أرهقتنا السياسة ومشاكل البلد بشكل عام واستخدمنا التقنيات الحديثة قد يكون بشكل سلبي او لم نوظفها بالجانب الصحيح وعلى سبيل المثال " الفيس بوك " الفيس بوك اليمني أصبح مرهق وغالبا ما يحتوي على كمية كبيرة من الهموم والمشاكل نقلنا واقعنا الى واقع افتراضي وعشنا واقعنا بواقع افتراضي , الواقع الافتراضي الذي كان يفترض ان نعيش به عالم آخر ربما ليس مثل عالمنا الواقعي ولكن للأسف نقلنا مشاكلنا و همومنا ومعاناتنا الى العالم الافتراضي بكلتا الصورتين الايجابية والسلبية. ومع كل ذلك حينما يوجد النفق المظلم لابد أن يكون بنهايته ضوء آمل قد يغير الكثير ويبعدنا عن تلك المشاكل والهموم الى شيء آخر يجعلنا سعداء اشياء بنظرنا قد تكون بسيطة ولكن هي كبيرة جدا لمن يقوم بها ليجعل الآلاف من متابعيه يشعرون بالسعادة ويبتعدون كل البعد عن واقع مؤلم ومخيف للأسف ...! طريقة سفر ..! لا يسافر المرء ليصل .. بل للسفر ذاته.
مجموعة شباب من عدن قرروا أن يقدموا عمل قد يكون جديد تماما على مجتمعنا وواقعنا, بطريقة ذكية وبأسلوب مختلف وبتقنيات احترافية تجعل المشاهد وكأنه يشاهد فلماً وثائقياً على قناة "ناشيونال جيوجرافيك" في رحلة من عدن مروراً بحضرموت ومدنها الثلاث شبام ودوعن والمكلا واخيراً في محمية حوف بمحافظة المهرة .
وأنا أشاهد الفلم اشاهد دقيقة وأعيدها مرة أخرى من كمية الجمال و الاحتراف والابداع الغير عادي من حيث جمال الطبيعة التي وهبها الخالق لنا واحتراف التصوير واختيار المناطق الربانية والزوايا التي تسمح لإخراج الصورة بشكل يليق بها وإبداع الشباب برياضة الباركور .
تخيل ان هؤلاء الشباب فقط قرروا ان يذهبوا رحلة ومن ثم عادوا لنا بأجمل هدية "فلم وثائقي" مدته نصف ساعة يحاكي شغفهم للسفر وجمال طبيعة بلدك الي قد تكون لأول مرة تشاهدها مثلي تماماً , ووضع بصمة باننا نملك مواهب شابة قادرة ان تصنع ما يصنعه الغير وتقدم ما يقدمه المتقدمون علينا ورسالة محتواها " نحن هنا ابناء عدن رغم كل شيء إلا اننا نبدع ثم نبدع ثم نبدع ثم نقدم لكم ما نبدع " .
وانا اشاهد الفلم مر على مخيلتي الكثير والكثير والكثير من المبدعين الذين عملوا حاجزا منيعا لإبداعهم و ابتعدوا كل البعد عن الجانب المظلم في هذه المدينة التي تكاد أن تتنفس بصعوبة ! ، وحاولوا أن يصبحوا مثل الأطباء ينقذوا مدينتهم وسكانها برسم السعادة والابتسامة على وجوههم.
هم لا يحتاجون لنا لان ابداعهم غير محدود ولن يقف بوجودنا أو بعدمنا , ولكن نحن بحاجة ماسة لهؤلاء ليخرجونا من عالمنا المثقل بالأرق ..
فألف تحية وشكر لكل من ظهر وشارك ولو بجزء من الثانية في هذا الفلم ، والف تحية وشكر لكل من يساهم من أجل النهوض بهذه المدينة من ذات نفسه ولكل من رسم ابتسامة على وجه متلهفاً لها ...!!
بعد مشاهدتك للفلم قد تتغير كثير من الامور عندك ,, مثلما تغيرت عندي تماماً ..!!