مع بعضهم البعض ثم مع مشائخ القبائل ووجهاء اليمن وقياداته التي عرفناها غيورة على الدين وحريصة على الاسلام وكان في المقدمة الشيخ صادق عبد الله الاحمر، والشيخ حسين عبد الله "كانا واخوانهم جعلونا نشعر ان الشيخ عبد الله لم يمت وانما ورث خلفه من يوصل لرسالة"، مشيراً الى أنهم رأوا لكي لا تتحول اليمن الى متنفس للرذيله شكلوا لجنة تحضيرية، معلناً أن اللجنة تسلم الان الامانة للمشاركين في القاعة لينتخبوا رئيسا ونائبه، وبدورهما سيرشحان مقررين ثم يتم ترشيح لجنة. هذا وقد تم ترشيح وتزكية الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيساً والشيخ صادق عبد الله الاحمر نائباً، واللذان رشحا مقررين هما الشيخ عبد الله خيرات والشيخ محمد البيضاني. من جهته حمود هاشم الذارحي، تحدث عن بعض مظاهر التطاول على حرمات الاسلام، والذي قال نحن امام مشروعين المشروع الاول الحضاري الاسلامي والثاني بعيد عن الاسلام من لديهم مناهج كفرية واباحية، مؤكداً أنها هذه هي معركة اليوم التي لا ينكرها إلا جاهل او اعمى، داعيا لامة الى الانتقال من مربع الدفاع الى مربع الهجوم بنشر الخير لتعم الرحمة للعالمين وإن ذلك لن يتأتى الا بوحدة الصف وتحمل كل فرد لمسئوليته حتى لا تظل الامة في اختراق تفننت فيه الاعداء ونجح الاعداء في فترة بابعاد الامة عن الشورى من خلال اختراق صفوفها واستباحة اراضيها ودمها وعرضها ومالها. وهاجم من وصفهم ب"الطابور الخامس" وهم الفساد والافساد المتآمرين بالانحرافات الغربية بان يحولوا معركة الفضيلة الى عراك وشجار بين ابناء الصف الواحد.. ففوجئنا بمعركة مفتعلة بين العلماء والصحف الذين انتجوا الفساد بدلا من توحيد صفوفهم، ودعا الى معالجة ما اصاب الامة من مرض قبل استفحاله معربا عن استغرابه للسب والشتم الذي قامت به بعض الاقلام قبل استبيان الامر من اهله ليعرف الجميع من هو الغريم. واستعرض بعض مظاهر الفساد المتفشية والتي منها: تجارة الجنس وانتشار الدعارة في بعض الفنادق المشبوهة واصدار تراخيص للراقصات.. انتشار تجرة الخمور والمخدرات.. واختفاء الفتيات من المدارس وتهريبهن للرذيلة.. وتزايد سيديهات الرقص العاري التي يستقدمها بعض الوافدين من الخليج.. وزيادة المنظمات التنصيرية في اوساط الشيباب.. وتناول الصحف المحلية والعربية والعالمية لتجارة الجنس في اليمن بصورة جرحت كرامتنا.. وانتشار الايدز بسبب الدعارة.. ونشر دراسات وبحوث تنذر بالخطر جراء استغلال الفقر والبطالة والامية.. وانتشار القنوات المشفرة بالفنادق الاباحية.. وزيادة الاختلاط في التعليم الجامعي والاندية وبعض المطاعم.. وترك مراكز الاتصالات بدون رقابة مما استغلها البعض للتواصل مع دول الجوار ونشر الرذيلة.. وظاهرة الزواج السياحي.. والمسلسلات الفاتضحة وانتشار الصور الخليعة. اما الشيخ صادق عبد الله الاحمر، فقد اعتبر الملتقى فرصة للتشاور وتداول القضايا والهموم، وعلى راسها المشكلة الاقتصادية. واشار الى ما تشهده المحافظات الجنوبية قائلاً: نشم منها رائحة الكراهية والحقد على الوحدة والنزعة الانفصالية، منوها الى دفاع الشعب اليمني عن الوحدة وتقديمه قوافل الشهداء ، محملا الحضور المسئولية امام الله في توضيح الامر للامة والتصدي لكل محاولة لشق العصا، معتبرا مثل تلك المحاولات لا تخدم سوى اعداء الاسلام. ودعاهم الى ان يكونوا خير معين للناس يحملون الحب والمودة والحرص على امر الامة ، مشددا على اهمية التنوير التربوي والتوجيهي. ودعا الى رفع اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني من قائمة المتهمين بالارهاب، والى معالجة الاوضاع الاقتصادية وتوحيد الصفوف والاستماع لتوجيهات العلماء والوجهاء. وتضمن الملتقى كلمات عدد آخر من فضيلة العلماء والتي صبت جميعها في الدعوة الملحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضرورة توحيد الصفوف كخطوة لابد منها لكسب المعركة بوجه المنكرات. كما تم إقرار تسمية الهيئة (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر).. هذا وقد صدر في ختام الملتقى بيان، تورد "نبأ نيوز" نصه: نص البيان الختامي الصادر عن (ملتقى الفضيلة الأول بصنعاء)