حلمنا في تحقيق السلام ومكافحة الفساد هل يتحقق ؟؟ كنا نأمل أن نهنئ الوطن والشعب بالعيد ولكن للأسف الشديد يحين موعد عيد الأضحى المبارك لعامنا 1438 بتاريخ 1/سبتمبر/2017م ووطني يئن من وطأة ألم في جميع المحافظات والمناطق في ظل انعدام أفق السلام وتخاذل المجتمع الدولي للقيام بدور ايجابي لإحلال السلام في وطني وإيقاف طاحونة الحرب الذي طحنت آلاف المدنين والمنشآت . أما آن الأوان لجميع الأطراف الوطنية للانخراط بجدية في عملية سلام شامل وكامل هل يتحقق هذا الحلم على ارض الواقع ؟ للإجابة على هذا التساؤل نطرح احد عوائق تحقق السلام وهو الفساد. نعم الفساد أهم معيقات إحلال السلام لان الفساد هو فقط المستفيد من انعدام اي بوادر سلام كون الفساد يتلاشي في بيئة مملوءة برائحة السلام ويصبح الفساد مثل سمكة خارج البحر تموت وتتلاشى. أول خطوات تحقيق السلام هو بخنق الفساد واستئصاله ونبذ الفاسدين والتوقف عن تبرير الفساد مهما كان الفساد او الفاسدين وهذه مسؤولية الجميع في جميع المحافظات والمناطق بالقيام بخطوات ايجابية مستمرة لمكافحة الفساد وان لا يتواكل الجميع على الآخر في مكافحة الفساد. خطورة الفساد بأنه لا يؤثر فقط على حاضر الوطن بل أيضاً يبدد أحلام الشعب في مستقبل خالي من الفساد مملوء بعبق السلام ليس فقط في أحلامنا بل أيضا وواقعنا البائس . بسبب كارثة الفساد يستمر موظفي الدولة بلا مرتبات لحوالي العام وأجهزة ومؤسسات الدولة أصابها التآكل والإيرادات العامة تتبدد في ثقوب فساد ومواطن يتكبد معاناة غياب الدور الايجابي لأجهزة الدولة في ضبط تغول الفساد واقتلاع مخالبه الذي ابتلع كل شيء جميل في وطني حتى أحلامنا أصيبت بكوابيس الفساد بسبب الفساد اصبح المواطن يطالب بدور ايجابي لأجهزة الدولة ليس في دعم السلع والمواد الغذائية بل فقط بضبط اختلالات وعبث الأسواق الذي أصبحت شبه خالية بسب جنون أسعار السلع دون اي ضوابط ودون اي متابعة وضبط للسلع التي أغرقت السوق الوطنية بسلع منتهية الصلاحية ومخالفة للمواصفات والمقاييس وضارة بصحة وسلامة المواطن في ضل صمت رهيب وتخاذل عجيب من أجهزة الدولة المختصة و تباطيء في إجراءاتها الى حدود التواطيء . الفساد ليس فقط نهب للإيرادات العامة وليس فقط نهب ممتلكات واراضي الدولة وتبديدها الفساد ليس فقط عبث وتلاعب في المساعدات الانسانية وتبديدها . الفساد هو جميع ما ذكرناه بالإضافة الى تخاذل أجهزة الدولة عن القيام بدورها القانوني بفاعلية ايجابية ومسؤولية . الفساد ايضاً استمرار احتجاز الآف السجناء خلف القضبان وخارج إطار القانون وبالمخالفة لنصوص القانون الصريحة.... الفساد هو مخالفة القانون وعدم تطبيقه . ... الفساد ....ااااه من الفساد الفساد ألم يقتطع قلوبنا ويجيع بطوننا ويقيد حرياتنا ويكوبس أحلامنا ويحطم آمالنا في مستقبل وطن وسلام يتبدد مثل سراب في صحراء قاحله. الجميع في وطني يتسائل لماذا تستمر عجلة الفساد في الدوران لتأكل الأخضر واليابس ولماذا لا تتوقف ؟ والتساؤل الكبير من يدافع عن الفساد؟ الإجابة على هذا التساؤل صعبه جداً لأن الجميع في وطني ينادي ويناشد ويلتزم بمكافحة الفساد في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ولا يوجد اي طرف او جهة يدافع عن الفساد او يعلن صراحة انه مع الفساد... ولكن في الواقع لا توجد اي إجراءات ملموسة في ارض الواقع لمكافحة الفساد. للإجابة على هذا التساؤل الصعب نطرح بعض التساؤلات ... كم عدد الفاسدين الذي تم إصدار أحكام ضدهم ؟؟ وكم الأحكام القضائية ضد الفاسدين الذي تم تنفيذها ؟؟ وكم الأموال والممتلكات المنهوبة تم استعادتها من الفاسدين؟ ؟ وكم مسئول فاسد تم خلعة من منصبه لفساده وإخلاله بواجباته وحجز ممتلكاته المغموسة بالفساد ؟ كم فاسد يقبع خلف القضبان في وطني بدلاً عن سجناء مظلومين خارج إطار القانون؟ كم ضحية فساد تم إنصافه من ظالميه ؟ لوتم الإجابة على تلك الأسئلة بإجابات ايجابية وتحققت في الواقع الملموس لفتحت طريق السلام بإزالة حجر الفساد التي قامت بخنق السلام . وفي الأخير : رغم ألم وكوابيس الفساد وانعدام أفق السلام أتقدم للجميع في وطني بجزيل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك و كل عام والجميع بخير ونؤكد انه مازال عندنا أمل أن تكون فرحة العيد فرحتين فرحة بمكافحة الفساد وفرحة السلام يعم وطننا خصوصاً وأن الجميع يرفض الفساد ويلتزم بمكافحته واستئصاله .
فقط نحن بحاجة الى جهود شعبية لمواجهتهم بالتزاماتهم وتحويلها من تصريحات نارية في وسائل الإعلام الى واقع ملموس بإجراءات شفافة وعمليه حتى يتم مكافحة الفساد وإذا نجحت جهود مكافحة الفساد سيتحقق السلام كون الفساد أهم عقبات تحقيق السلام و لينعم الشعب في الواقع الملموس بعيد سعيد وليس فقط بحلم وطن سلام وبلا فساد.