أقرت قيادات جنوبية في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، مساء امس السبت، تحديد يوم 20 ديسمبر كانون أول الجاري، موعدا لاجتماع حزبي موسع لبحث إقالة صالح وتعيين الرئيس عبد ربه منصور هادي بدلا منه، حسب قيادي بالحزب. القيادي الذي شارك في لقاء اللجنة التحضيرية للاجتماع الاستثنائي للقيادات الجنوبية، الذي انعقد يوم امس السبت بعدن، جنوبي البلاد، قال إن اللجنة أقرت السبت المقبل موعدا للاجتماع الذي "سيناقش قضايا ساخنة، بينها الإطاحة بصالح، ردا على قرار قيادة المؤتمر إزاحة منصور هادي من موقعه كنائب وأمين عام للحزب". المصدر ، نقل عن أحمد الميسري رئيس اللجنة التحضيرية قوله إن "الشرخ" في حزب المؤتمر "بدأ في دورة اللجنة الدائمة بصنعاء الشهر الماضي، حيث صدر قرارا بإزاحة هادي." وفي وقت سابق اليوم، قال قيادي في حزب المؤتمر بعدن، إن قيادة الحزب بصنعاء "فشلت في احتواء تصعيد عدد من القيادات الجنوبية في الحزب، إثر إقالة الرئيس، عبدربه منصور هادي". وبحسب قيادي في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي فان العشرين من شهر ديسمبر الجاري سيكون المؤتمر الشعبي العام الجنوبي على موعد مع مولود جديد. وقال: "لقد استكملنا كافة الترتيبات لانعقاد المؤتمر الشعبي الجنوبي وسوف تكون النتائج صادمة لمن اخترقوا انظمة ولوائح المؤتمر". واضاف: كنا الى اخر لحظة نسعى الى حل يقوي الجبهة الداخلية للمؤتمر ولكن هناك ممارسات اقصائية انفصالية داخل المؤتمر. هذا وكان الرئيس السابق صالح قد شكل مساء امس السبت وفدا برئاسة احمد بن دغر وعضوية سلطان البركاني وياسر العواضي للسفر الى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت من اجل عقد لقاءات مع قيادات المؤتمر في محافظة حضرموت بعد تهديدات الاخيرة بانتخاب الرئيس هادي لرئاسة المؤتمر الشعبي العام بدلا عن صالح.. وبحسب مصادر صحفية مطلعة فان صالح ارسل هذا الوفد الى محافظة حضرموت لتلافي التحركات والمساعي الواسعة لعقد المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام بالجنوب المزمع عقده في العشرين من ديسمبر الحالي. من جهة ثانية وفي اطار الجهود التي يقوم بها صالح لاحتواء الازمة الراهنة بين اعضاء المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية، ضد القرارات الصادرة في حق الرئيس هادي والدكتور الارياني، فقد وصل الى محافظة عدن مساء اليوم وفد صالح برئاسة الزوكا وعضوية كلا من محمد الزهيري، عبدالملك الفهيدي ، طه عيضة، عوض احمد ، علوي المشهور، قاسم الكسادي. وسيقوم الوفد بمحاولة للملمة مواقف مؤتمريي المحافظات الجنوبية لصالح الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. هذا وكان صالح قد قرر يوم الجمعة الماضية ارسال وفد مؤتمري جديد الى محافظة عدن للقاء قيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظاتعدنلحجوابين والضالع، لاحتواء بوادر الانقسام الحالي بين مؤتمريي المحافظات الجنوبية والمحافظات الشمالية.. وبحسب مواقع صحفية مناهضة للرئيس السابق صالح فان الوفد المقرر ارساله الى عدن سيهدف الى عقد لقاء كبير مع مؤتمريوا المحافظات الجنوبية في محاولة لاقناع اعضاء وقيادات المؤتمر في تلك المحافظات بالتراجع عن مواقفهم السابقة التي جاءت كرد فعل من المؤتمريين تجاه ما اسموه بالسياسة الاقصائية الممنهجة التي تستهدف القيادات الفاعلة والمؤثرة في المؤتمر الشعبي العام. ويأتي قرار امس بارسال وفد اخر الى محافظة عدن عقب فشل وفد سابق لصالح برئاسة الدكتور القربي من عقد اي لقاء بقيادات المؤتمر في المحافظات الجنوبية التي اصرت على الغاء كل القرارات التي اتخذت بحق الرئيس عبدربه منصور هادي النائب الاول، الامين العام للمؤتمر الشعبي العام، والدكتور عبدالكريم الارياني النائب الثاني للمؤتمر.. هذا وقد استبق الدكتور مهدي عبدالسلام رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة عدن، زيارة وفد صالح برئاسة الزوكا بتصريح قوي قائلا فيه ان المؤتمر اصبح اليوم لا يمثل الجنوبيين وانما يمثل الشماليين فقط. وقال عبدالسلام تعقيبا على نزول لجنة صالح الاخيرة برئاسة عارف الزوكا الى عدن، بان مهمة هذه اللجنة فاشلة بامتياز، ولا داعي لنزولها الى محافظة عدن وكان وفد صالح برئاسة الدكتور ابوبكر عبدالله القربي الأمين العام المساعد لقطاع الفكر، وعضوية فائقة السيد الأمين العام المساعد لقطاع المجتمع المدني، والدكتور بشير العماد رئيس دائرة الرقابة التنظيمية، وأحمد محمد الزهيري رئيس الدائرة التنظيمية، قد عاد الى صنعاء يوم امس الجمعة دون ان يحقق نتائج ملموسة في ظل تمسك قيادات واعضاء المؤتمر في المحافظات الجنوبية بمواقفهم التي تؤكد عدم شرعية قرارات اللجنة الدائمة بحق قيادات وطنية عليا في المؤتمر.. هذا وكان صالح قد ارسل الاسبوع قبل الماضي عارف الزوكا الى محافظة عدن للقاء قيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظاتابينولحج والضالع وعدن، الا ان الاخيرة رفضت مقابلة ذلك الوفد، الذي حاول ايضا الاتصال بعدد من قيادات الصف الثاني في المؤتمر ولكنها هي الاخرى اعتذرت عن مقابلته بعد رفض قيادات الصف الاول لفكرة تواجد الزوكا في عدن احتجاجا على ما اعتبرته بمشاركته مع الرئيس السابق في مؤامرة تهدف الى تقسيم وتمزيق المؤتمر الشعبي العام . وقال المصدر الذي شارك في اجتماع جمع قيادات جنوبية بعدن في وقت سابق اليوم، إن "العلاقة بين القيادات الجنوبية للحزب وبين قيادة الحزب في صنعاء وصلت الى طريق مسدود في ظل استمرار الأخيرة في ممارسة الاقصاء". وكانت قيادات جنوبية بالحزب أعلنت مطلع الشهر الجاري، عزمها عقد مؤتمر حزبي عام، لإزاحة رئيس الحزب الحالي، واختيار منصور هادي بدلا عنه، وهو الأمر الذي تجيزة لائحة الحزب إذا صوت بالموافقة أغلبية الحاضرين في المؤتمر العام. وأوائل الشهر الماضي، عقدت قيادة المؤتمر الشعبي العام اجتماعا استثنائيا، قررت خلاله فصل كل من الرئيس هادي من منصبه كنائب لرئيس الحزب وأمين عام، وكذلك النائب الثاني عبدالكريم الإرياني. وتزامن القرار مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات على صالح واثنين من جماعة الحوثي؛ ل"تورطهم في عرقلة العملية السياسية وإذكاء حالة عدم الاستقرار في اليمن"، وهو الأمر الذي دفع قيادات مؤتمرية لاتهام هادي باستهداف صالح الذي يتمتع بالحصانة وعدم الملاحقة القضائية وفقا للمبادرة الخليجية التي وقعتها القوى السياسية اليمنية أواخر العام 2011، وبموجبها غادر الرئيس السابق الحكم.