منذ الإعلان عن تأسيس المشروع السياسي الوطني الجنوبي تحت مسمى "المجلس الإنتقالي الجنوبي" في ال 11 من شهر مايو/ آيار من العام الماضي، والذي تمخض خروج هذا المشروع السياسي الوطني عقب الإحتشاد الجماهيري التي شهدته أنذآك العاصمة عدن الذي عرف يومها "بإعلان عدن التأريخي" الذي خوّل وكلف اللواء عيدروس الزبيدي على تبنى مشروع سياسي جنوبي عقب حادثة الإقالات التي قامت بها حكومة ما يسمى بالشرعية تجاة العديد من مسؤولي المحافظات الجنوبية آنذآك. بعدها أتت مليونية ال21 مايو من العام ذاته التي عبرت حشود كبيرة من أبناء الجنوب من مختلف المحافظات في عاصمة المنشودة لدولتهم القادمة "العاصمة عدن" لتأييد هذا المشروع السياسي الوطني الذي أعلن عنه اللواء عيدروس الزبيدي مسبقاً، والهادف إلى تمثيل وتقديم التطلعات و الإرادة الجماهيرية في الشارع الجنوبي على المستوى الإقليمي والدولي، ولكن قبل الشروع في هذه المرحلة المتقدمة، أعتقد على قيادة المجلس إعادة بناء وترتيب البيت السياسي الجنوبي داخلياً وترتيب الصفوف وتقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات والأطياف السياسية التي انتجتها الثورة الجنوبية من إطلاق الحرك عام 2007 إلى اليوم المؤمنه بمشروع التحرير والإستقلال وإعادة العاصمة عدن، قبل الإنطلاق إلى تقديم القضية الجنوبية وحق أبناء الجنوب العربي المشروع في اعادة دولته قبل عام 1990م إلى الإشقاء والأصدقاء في مختلف عواصم العالم والتي كانت تربط العاصمة عدن علاقات مختلفة مع العديد من دول العالم، قبل دخولنا في كابوس ومشروع الوحدة الذي لا نزآل نجني ثمارة واثارة السلبية حتى اللحظة.
كذلك المجلس العمل على إستعاب قدر الإمكان كل ما هو جنوبي والعمل تحت اهداف ومبادئ عمل مشتركة كوننا نسعى لتأسيس وطن يتسع للجميع ابناءه في الداخل والخارج، ومحاولة تقديم رؤية جامعة ، ايضا العمل على التمثيل والتواصل الرسمي سياسياً والدبلوماسياً في مختلف المؤسسات والجهات الفاعلة بالقرار الدولي، مثل منظمة الأممالمتحدة التي كانت دولتنا وعاصمتها عدن عضوا في هذه المنظمة الدولية، ولديها كرسيها الخاص بها منذ بداية السبعيات من القرن الماضي حتى عام 1990 الأسود الذي قتل ودمر الجنوب الأرض والإنسان، اضافة إلى العمل والتواصل مع الحكومات وبناء القنوات الدبلوماسية على التي سوف تساعد قيادة هذه المؤسسية السياسية لدعم مشروعها الوطني من قبل اشقائنا واصدقائنا في المستقبل القريب، الهادف إلى التحرير والإستقلال الثاني للجنوب وعاصمته عدن.
إذا السؤال الذي يرواد الكثير من أبناء الجنوب المنخرط في العمل الثوري بمختلف أنواعه وأشكاله منذ سنوات طوال ماهو واقع هذا المشروع السياسي الوطني الجنوبي "المجلس الإنتقالي الجنوبي" ؟ وماهو طموحاته المستقبلية؟ التي أرى على قادته او كل أعضاءه التخطيط لمستقبل هذا المشروع السياسي الفتي بكل صبر وحكمة وحنكه، كوننا عندما نقرأ تأريخ الجنوب منذ قبل وما عقب عام 1967م إلى اليوم لن نجد مشروع سياسي تتوافر فيه الكثير من العوامل والميزات التي تؤهله للعمل السياسي على مستوى كل المحافظات الجنوبية، ايضا هل هذا المشروع يحضى بتأييد وشعبه كبيرة من قبل مختلف فئات المجتمع الجنوبي ولديه القدرة على استيعاب كل الطاقات التي تؤمن بأهم المبادئ والأهداف للثورة الجنوبية منذ اطلاقتها إلى اليوم.
ايضا التعامل بكل جدية مع المعطيات والتحديات التي تواجهه هذا المشروع من قبل الكثير من القوى السياسية التي على الساحة التي سوف تتضرر بشكل كبير من تطور ونمو وتوسع هذا المشروع السياسي، لذا تحاول الكثير من الجهات بشكل معلن او خفي إلى شيطنة اعماله وانشطة هذا المشروع "المجلس الإنتقالي الجنوبي" من خلال مؤسساتها الإعلامية الصفراء وتشكيك الجماهير بمدى جدية ونجاح هذا المشروع، وكذلك العمل على عرقلة خطوات تقدم اعمال وانشطة المجلس التوسعيه في كل المحافظات الجنوبية الممتدة في نطاقة الجغرافي.
شخصياً ارى على قيادة المجلس معايشة هذا الواقع الصعب والمتغلب التي سوف تواجهه في كل يوم، ولكن عليها الإستفادة من كل العوامل المتاحة أمامها للتخطيط لمستقبل هذا المشروع الوطني من خلال إستقطاب الكفاءات من الأباء المؤمنين بهدف الإستقلال وكذلك العمل مع الجيل الجنوبي الشاب الذي لديه حلم وفكر التحرير، ليسهموا في الإنخراط في أنشطة وأعمال المجلس المتعددة بعد تأهيل وتدريب هذه الجيل الجنوبي الشاب على ممارسة بعض المهمام لخدمة قضية وطنه سواء من خلال العمل السياسي او الإعلامي بأنواعه او حتى الأكاديمي التي تتطلبها أنشطة أعمال المجلس .
الأمر الأهم من وجهة نظري في هذه المرحلة هي إعادة بناء البيت السياسي الجنوبي الذي عندما نقرأ تأريخ جيل الأباء فأننا نجد الكثير من الحوادث التي سببت في تشقق او ان صح التعبير تدمير وإنهيار هذا البيت بحوادث سياسية عاصرها الجنوب أنذآك، وأسهمت على ايصالنا إلى هذا الوضع المزري الذي نعيشه اليوم، وكذلك الإستفادة بقدر الإمكان من عامل الوقت والموارد المتاحة على الارض في تطوير أعمال وأنشطة المجلس والإهتمام الكبير في التواصل مع الوسط الجماهيري الجنوبي بشكل مستمر كون المجلس هو ممثل عن ارادة جماهير الشعب الذي خولته لتمثيله وتقديم قضيته، وكذلك الواجب الإخلاقي على كل نخب المجلس اطلاع عامة الجماهير على كل انجازاته وتطلعاته المستقبلية لكي يستمر التأييد الشارع الجنوبي لهذا المشروع الفتي.
أخيراً، أمل من كل انباء الجنوب المخلصين في الداخل والخارج الإستمرار في مساندة هذه المشروع السياسي و كل رجالاته ومحاولة العمل على تصحيح العيوب والاخطاء التي اصبحت ظاهرة للصغير قبل الكبير بالطرق و والأدوات الصحيحة مع قيادة المجلس التي امل ان تفتح ابوابها لأبناء وطنهم في الداخل والخارج لتصحيح هذه ما يحصل من تقصير وخطاء بشري طبيعي في هذه المرحلة المهمة من عمر هذا المشروع السياسي الفتي، فالمستقبل يحمل الكثير من التحديات والصعوبات التي أثبت ابناء الجنوب خلال السنوات السابقة بأنهم مستمرون في خوض كل التحديات والدسائس ضد طريقهم بل ولديهم القدرة على تجاوزها والانتصار عليها.