يقال ان المعارك الحربية هي نقاش سياسي بصوت حاد وعنيف لإثبات وجهة نظر ما لكن من المعلوم قطعا أنه عندما تتصارع الفيلة لا يموت إلا العشب الأخضر. من وجهة نظري المتواضعة أعلم يقينا أن ما ستسفر عنه اشتباكات اليوم لن يكون فيه منتصر و لكن جملة من الخاسرين.
كلنا يدرك ان إسقاط أي حكومة بطرق السلمية يعتبر تصرف مقبولا محليا وإقليمية ودوليا اما إسقاط حكومة بالقوة العسكرية هو انقلاب عسكري بكل المقاييس فأما أن تنتصر وحدات الحماية الرئاسية الجنوبية التابعة للشرعية على قوات الموالية للمجلس الانتقالي و بالتالي نحن كجنوبيين نفقد وحدات قتالية نحتاجها بشدة لتأمين أراضي الجنوب اذا ما حصلت تسوية سياسية في المرحلة القادمة .
أما إذا انتصرت المقاومة الجنوبية والوحدات القتالية الموالية للمجلس الانتقالي فإنها تلغي أي وجود للشرعية اليمنية على أراضي الجنوب وبالتالي تلغي الغطاء الدولي للتدخل التحالف العربي في المعركة الراهنة مع الحوثيين .
لعله أكثر الخاسرين في هذه المعركة من القادة السياسية والعسكرية هما وزير الداخلية ومدير أمن عدن لأن الأول لم يتعامل بحنكة سياسية مع متغيرات الموجودة على الأرض وفضل التعامل كقائد ميداني أما الآخر فهو معين من الشرعية لحفظ أمن عدن ولكنه مارس صلاحياته ضد السلطة التي منحته تلك الشرعية اذا ما اثبتت الوقائع ذلك ومن الخاسرين أيضا قوات التحالف العربي الموجودة في عدن لانها ستظهر بصورة ضعيفة أمام المجتمع الدولي حيث أنها لم تستطع كبح جماح الفرقاء في العاصمة الحالية عدن.
ومن جملة الخاسرين أيضا الرئيس عبدربه منصور هادي الذي سيظهر بصورة محرجة أمام العالم كأنه غير مرغوب في الجنوب والشمال على حد سواء لانه كان بكل بساطة يستطيع أن يتدخل بقرار سياسي لإقالة بن دغر (محل النزاع ) ونزع فتيل التوتر .
على أزيز الرصاص اكتب كلمات لعلها تصل إلى قادة من يحملون البنادق و يقفون خلف فوهات المدافع اكتبها إلى أولائك الذين سيبلغون أسر الجرحى و الشهداء في هذه الاشتباكات كيف و لماذا مات فلذات اكبادهم و ليتهم يفعلون.