لازلت أتذكر بعد مضي لأكثر من أربعه عقود من الزمن حين زار رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ زايد آل نهيان إلى عدن في وقت كانت عدن تتجه نحو الاتجاه الأشتراكي كاسرا بذلك جمود العلاقات بين عدن ودول الخليج العربي . الزيارة تلك أعطت معاني سياسيه كبيره تجسدت في عمق التعاون الأخوي بين الأمارات العربية وعدن وحملت تلك الزيارة رسالة معنوية في استمرار بقاء اللحمة العربية متماسكة وقويه. ولاقت زيارة سمو الشيخ زايد آل نهيان اهتماما كبيرا من قبل أخيه الرئيس علي ناصر محمد وشعبه الجنوبي الذي احتفل بتلك الزيارة باعتبارها زيارة تاريخيه من شخصيه يتمتع بالضمير الحي والصدق والأمانة وحبا لمدينة عدن واهلها. واستقبل الشيخ زايد استقبال الأبطال واحتفى بقدومه كل بيت وعماره وفي كل الزوايا العدنية ورفعت أعلام دولة الأمارات وصور الشيخ زايد على اسطح المنازل وحملتها الأيادي القوافة بحب الأمارات . واحتفاءا بهذه الزيارة أقام الرئيس علي ناصر محمد مأدبه عشاء على شرفه ودعا كل فناني عدن للترويح على نفس الضيف الكريم بإهدائه باقة من الأغاني اليمنية المحببة على النفس والتي اوحت إلى عمق التراث التاريخي الأدبي والفني بين الأمارات وعدن. وعندما جاء دور الفنان فيصل علوي في الغناء أختار (فيصل) أغنيه تنعش الحضور وترقصهم فكانت الأغنية (اغنم زمانك) هذه الاغنية شجعت الزعيمان الشيخ زايد والرئيس علي ناصر على (الرقص) الثنائي فكانت رقصتها فيها بلاغه سياسيه ترجمتها ايقاعات رقصاتهما أغنم زمانك ياحبيب اغنم مادام عادك صغير السن طيشاني وعندما وصل الفنان فيصل علوي إلى مقطع (خايف عليك بعد ست عشر سنه تندم تنسى شبابك واحبابك وتنساني) أشرقت على وجهي الزعيمان ابتسامات صادقه وصافيه وازدادت خفقات قلبيهما دفئا لهذه العلاقة المتينة التي تجسدت على ايقاعات قديمها الراقصة وكأن الشيخ يقول للرئيس علي ناصر محمد تحتاج عدن إلى عنصر بشري سليم البنية والعقل يحفظ دولته متماسكة وتصون عظمة الشعب الجنوبي. وكأن خطوات الشيخ زايد الراقصة قد أوحت للرئيس علي ناصر بأن يكون المنقذ لبلاده ويكفل لها السلام والحكومة الصالحة والرخاء. ولم يخف الشيخ زايد قلقه بعدم ارتياحه ؟إستنزاف طاقات عدن في مجال الخدمة العسكرية والتسلح. وكانت ملامح الشيخ زايد تشير إلى ضرورة إيقاظ عدن من غفوتها لأنه رأى أن مدينة عدن الخالدة لايزال تقدمها بطيئا مقابل مستوى التطور عند جيرانها. والجدير بالاشارة بأنه لم يقم أي أمير أو ملك بزيارة عدن في سبعينيات القرن الماضي كما فعل الشيخ زايد آل نهيان حيث قدم خلال زيارته لعدن العون لكل الناس دون إٍستثناء ووعد عدن بإصلاح شبكات مواصلاتها والأهتمام بالطرق والموانئ والوحدات السكنية . رحمة الله على الشيخ زايد الذي اصطحب إلى قبره (الأمل) في أن تدوم الأسس الذي وضعها الشيخ زايد تخدم الأمارات واصدقائها زمنا طويلا . وجاءت من بعد وفاة الشيخ زايد عقول نيره واصلت طريق الشيخ زايد لأنها تعلمت منه الحكمة واكتسبت لباقته في الحديث وتحلت ببعض مواهبه. فكان صاحب السمو ولي العهد محمد بن زايد والقائد الأعلى للقوات المسلحة – وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آلأ مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الذي أطلق الجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي الأولى من نوعها في العالم. وأصبحت دولة الأمارات بحنكه هؤلاء الشخوص دولة تحمل المواصفات العالمية وبها بصمات من أِادوا أركانها من رجال الأمارات العربية .