نعاني من عماء البصيرة نحن الجنوبيين . لدينا أرض مترامية الأطراف فيها من الثروات ما لا يصف . ولدينا أرث تاريخي متنوع وتراث معماري فريد وثقافة متميزة بكل شبر على الأرض تتنوع الأزياء والأدب والطقوس والعادات والتقاليد وأنواع الفنون . كما تتنوع الزراعة والمعادن والأسماك والأبل والضان والماعز ومواسم الأمطار والمناخ . لكننا تركنا كل ذلك وهمنا في عالم المناكفات السياسية والتناحرات الحزبية والصراعات التحالفية . بحر واسع وثرة سمكية تقوم أقتصاد دولة . بر واسع وثروات معدنية مختلفة تغنينا عن الأغتراب في أرض الغير تحت رحمة الكفلاء . موقع إستراتيجي بحري وميناء طبيعي جل من صنعه وأبدع صنعه تجعل العالم بأسره يأتي ألينا ويمر من بابنا . لكننا شذر مذر سياسة . نناقش كثير ونتهم الغير ونحن ... نحن وسيلة تنفيذ أفكارهم الهدامة . أتباع لأفكارهم ورؤياهم . نقلدهم في فلسفة كلامهم وأزيائهم ومشيتهم وحتى بلون شيلات أغانيهم . عمئ البصيرة عيوننا مفتحة نرى كل شي وندرك كل شي ولكنها غشاوة السياسة والعناد السياسي . لم ندرك قدر أنفسنا فذُلت . مسيرين لا مخيرين . نتمسك بسيئات الماضي حتى يكرهنا كل من يرثي لحالنا . نخوف بشعاراتنا وراياتنا أمنهم وإستقرارهم . ونقول لهم مدونا أعترفوا فينا ساعدونا . همج سياسة . أكباش فداء . أضاحي عيد . لا رشدنا ولا الراشدون فينا فُتحت بصائرهم ولا قويت نفوسهم وأبتعد الخوف القديم منهم . أبشروا بما تحلمون وأنتم جالسون . جنوب ... جنوب .. نشدنا له الأناشيد وقرعنا له طبول الشيلات . والجنوب في واد والداعين إليه في واد . قتلتنا المناكفات السياسية . قتلونا الباحثين عن الألقاب القيادية والمناصب الفخرية . من لم يحصل على لقب أو منصب من الشرعية ولا من العمل الثوري نصب لنفسه خيمة وعمل برميل ونقطة وجماعة بلاطجة وصعاليك ووقفوا الرايح والجاي ونحن جماعة الزعيم القايد الرئيس المناضل . وطول شعرك وفوطة محبرمة للركبة وعيون حمر سهرانة وتخزينة سيع بوري المداعة وقالوا نريد جنوب فكونا من أشكالكم وخلوا الوحوش تأكلنا . التحالف العربي ما قصر معانا وقف معنا وبيضنا وجهه أمام العالم ولكنه أخرجنا من ورطة ودخلنا بهدفه الذي أحتمال يتحقق عام 2030 لا دفعوا بنا للعمل والتنمية ولا أعترفوا بنا . ليتهم يعاملونا مثل الأنسي والديلمي وطارق والسقاف وربيش والبخيتي . عماء بصيرة أو تأثير القات أو صدمة الواقع والخيال هي التي تجعلنا نغني من الصباح إلى المساء في مقايل القات وجلسات السمر واليوتوب ( هل راى الحب ُسكارى مثلنا) لا أفقنا ولا أرى أننا سنفيق ما دام الطريق التي ننتهجها يقودها الإشتراكي وينفرزه الإصلاح ويسيره المؤتمر ويغذيه من يريد أن يتعلم الحلاقة برؤوس اليتامى . الذي فهم يفهم الذي لم يفهم مع إدراكي أن الإذن الصورى عليها قطن والإذن الذي بتسمع عليها عجين وشعار كل شي جاهز ومرتب وبيننا وبين الدريم فتح غمض . لم يعد همنا الجنوب وبناء الجنوب وتأمين الجنوب وأستعادة دولة الجنوب كل همنا أسقاط الحكومات وإطلاق الألقاب على عبدربه من المركوز للدنبوع . والله من وراء القصد