عاصفة التغيير هبت في الوطن العربي واقتلعت النظام والتونسي ومن بعده النظام المصري وها هي ألان في ليبيا واليمن وبكل تأكيد سوف تقتلع هذين النظامين ولن تتوقف وستواصل هبوبها حتى تقتلع كل الأنظمة الفاسدة والقمعية في الوطن العربي . جنوب اليمن كان السباق في هذه الثورات حيث بدأت رياح التغيير والمطالبة بالحقوق منذ 2007م عندما تم تشكيل جمعية المتقاعدين العسكريين والعاطلين عن العمل للمطالبة بحقوقهم الشرعية التي كفلها لهم الدستور والقانون لكن قوات الأمن تعاملت معهم بعنف المئات منهم وكلنا يتذكر حادثة المنصة التي راح ضحيتها أربعه من خيرة شباب ردفان ، ورافق كل ذلك تجاهل متعمد سواء من قبل النظام أو حتى المعارضة اليمنية والمنظمات الحقوقية .
عندها بداء المتقاعدين والعاطلين عن العمل بتشكيل كيانات سياسيه وبدعم من بعض المعارضين في الداخل و الخارج وتطرح قضية فك الارتباط ، وكل الأطراف تقريباً شاركت في مسيرة الحراك الجنوبي وخصوصا الحزب الاشتراكي اليمني وناشطيه وقياداته والمتقاعدين والعاطلين عن العمل وبعدها انضم أليهم مشائخ وسلاطين وغيرهم وظل المطلب هو فك الارتباط وقدموا من اجله الكثير من الشهداء والجرحى والمتعقلين.
ألان وبعد هبوب عاصفة التغير في الوطن العربي والتي تطالب بإسقاط الأنظمة ثمة سؤال يطرح نفسه وهو كيف يجب ان يتصرف الحراك الجنوبي؟ هل يبقى متفرجاً على ما يدور في الساحة اليمنية عامة والساحة الجنوبية خاصة أم ينضم إلى ثورة الشباب و المعارضة اليمنية ويدخل تحت سقف إسقاط النظام أم يظل محصوراً في مناطقه الريفية التي ينشط فيها هذه هي الخيارات المتاحة أمام الحراك الجنوبي حتى يتجاوز عاصفة التغيير، بعض قيادات الحراك حسم أمره ودعا أنصاره إلى الانضمام إلى ثورة الشباب في اليمن للمطالبة بإسقاط النظام والبعض الآخر يقول إن إسقاط النظام أمر لا يعني الحراك وثورته بأي طريقه والبعض الآخر مازال متفرجاً ومرتبكاً ولا يدري ماذا يفعل.
ويبدوا ان عاصفة التغيير قد عمقت الخلاف المتجذر اصلاً لدى قيادات الحراك ولم يدركوا متطلبات المرحلة بشكل لا يتعارض مع التضحيات الجسيمة التي قدمها الحراك خلال أربع سنوات والمتمثلة بأكثر من 300 شهيد وأكثر من ألف جريح.
من وجهة نظري ان عاصفة التغيير في الوطن العربي قد هبت بقوة وسوف تقتلع كل من يقف أمامها سوء انظمه قمعيه وديكتاتوريه أو حركات معارضة لم تستوعب متطلبات ثورة الشباب لذلك على قيادات وناشطي الحراك الخروج وبقوه تحت سقف تغيير النظام مع الاحتفاظ بقوتهم وكيانهم المتمثل في الحراك الجنوبي بكل ما يحمله من تضحيات وشهداء وجرحى ومعتقلين وعليهم النزول إلى الساحات في عدن وكل المحافظات تحت راية إسقاط النظام فقط حسب ماتقتضيه المرحلة ، وبكيان الحراك الجنوبي الموحد والقوي والدخول في أي مفاوضات أو حوارات بعد إسقاط النظام مع باقي الأطراف ، حتى نضمن ان الدماء التي سفكت لن تذهب هدراً وإلا فان عاصفة التغيير سوف تقتلع تلك القيادات إلى الأبد والخوف إن تذهب تضحيات أبناء الجنوب سدى بسبب هذه القيادات التي ظلت طوال أربع سنوات في الجبال والقرى والنائية وتصدر البيانات والبيانات المضادة فقط وتأجج الخلاف بين مكونات الحراك وتبحث عن كرسي أو تتسابق على الميكرفونات في الساحات والمنصات وتختلف حتى في الأوقات الصعبة التي تتطلب وحدة الصف . وفي الأخير أقول لقيادات الحراك المتهالكة في الداخل والخارج إن لم تستوعبوا المرحلة وتوحدوا صفوفكم فنحن الشباب لها وسيتجاوزكم الزمن إلى الأبد ويكفي ما جرى بسببكم فأنتم سبب كل ما نحن فيه حتى اليوم وقد أعطيناكم أكثر من فرصه وأثبتم فشلكم في كل مره . .