منذ انطلاق ثورة الشباب في كل ربوع اليمن – ظهرت العديد من الأصوات والتي تنادي بضرورة حل القضية الجنوبية باعتبارها من أكثر القضايا الشائكة والتي بحلها تحل كل الأزمة اليمنية ,والعجيب في ذلك أن هذه الأصوات منها ما كان في أحضان هذا النظام بل وشارك في ظهور هذه المشكلة في المحافظات الجنوبية كبعض القادة الذين أنظموا للثورة الشبابية أو تلك التي كانت صامته طيلة 15 عام وهي تنظر إلى هذا النظام المتسلط وهو يسرق وينهب كل مقدرات دولة الجنوب المادية والمعنوية ومن ثم جاؤ ليزايدوا علينا في المحافظات الجنوبية . وما أعلمه ويعلمه كل إنسان أن الكثير من القادة والسياسيين سواء في الشمال أو الجنوب والتي طالبت منذ سقوط الوحدة السلمية في 7-7-1994 بضرورة العمل على معالجة أثار حرب صيف 1994 ومنهم الرئيس السابق علي ناصر محمد والأستاذ ياسين سعيد نعمان وغيرهم من الشخصيات الوطنية .
إلا أنه ومنذ أن بدأ هذا النظام الأسري بالتهالك والسقوط بدأنا نسمع العديد من الأصوات وبالذات التي كانت تابعة للنظام من أمثال ياسر اليماني والذي ظهر على قناة اليمن ليقول بأنه إذا رحل رئيسه علي صالح فانه سيعود للجنوب ليعلن الانفصال – وهذا موقف . أما الموقف الأخر له في قناة السعيدة فعندما سأل عن مؤتمر القاهرة ومخرجاته السياسية بضرورة حل القضية الجنوبية في أطار الفدرالية - قال الرجل وهو في شدة الغضب علي ناصر والعطاس يلعبون أدوار وأن الفدرالية هي بداية الانفصال – ثم أردف قائلا ولكن عزيزي وكما يقولها دائما هناك العديد من القادة في الحراك الذين لا زلوا يطالبون بالانفصال وذكر منهم أشخاص لاداعي لذكرهم لأنني لا أريد الخوض فيها – حينها شكرت هذا الرجل لأنه صريح لدرجة الغباء - فالرجل وكأن لسان حاله يقول إما أنا ونظام عمه علي أو الانفصال – وهذه هي الجريمة التي إما البعض يتهرب منها أو أن البعض من هؤلاء الناس يلعبون في أحضان النظام .
أما النوع الثاني فهم الصامتون طيلة تلك الفترة – فهؤلاء اليوم أظهروا شجاعتهم هذه الأيام وكأنها كانت ميتة وبعثت منذ أن أعلن الشباب قيام ثورتهم المباركة – فتارة يطل علينا رجل يطالب بالاستفتاء على الوحدة والأخرى تتهم قيادات وطنية لها تاريخ طويل من النضال ضد هذا النظام بالمتاجرة بالقضية الجنوبية وغيرها من الاتهامات المريضة والتي اليوم يقولونها حتى يكسبوا تعاطف هذا الشعب المغلوب على أمره – فالجنوبيون اليوم لو عرض عليهم الاستفتاء في الوحدة أو الانفصال لطلبوا الانفصال دون تردد لان هذا النظام قد أساء إلى الوحدة العظيمة .
فحماس عندما فازت بالانتخابات وحوصرت حكومتها من كل الاتجاهات رفضت الخوض في الانتخابات لأنها تعمل أن الشعب في غزة سيختار بديلا عنها بسبب الحصار ورفضت تلك الانتخابات – وهؤلاء اليوم يطالبون باستفتاء شعب الجنوب لأنهم يعلمون ما هي نتيجة ذلك الاستفتاء مسبقا .
ولهذا أقول للمتاجرين بالقضية الجنوبية – للأسف اليوم شبابنا في الجنوب قد أفسد عقله وفكره هذا النظام العنصري ألمناطقي بسبب ممارساته ضدهم – وأنتم اليوم أيها المتاجرون تتاجرون بقضيته من خلال استغلال عاطفته ومظالمه للوصول إلى أهدافكم ومشاريعكم التي لا نعرف إلى أين ستصلون بنا.
إن الانتصار اليوم للقضية الجنوبية لا يعني الانفصال لأنه انفصال – لأننا للأسف ابتلينا بقيادات تريد مصلحتها فتارة يخرج علينا ذلك المجلس أو تلك الهيئة أو ذلك الشخص ليقول أنه الممثل الشرعي لأبناء الجنوب – فالانفصال سيكون مدمرا لنا أن حصل إذا قدر الله – وأما الانتصار للقضية الجنوبية هو الانتصار للحق والعدالة والشراكة والمساواة ورفع الظلم ليس عن أبناء الجنوب فقط بل وعن أبناء الشمال المغلوب على أمرهم .