الاتفاق المبرم بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والسعودية والإمارات الهادف إلى الإطاحة بحزب الإصلاح اليمني والأحمر يسير وفق آلية تنفيذية مزمنة نتائجها أضحت ملموسة رغم عدم كشفها ولا الإعلان عن بنودها التكتيكية والإستراتيجية , لكنها تشير إلى دنو نهاية حزب الإصلاح الذي بات غير مرغوب فيه يجري العمل على تجريده من مسئولياته وإلغاء مشاركته في الحكم ضمن الشرعية اليمنية تحت مسمى إجراء ترتيبات واسعة لإعادة هيكلة مؤسسات الحكومة المدنية والأمنية والعسكرية بسبب عدم كفاءته على تحمل المسئولية وعدم شغله للمناصب بالشكل المطلوب حتى غدت الأمور سوداوية وخواء رغم كبر حجم وعدد القوة الوظيفية التي عينها هذا لحزب لصالحه , فذهابه لن يكون له أي أثر ولا تأثير بل يمكن الحكومة من تصحيح مسارها والتحرر من السياسة الإخوانجية , وأفضل ما في غيابه بالنسبة لنا أنه يقلع مسامير قطر التي سمرتها في الجنوب قبل أزمتها بل مع انطلاقة عاصفة الحزم وإعادة الأمل مستغلة عضويتها في التحالف العربي . فمن سيملأ الفراغ غير المؤتمر الشعبي العام ولكن كيف ؟! الحكومة الشرعية اليمنية قادمة على مرحلة تصبح فيها شراكة جنوبية شمالية مؤتمرية خالصة , ومن هذا المنطلق قام نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمنية المهندس أحمد الميسري بجمع المؤتمريين الجنوبيين للتأكيد على ن يترأس حزبهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ليصبحوا الطرف الجنوبي في الحكومة , بينما الطرف الشمالي يمثله مؤتمر أحمد علي مناصفة خمسين بخمسين في المائة حسب الاعتقاد وفي نفس الوقت لإدارة حوار شمالي جنوبي في عندما تستدعي الأمور ذلك حول تقرير مصير الجنوب واستقلاله . ولكن هناك من لا يعجبه من الشماليين موضوع حوار شمالي جنوبي حول المسائل المصيرية فسارع عناصر من مؤتمريي تعز ومأرب إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيسا لحزبهم المؤتمر الشعبي العام لقط ي سبيل تؤدي إلى المناصفة وفي نفس الوقت ليتم تعيينهم في الحكومة وتنصيبهم مسئولين لمنع وصول المؤتمريين الجنوبيين إليها . وهذه معضلة قديمة جديدة مستمرة تضع نفسها على طاولة وزير الداخلية الذي يسعى إلى ضم عناصر من الحراك الجنوبي للمؤتمر الشعبي العام أولا حيث أنه يشاع حضور عناصر مؤتمرية في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لذلك الاجتماع المؤتمري الموسع الذي انعقد في عدن ربما طلبا لأن يكون لهم الأولوية في التعيينات لتمثيل الجنوب مؤتمريا في الحكومة الشرعية اليمنية , وقد يكون بموافقة لمجلس الانتقالي والدفع بهؤلاء مساهمة منه في وسط تمسك رئيسه بخيارات الشعب الجنوبي ورفضه المشاركة في أي حكومة يمنية ولو بالمرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية . الأمور تسير نحو المزيد من التعقيد بين جنوبيي وشماليي مؤتمر الرئيس اليمني إذا أصر الشماليون على أن تتولى عناصرهم المؤتمرية الهاديوية المراكز القيادية والمناصب في الحكومة الشرعية اليمنية على حساب بعض العناصر المؤتمرية الجنوبية طبعا الهادوية لا غير , وهي حالة موروثة والتي قد أفسدت الوحدة قائمة على إقصااء الجنوبيين وتهميشهم فقضت عليها وعلى الذي خلف شعار الوحدة أو الموت , وعلى الجنوبيين وخاصة من الحراك والمقاومة الجنوبية الحالمين بعقد صفقات مع المؤتمر الشعبي العام أن يعلموا بأنهم سيبقون في طور الحوار أمدا طويلا فلا يتوهموا لشيء أكثر من ذلك ومن انقلاب الشماليين الدائم على العهود والمواثيق وفي النهاية تكريم وتوديع بزبطة جزاء , وليتذكروا إخوانهم الذين سبقوهم حرموا من العمل ووضعوهم تحت شعار خليك بالبيت .