لقد بدأت ثورة شعب الجنوب بالنضال السلمي الحضاري تناهض وتقارع وتصارع الظلم والاضطهاد والقمع والاستبداد بصدور عارية خرج احرار الجنوب رافعين راية الحرية والاستقلال مؤمنين بعدالة قضيتهم لم يعجب الاحتلال تلك الصرخات المدوية وخاف من فقدان كل شي فستثار الاحتلال اليمني حوافظ أبناء الجنوب ومارس ضدهم أنواع العقوبات والتعذيب والسجن والسحل والقتل ثارت الثورة الجنوبية حتى وصلت إلى كل بيت ولم تدع أحد إلا ارسلت إليه شيئا من ثوراتها وانكوى كل بيت فيها بفقدان عزيزا عليه اتخذت الثورة الجنوبية منهجاً أخر لمقاومة العنف والقوة من قبل المحتل وهو ترسيخ التصالح والتسامح ونبذ التعصب والمناطقية وسعة افقة الفضاء على هذه النعرات مع أن المحتل عمل بكل قوة ليذكي هذه النعرات في أوساط الشعب الجنوبي فكانت إرادة الشعب أعظم من الوقوف أمام تلك النعرات وتغذيتها وطغت ارادتهم الحرة على كل النعرات والفتن التي كادت أن تكون حائلا منيعا أمام متطلبات الثوار في استعادة دولتهم الجنوبية . توحد الجنوب وشعبه أمام عدو واحد وهو طرد الاحتلال اليمني من الجنوب ولم يفلح ولم يربح الاحتلال في حرب فرق تسد فلقد كان حينها ابناء الوطن مصطفين صفا واحدا يجمعهم الهدف الثوري أمام المغتصب لأرضهم ، أكثر من عشر مليونيات متتالية سجلت قوة التلاحم الثوري والترابط المجتمعي ولم ينصفها أحد من العالم ودول الاقليم وقفت ضدها مطامع كل الدول التي طبعت مصالحها مع نظام الاحتلال اليمني ولم يدان القمع والاضطهاد والاستبداد وارتكاب المجازر في الجنوب ولو حتى بنقل خبر على القنوات والصحف ، عانا الشعب الجنوبي عشرون سنة ويلات القمع والتهميش والإقصاء وعند ما توسعت الأطماع الدولية واختلاف مصالح تلك الدول ومشاريعها مع نظام الاحتلال اليمني تدخل التحالف العربي بحرب لإعادة المصالح وتأمينها فكان له أن يحظى الجنوب بشى من الدعم والمساندة والاهتمام الشكلي تسابق كل أبناء الجنوب شوقاً الى المتارس والخنادق لتحقيق آمال وتطلعات الثورة التي ينشدون من خلالها العزة والكرامة والعدالة والوجود حصدت الحرب الآف الأرواح والدماء لثوار الجنوب الشرفاء الحالمين بوطن مستقل وبعد أكثر من أربع سنوات لم تكن تلك التضحيات إلا لأجل تأييد الحرب وإعادة مصالح وأطماع ومشاريع الدول وتامينها في اليمن ووظعت خطة تفكيك التلاحم الثوري في الجنوب والترابط المجتمعي ونجحت هذه المرة خطة المحتل اليمني بغرس تلك النعرات المناطقية والخلافات واستحداث بالماضي والإغراء بالمناصب والجاه وانتشرت مثل النار في الهشيم حدث كل ذاك واستطاعت الدول تقسيم ثوار الجنوب إلى مؤيدين الحرب والحرب بالإنابة والعمل تحت لواء ما تسمعي الشرعية التي يدعمها التحالف وتريد العودة إلى السلطة في اليمن ودفن حلم الثوار الجنوبيين في قبورهم والتخلص من أهداف الثورة الجنوبية التي اتفق عليها الجميع أن لا تكون إلا ورقة ضغط في تحقيق المشاريع وتنفيذ سياسات الدول ومصالحها. فلم يكن في مرحلة الثورة الجنوبية منذ انطلاقتها أحد من تلك القيادات يرفع شعار أخر يخالف متطلبات الثوار في الساحات أو يخرج عن الهدف الثوري ففي كل الثورات ما كان يظهر للملا أن قواد الثورة يطالبون حظا ذاتيا لأنفسهم إلا وتركهم الشعب أو يقودون الشعب إلى الفشل والنكوص عن بلوغ مرام النجاحات الثورية ، ولان الثورة الجنوبية هي الملجأ الحر الذي التجئ اليه أبناء الجنوب يحملون بين جانبهم ارواحا أبيه لا يرتضون الظلم أن يجثم على صدورهم وان يقودهم كما تقاد النعاج اسربا نحو حتفهم ، فلا بد أن يصحح مسار الثورة الجنوبية وان تعي كل القيادات الجنوبية التي تقسمت توجهاتكم لتنفيذ مشاريع وحماية مصالح وأطماع وسياسات خارجية أن الثورة الجنوبية وأحرار الجنوب العصاميين يعيشون على الأرض أحرار في حياتهم ولا يقبلون الذل والخنوع وسوف تثور براكين العزة والكبرياء والتاريخ لا يرحم أحد أن كنتم سائرون خلف ملذات الحياة فلا يمكن أن يرجى الشعب من متمتع بالملذات أن يحقق ما يراد وما ينشد ،