أجمل الأحلام وطن خالي من الفساد مشبع بالنزاهة والشفافية والعدالة والانصاف كل هذه المصطلحات والاحلام لا تتحقق الا في وطن خالي من الفساد . وأسوأ الكوابيس وطن يغرق في مستنقع الفساد ملوث بالاختلالات والسرية والكتمان والظلم ونهب الاموال العامة ايضاً كل هذه المصطلحات والكوابيس لا تتحقق الا في وطن غارق في الفساد . فنحن هنا امام خيارين اما وطن خالي من الفساد او وطن غارق في الفساد . وكلا الخيارين متاح وبجهود بسيطة يمكن تحقيقها اذا توافرت الارادة الحقيقية في جميع قيادات الدولة وتحولت تلك الارادة من تصريحات رسمية الى جهود رسمية في الميدان لاستئصال الفساد بشكل عام بلا تمييز ولا استثناء . لا يوجد مبرر للفساد واي تبرير للفساد هو ايضاً فساد يجب ان يتم اغلاق جميع منافذ وينابيع الفساد التي تنضح بالخلل ونهب الاموال العامة وانفلات اجهزة الدولة بلا ضوابط ولا عمل صحيح . اول خطوة نحو تحقيق وطن خالي من الفساد هو الاعتراف بوجود الفساد وعدم العناد والمكابرة في انكاره رغم ان روائحه فاحت واصبحت تلوث وطن يحلم باجتثاث الفساد الذي يجثم على صدر وطن يأن من وجع وألم الفساد الذي مزق أجزائه وقضم قدراته وامكانياته . جميع الدول والحضارات كانت نهضتها مرتبطة بخلوها من الفساد وانهيارها كان بسبب غرقها في الفساد كون الفساد يستهلك ويضيع امكانياتها ويجعلها ضعيفة خاضعة مستسلمة وخلوها من الفساد يجعلها قوية مستقلة ومنتصرة وكلما ارتفع منسوب الفساد كلما ضعفت الدول والحضارات واصبحت اثار في متحف التاريخ . نسمع باستمرار تصريحات قوية من القيادة وادارة الدولة بوطن خالي من الفساد ولكن؟؟ هذه التصريحات رغم انها توقظ في الشعب حلم جميل ولكن ؟؟ ان لم يتبع تلك التصريحات عمل في الميدان وعلى ارض الواقع فستشكل تلك التصريحات بلاغ كاذب ونكسة في مسيره ومكافحة الفساد . كونها رفعت سقف مكافحة الفساد الى مستوى عالي جداً وهو خلو الوطن من الفساد وبمعنى استئصال كامل جذور وجذوع ومظاهر الفساد بشكل كامل وشامل بلا استثناء ولا تمييز ولكن عدم الوصول الى هذا المستوى سيؤدي الى استمرارية الفساد المتمثل في نهب وتبديد الاموال العامة وسيتسبب في ضعف الارادة الوطنية ومؤشر خطير على عدم جديتها في محاربه الفساد واستئصاله وسيتفشى الفساد اكبر ليغرق الوطن في فوضى عارمة اشعلتها شراره الفساد التي تأكل الأخضر واليابس وتعطل جميع اجهزة الدولة وتفقد الثقة بين الشعب والقيادة . لا يوجد مستفيد من الفساد حتى الفاسد ايضاً هو متضرر لأنه يمزق مؤسسات الدولة بمبضع فساده وسيتجرع كوارث ومصائب الفساد مثله مثل الاخرين سيأتي يوم يفقد السطوة والنفوذ ويسيطر على منصبه شخص اخر ليجرعه نفس ما جرع به الاخرين من فساد سيتجرع اولاده مصائب الفساد وظلمه وعندها سيندمون عندما لا ينفع الندم وتستمر أسطوانة الفساد المشروخة في الدوران باستمرار كأنها رحى طاحونه تطحن مقدرات وخيرات الوطن وتبدده لتذروه الرياح . الفساد يقبع في رأس الدولة في الطبقة الأولى والصف الأول من قيادات الدولة والاخرين ليس سوى ذيول لتلك الرؤوس لو تم تنظيف رأس الدولة من الفساد لتساقط جميع الفاسدين في جميع جسد اجهزة الدولة لأنه اذا سقط الرأس يموت الجسد وتتساقط ذيوله وهكذا الفساد اذا سقط رأسه تساقطت جميع اعضاؤه . عند فتح موضوع الفساد في اي لقاء او اجتماع رسمي او شعبي يشكو الجميع من الفساد وتفشيه وكل شخص يطرح امثله له وقلما نجد امثله ايجابية للنزاهة ومكافحة الفساد وتحول وطن خالي من الفساد الى حلم شعب يتلاشى في واقع مثخن بالفساد . استمرارية الشعب في نقد الفساد مؤشر ايجابي يستوجب استغلاله لتحويل ذلك النقد الشخصي الى صناعة رأي عام ضاغط نحو مكافحة الفساد واستئصاله قبل ان يفقد الشعب الأمل ليس في وطن خالي من الفساد بل حتى في وطن يلعن الفساد . وطن خالي من الفساد يحتاج فقط الى ارادة حقيقية وصادقة يتبعها إجراءات متسارعة في ميدان الواقع تضع الفساد والفاسدين في مرمى الاستهداف المباشر وتقتلع جميع الحصون التي تحمي الفاسدين بلا استثناء وتفعيل اليات المحاسبة والمحاكمة لجميع الفاسدين بلا استثناء والغاء جميع الحصانات الموضوعية والشكلية في وقائع الفساد واستبدال القوانين التي تحصن الفاسدين بقوانين تعاقب وتحاسب الفساد والفاسدين كائن من كان . لو تم تقديم فاسدين كبار للمحاكمة بإجراءات قانونية مستعجلة وتنفيذ الاحكام الصادرة ضدهم واسترداد اموال الشعب المنهوبة لبدأت فعلاً احلام وطن خالي من الفساد تتحقق على ارض الواقع . ان لم يتم ذلك ستضيع جميع جهود مكافحة الفساد وتستهلك امكانيات واموال دون ثمره حقيقية وستغرق الاجهزة الرقابية والقضائية في محاربه صغار الفاسدين التي لا ثمره جوهرية من محاربتهم مادام دينصورات الفساد مطمئنين دون حساب ولا عقاب ويفرخون الفساد ويحمونه باستمرار. وطن خالي من الفساد يستوجب تغيير منظومة العمل في جميع اجهزة ومؤسسات الدولة الذي كانت ومازالت محفزه للفساد وليس فقط تغيير القائمين عليها لأنه مهما استبدلت اشخاص نزهاء دون استبدال منظومة عمل المؤسسات فسيتساقط النزهاء في ثقوب الفساد المحفزة لهم ستبتلعهم ولن يستطيعون مقاومة الفساد ومغرياته . غلاء الاسعار والتلاعب في السلع والخدمات وكافة احتياجات الشعب فساد الفاعل فيها ليس من يرفع الاسعار ويتلاعب في كمياتها ومواصفاتها الفاسد فيها هي اجهزة الدولة المختصة بضبط الاسعار وضبط التلاعب في السلع والخدمات تقصيرها في عملها واعاقة دورها هي من تسببت في هذه الكارثة الذي ما كان لأحد ان يتلاعب ان وجد الضبط والردع وبفساد واخفاق الردع والضبط يتلاعب الجميع بلا رادع ولا ضابط والضحية شعب والمجرم اجهزة دولة ضعيفة ومشلولة تصنع بيئة محفزه للفساد والتلاعب وايقاف هذا الفساد هو فقط بتفعيل اجهزة الدولة واقتلاع جميع معيقاتها واختلالاتها وفي مقدمتها الفساد . جميع الكوراث والمصائب والمعاناة الذي يتجرعها وطني سببها الرئيسي الفساد . وطن خالي من الفساد يستوجب ان يتم تقييد صلاحيات جميع قيادات وموظفي الدولة في توريد وانفاق الاموال العامة وفقاً لآلية واضحة وشفافة وعامه خالية من الاستثناءات والاختلالات ومسنودة بالية رقابة قوية وصارمة وشفافة على الجميع بلا استثناء عندها ستتحقق الاحلام بوطن خالي من الفساد . الفساد يتخفى وراء الاستثناءات والمصلحة الوطنية . نعم للأسف الشديد يتم التغاضي عن الفساد بمبرر المصلحة الوطنية وان هناك اضرار خطيرة في استئصال الفساد وان الوطن يمر بمرحلة صعبه وموارده شحيحة وامكانياته ضعيفة وهل هناك اشد خطورة على المصلحة الوطنية من فساد الفاسدين ؟؟! خطورة وصعوبة المرحلة الذي يمر بها وطننا الحبيب وانخفاض الموارد والامكانيات مبرر كبير لاستئصال الفساد لا مبرر لاستمراريته وحمايته . وطن خالي من الفساد يستوجب فتح جميع ملفات الفساد القديمة والجديدة بلا استثناء واسترداد جميع اموال الشعب المنهوبة لان الفساد جريمة لا تسقط بمرور الزمن بحسب ما نص عليها القانون الذي يؤكد على عدم تقادم جرائم الفساد ولكن ؟؟ من يملك الارادة الحقيقية والصادقة لفتح جميع ملفات الفساد ومسائله جميع الفاسدين واسترداد ما نهبوه من اموال الشعب الثابتة في اكوام ملفات الفساد القابعة في مخازن الاجهزة الرقابية والقضائية ؟؟ وطن خالي من الفساد يستوجب رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة الفساد وأهمية ووجوبية مكافحته وفتح جبهة عريضة لمحاربة الفساد مغروسة في وعي المجتمع في صف واحد ضد الفساد والفاسدين بمناهج تعليمية في جميع المراحل الدراسية الاساسية والثانوية والجامعية نابذه للفاسد وكاشفه له ومخاطرة الخطيرة لحاضرنا ومستقبلنا بوسائل اعلام ناشطة ضد الفساد باستمرار بلا توقف حتى يتحول المجتمع من حاضن وخانع للفساد الى نابذ ومحارب له وعندها فقط سيستسلم الفساد لعدم وجود حاضن مجتمعي له ويتحول الفاسد الى عنصر شاذ في المجتمع بلا غطاء ولا حماية لتضربه مطرقة العدالة بلا رحمه . وفي الأخير : نحلم بوطن خالي من الفساد ونستيقظ كل صباح وكلنا أمل بأن ذلك الحلم الجميل سيتحقق في الواقع ليمزق كوابيس الفساد الذي تلوث حياتنا والذي تجثم فوق صدر وطن يأن من فساد يمتص خيراته وامكانياته ويجعله مسلوب الارادة ضعيف تعصف به رياح الزمن ويتحول فقط الى بيدق في يد القوى العالمية كون الفساد يفقد الوطن استقلاله ويجعله باستمرار متسول لاحتياجات شعبه كان بالإمكان تغطيتها من موارده العامة لو تم قطع يد الفساد التي تنهشها وتخفيها في ثقوب الفساد . وطن خالي من الفساد حلم جميل لتحقيقه يجب ان تتوافر ارادة حقيقية وصادقه يتلوها عمل جاد في الميدان تقوم بتغيير القوانين ومنظومة عمل جميع اجهزة الدولة وتغلق جميع محفزات ومنافذ الفساد وتخلع جميع تحصينات الفساد والفاسدين وتعاقبهم بلا رحمه بلا استثناء ولا تمييز بلا تبرير . الجميع في وطني يحلم و يتساءل باستمرار عن وطن خالي من الفساد .. حلم جميل هل يتحقق ؟؟!