روماس أنيس تيسير من خلال العنوان الذي اخترته لمقالي سألقى الكثير من الانتقادات لأني اخترت دوله عظمى أو كبرى لأقارنها بعدن مثل أمريكا ولكن آفاق أحلامي التي أريد أن أرى فيها مدينتي الحبيبة أكبر من ذالك بكثير، والأكثر أهمية هو إيصال فكرتي. هنالك فعلاً شيء من التشابه وسنحاول إثبات ذلك من عدة جهات أولها أو أهمها التركيبة الاجتماعية السكانية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية والتركيبة السكانية لعدن. - التركيبة الاجتماعية السكانية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية: 1- المهاجرين من خارج القارة الأمريكية. 2- المهاجرين من نفس القارة. 3- السكان الأصليين ( الهنود الحمر ). وبغض النظر عن النسب فهذا غير مهم، يعرف الجميع أنه هذه هي التركيبة السكانية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن أمريكا نفسها واجهت الكثير من الصعاب لخلق قومية وحدة وطنية بوجود قوميات غير متجانسة فيها وبعد الحرب الأهلية في أمريكا أسس الأمريكان نظام ديمقراطي قائم على القبول بالآخر وبنيت التكتلات على أساس سياسي بحت وليس عرقي أو مناطقي وجعل هدفهم الأول هو إعلاء كلمة أمريكا والرقي بالبلاد أو المكان الذي اشتركوا بالعيش فيه واجتمعوا تحت أسمه إلى أعلاء مستوى في العالم. مع العلم أن الاضطهاد العرقي للسود كان موجوداً لفترة قريبة وربما لازال موجوداً إلى الآن عند بعض الناس لهذا كان هنالك العديد من المعارضين أوباما ليس لسياساته بل للونه الأسود وعرقه الأصلي طبعاً هذا قبل أن ينجح أوباما. نرى في الجيش الأمريكي العديد من القوميات والأعراق ولكن عند الحروب لا يستطيع أي شخص أن يجد فرق بينهم أو يرى شخص فيهم لا يكن بولائه الأول والأخير لأمريكا ومستعد أن يضحي بحياته إذا تعرضت أمريكا لأي خطر بينما في وقت صعب افتقدنا ذالك في مدينتنا الحبيبة عدن ( سنشرح ذلك في الحديث عن عدن ). - التركيبة الاجتماعية السكانية في عدن: 1 - أبناء عدن ذوو الأصول العدنية. 2 - أبناء عدن من أتوا للعيش فيها وانتسبوا إليها كلياً. 3 - أبناء عدن من الجاليات الأخرى. 4 - أناس من غير أبنائها فيها وولائهم ليس لها. بغض النظر عن النسب، هذه هي التركيبة السكانية في عدن، فالفئة الأولى هي الأصلية وهذا لا يعني أن هنالك فروق اجتماعية في عدن ولكن لا يستطيع أي شخص نكرانها فعدن موجودة منذ أكثر من 14 قرن وحديث الرسول دليل على ذالك كما أن أبان أبن عثمان بن عفان أتى إليها وبنى مسجده فيه. الفئة الثانية: هم الناس الذين أتوا إليها من مختلف مناطق الجنوب بغرض العيش والتعايش وبحثاً عن لقمة العيش والحياة الكريمة والتمدن وارتبطوا فيها ارتباطاً وثيقاً مثل سكانها الأصليين ومستعدين للتضحية لأجلها. الفئة الثالثة: هنالك فعلاً الكثير من الجاليات التي تعيش وتتعايش في عدن الكثير منهم انتسبوا إليها ولا يستطيع أي شخص التفريق بينهم وبين الفئتين الأولى والثانية لشدة ولائهم لها والبعض الأخر يحبها ولكنه يريد أن يسيرها كما يرى أو يربطها بواقع غير واقعها وبدون حدود وشروط وهذا يقلق ويزعج الكثير من أبنائها في الفئات الأولى والثانية. الفئة الرابعة: أناس أتوا من خارجها هدفهم السيطرة عليها وحكمها بالقوة وساعة الخطر المحدق بها لا نجدهم فيها وابسط مثال لذالك حرب صيف 1994م . ولا أنسى أني سألت شخص قبل فترة قريبة هذا السؤال: (لو إن حرب اندلعت أين ستكون ؟ فأجاب بسرعة ودون أي تردد في قريتي (لا أريد أن أذكر أسم المكان الذي قاله ). ولا أتمنى أن يحدث ذلك ولكن الآن وفي هذه الفترة التي تشهد البلد فيه ولادة وضع جديد بغض النظر أين كان هذا الوضع لكن بدئنا نلاحظ أصوات تنادي بالقومية العدنية و إعادة بناء نهضة عدن على أساس قومية عدنية قائمة على الديمقراطية ورفض التكتلات العرقية والمناطقية التي أدخلت عدن في أنفاق مظلمة في فترات سابقة. ولكن هذه التكتلات التي نشئت وتدعوا إلى قومية عدنية وترفض الفئة الرابعة في عدن كثرت في عدن وهنالك بعضها تحركت ليس للدافع المعلن ولكن نشطت وادعت هذا الهدف الذي تعرف أنه هدف العديد من أبناء عدن لخدمة أغراض حزبية الكل اكتووا منها في عدن في فترات صعبة جداً من تاريخها الحديث. لا أقول أن كل التكتلات التي نشأت في عدن تهدف لهذا الغرض فهنالك الكثير أيضاً تحمل هدف نبيل وهو خلق قومية عدنية نفتقدها في عدن ولكن ما نتمنى من هذه التكتلات هو أن تتحد فهم يعرفوا بعضهم وهناك من سبق بالنداء إلى خلق هذه القومية العدنية فقط المطلوب منكم أن تتحدوا كي تكشفوا بإتحادكم من هم الدخلاء على عدن ومنهم أصحاب الأطماع المريضة على هده المدينة والتي تحاول إخراج عدن من السرب الجنوبي. كتبت رسالتي بعد أن تلقيت العديد من الدعوات للانضمام لأكثر من تكتل عدني وأناس أعرف صدق نواياهم وحبهم وولائهم لعدن الحبيبة والآن أوجه لهم دعوة صادقة من قلبي وهي طلبي أن يتحدوا وكلي يقين أنهم إذا قرئوا رسالتي سيعرفون أني أعنيهم. .