صهيب علي احمد لا أعلم ما السر وراء الرعب الذي يحيق ببعض أبناء الجنوب من أي تحرك يقوم به هذا الطرف أو ذاك وما الأمر المهول الذي يجعل استقلال الجنوب أثرا بعد عين؟.
أصبحت أقرأ كثيرا من التحليلات والتصريحات: ثورة الشمال مؤامرة على الجنوب والحديث عن القضية العدنية سيقضي على الجنوب وأنشاء قناة تدعو للفيدرالية سيقضي على الجنوب!!!! هل قضيتنا بالفعل بهذه الهشاشة وأن أي شيء يحدث سيدمرها؟؟؟ اذن علينا أن نراجع أنفسنا أين مكمن الخطأ وما هي المداخل على القضية الجنوبية التي يمكن أن تؤثر فيها سلبا.... هل القيادة هي السبب؟ أم تكرار نهج الماضي التخويني والاقصائي؟ أم السبب هو أننا لا نريد أن نبدأ بداية صحيحة بمصارحة أنفسنا أين مكمن الخطأ؟
عن نفسي وكي لا أكتفي بالأسئلة، فعلي أن أتفلسف قليلا علي أصيب بعض الحقيقة: ان القضية الجنوبية حاليا أصبحت في يد قيادات اشتراكية مما جعلها تراوح مكانها نتيجة تغليب التاريخ الذي كتبه الشرجبي والذي يروق لهؤلاء القيادات فهم يريدون التاريخ المزور مع إقصاء الشماليين في الجنوب لكي يزيد مقدار الكعكة والا فأنا أتحدى أي من قيادات هذا الحراك أن تعلن على الملأ في مهرجان 30 نوفمبر ماهي أهداف ثورة 14 أكتوبر وأين وثيقة الاستقلال وأنا هنا أتحدث عن نسخة أصلية مثلها مثل وثائق الاستقلال في كل بلدان العالم.
ان المتتبع للخطابات والبيانات التي تنشر يجد فيها جمودا قديما في النص مما يجعلها غير ذات قيمة للخارج الذي نخاطبه بالأساس، فالنغمة الثورية التي قد كانت تفيد قديما أيام الاتحاد السوفيتي قد ولت الى غير رجعة وأصبح العالم عبارة عن تكتلات اقتصادية فما الذي يمكن أن نفعله لكي نجعل العالم يقف الى جانبنا ويحترم قضيتنا التي حتى الآن لم أشاهد مظاهرة لها في الخارج وفيها متضامنين أجانب؟
النقطة الثانية وهي التعلق برؤساء سابقين فاشلين في إدارة الدولة وتاريخهم يؤكد مسؤوليتهم عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وهذا أمر كإرثي بحد ذاته فليست هناك أي منظمة دولية سواء الأممالمتحدة أو منظماتها الحقوقية صرحت بإسقاط تهم مثل هذه عن مرتكبيها، وهل يكفي أن يكون رئيس سابق مع الاستقلال لكي يمحو تاريخه في رئاسة الأمانة العامة لحزب فعل ما فعل والذي أضاع وطن وشعب بسبب مراهقته السياسية التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا؟.
النقطة الثالثة هي القضية العدنية والتي تثير التحسس والتشنج لدى الكثير نتيجة التعبئة الخاطئة من القيادات الاشتراكية التي كانت السبب الرئيسي بعد الجبهة القومية في تدمير عدن وتشريد أهلها والذي أصبح منهم رواد نهضة في كل الدول التي هجروا إليها، وهل التدمير الحاصل الآن لعدن يساوي التدمير الذي حصل بعد تسلم الجبهة القومية للسلطة؟؟؟ العدنيين شاهدوا أرضهم تدمر والميناء العالمي أصبح ميناء لتسلم الأسلحة التي لم تنفع ساعة الجد بعدما تم بيعها مع معسكراتها وفر رجال المحاجي كل إلى قريته الا من بقي حتى النهاية يدافع عن عدن مع أبنائها... ولماذا الحديث عن القضية العدنية يثير الفتنة بدلا من أن يثير التعاطف؟؟؟ الرد الجاهز هو أن كل الجنوب أنظلم وليس فقط العدنيين ولكن هل كان وضع الجنوب مثل وضع عدن؟؟؟؟ والغريب أن هناك من يقول أنه ليس وقت الحديث عن القضية العدنية لأن هناك قضية الجنوب!!! أليست القضية الفلسطينية فيها قضية القدس وقضية اللاجئين وغيرها من القضايا؟؟؟؟ لماذا عند عدن والعدنيين بالذات يصبح الأمر مرعبا لهذه الدرجة؟؟؟.
النقطة الرابعة هي إلقاء الأخطاء على الغير وهكذا أصبح تاريخ الجنوب عبارة عن مجموعة من الحمقى طيبي القلب والسريرة والذين غرر بهم عبد الفتاح والشلة والذين كانوا يعيثون بالأرض فسادا بينما الطيبين أصحابنا مشغولين بالمسبحة والسجادة وهذا ما يطلق عليه في علم النفس بالإسقاط النفسي Projection (حيث يرمى الشخص علته التي فيه من عيوب وأخطاء وتقصير على الآخرين ويتملص من تبعات الاعتراف بالخلل الذي فيه:خطي حلو ولكن القلم مش تمام-جاوبت صح بس المدرس يتعنت لي).
فل نقف أمام أنفسنا عاجلا بدلا من الندم آجلا وليعلم الجميع أن غسان ووضاح وغيرهم من شهداء الجنوب لم يستشهدوا ليعيش أهلهم في وطن يكرر كوارث السابق والتي قادتنا إلى الكارثة الحالية وليعلم الجنوبيين أنهم يجب أن يقوموا بحراك ضد قيادات الحراك حتى نتقدم بدلا الجمود البائس الذي نشاهده والذي جعل النضال السلمي عبارة عن مظاهرات وندوات ومهرجانات سنوية بدون أي عمل سياسي ذا قيمة وليسأل كل جنوبي نفسه: كم قابل علي محسن الأحمر من الدبلوماسيين الغربيين خلال الأزمة الحالية مقابل ما قابل الرؤساء الجنوبيين وقياداته من بداية الحراك إلى الآن حتى نعرف أين مكمن الخلل ؟