بن دغر فوق حجم الانتقالي لا لكونه كبيرا أو ليس فاسدا أبدا الحسبة هنا مختلفة وبن دغر دخل في حسابات أخرى تخص السعودية التي دخلت الحرب باسم الشرعية واستفسارات حول ما إذا تمت إقالة حكومة بن دغر، هل ستكون الخطوة الأولى للانتقالي (الإمارات)؟ أم ستكون البداية التي تفتح شهية الإمارات نحو مطالب أخرى وهكذا؟ حتى تعرف حقيقة الصراع بين الشرعية والمجلس الانتقالي (جنوباليمن)، ولماذا سافر بن دغر إلى السعودية؟ وسافر بعض قادة الانتقالي إلى الإمارات عليك التفكير ولو للحظة ماذا لو قبل الانتقالي بالمحاصصة على أساس توافقي في تغيير الحقائب الوزارية فصار وقتها جزءا من حكومة بن دغر الذي طالب سابقا بإقالتها وسفك الدماء من أجل تغييرها؟ حينها ستعرف من كان وراء الأحداث الأخيرة والدوافع الحقيقية للصراع!. بكل بساطة لو وافق الانتقالي على التعديل الوزاري كتوافق سياسي بينه وبين الشرعية (حكومة بن دغر الفاسدة كما قال هو!) فالانتقالي على هذا الأساس ضعيف جدا ومُوجّه لا غير وقوته ليست بيده وإنما بيد الإمارات، والأحداث الأخيرة كانت على وجه الحقيقة بين الإمارات وحكومة بن دغر ومن ورائها السعودية وقد اتفق الطرفان (الإمارات والسعودية) كما قال السفير السعودي آل الجابر عندما علق على الأحداث الأخيرة في قناة BBC حول تدخل التحالف العربي لإنهاء الأزمة بين الطرفين فجاء في ثنايا تصريحه عن عدم وجود أي خلاف بين السعودية والإمارات في وجهات النظر وتأكيده في عدم تغيير حكومة بن دغر وقوله، إن حل القضية الجنوبية لا يكون إلا حسب ما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية في مخرجات الحوار الوطني الشامل. والحقيقة أن كلام السفير السعودي يرجع لتخوف المملكة من حجم نفوذ الإمارات في المناطق المحررة وحقيقة الصراع بين الانتقالي وبن دغر (الشرعية) كذلك وتخوف المملكة ودفاعها عن حكومة بن دغر والشرعية يرجع لذلك وإن كان مسارهما واحد في وجهات النظر لمستقبل اليمن كما قال السفير السعودي، وهو ما خرج عنه بيان مجلس التعاون الخليجي بعد أحداث عدن الأخيرة فأكد على الحفاظ عن وحدة اليمن وسلامة أراضيه وحتى نفكك الغموض عن قوة الإمارات في المناطق المحررة نجدها كالآتي 1- المجلس الانتقالي، 2- الحزام الأمني 3- القوة المتمثلة بأمن محافظة عدن التابعة للواء شلال، 4- السلفيون ممثلة بالشيخ هاني بن بريك. ولمعرفة حقيقة قوة الإمارات بهذه المحاور الأربعة الرئيسية ستجد أن الإمارات عملت على شق المجلس الانتقالي إلى اثنين تحسبا لاختلافها مستقبلا مع بعض قيادة الانتقالي المنتمين للحراك الجنوبي فأسست المجلس بينهم وبين عناصر المؤتمر الجنوبيين وجعلت ولاء كل تلك الأطراف الأربعة لصالحها فإذا أُشكلت عليك هذه الحسبة أسألك سؤالا تعرف الحقيقة من خلال الإجابة عنه، وهو لو اختلف بعض قيادة الانتقالي مستقبلا أو حتى الانتقالي مع توجهات الإمارات والعكس إلى جانب من سيقف الحزام الأمني؟ بالتأكيد ستقول إلى جانب الإمارات، وهكذا تستطيع معرفة ولاء تلك المحاور لمن! ولماذا أسس المجلس الانتقالي من عدة أطراف على غرار حزب المؤتمر الشعبي العام؟. وليس فقط معرفة قوة الإمارات وطريقة بنائها لمراكز القوى التابعة لها بل ستعرف لا شك لماذا قال السفير السعودي إن المملكة لا تختلف مع دولة الإمارات في وجهات النظر حول ما جرى في عدن مؤخرا رغم اختلافها على وجه الحقيقة مع الإمارات، وكلامه عن عدم تغيير حكومة بن دغر ومحاولة ضربها من قبل الإمارات! وقد تكلمنا سابقا عن الخطوط الحمراء في المطالب وقلنا إن المملكة ترى في الاستسلام لمطالب الانتقالي البداية الفعلية لإسقاط مشروع التحالف في اليمن وهذا مستبعد على الأقل في الوقت الحاضر ولهذا ستوافق الإمارات فيما تقدمه المملكة (التوافق). والتوافق الذي سيكون في التعديل الوزاري بحكومة بن دغر يعني عدة أشياء منها ضعف قوة الانتقالي - (القسم الجنوبي) طبعا مع اعتذاري لإفراط محبيه في التفاؤل وهو المطلوب عند الإمارات كي يخدم شحن الجبهات بالمقاتلين الجنوبيين - وأن القضية الجنوبية ستُحل وفق مخرجات الحوار كما أكد ذلك السفير السعودي وأن حكومة بن دغر كما قلنا سابقا ليست في محل الإعراب وحقيقة الصراع يعني إعادة إنتاج قوة الإمارات داخل حكومة الشرعية فقط لا قوة الجنوبيين بل عبرهم ستأخذ الإمارات ما تريد ولن يأخذ الجنوبيون عبرها ما يريدون وستعرف ذلك في تقديم المرشحين للتعديل الوزاري لحكومة بن دغر، ولهذا قلنا بن دغر رفع راية النصر وهو خلاف الحقيقة. إذا فكرت بطريقة صحيحة ستجد أن بعض قيادة الانتقالي ذاهبة إلى الخلف وصاعدة إلى الأسفل في حالة موافقتها على الشراكة مع الحكومة المعدلة لكونه يعني عكس ما ادعاه الانتقالي بفساد بن دغر وحكومته بل العمل مع بن دغر بحكومته! أما إذا رفض الانتقالي العمل مع حكومة بن دغر وأصر على إقالتها وهو خيار بعيد، فهذا يعني شيئين هما رفض الإمارات لحكومة بن دغر وإعادة النظر في تصريح السفير السعودي حول توافق وجهات النظر بين المملكة والإمارات والشيء الآخر اختلاف المجلس الانتقالي مع الإمارات وهذا مستحيل.