لا أدري ما الذي دعا السفير الأمريكي "فايرستاين" للخروج عن النص ليصف مسيرة " الحياة" الراجلة من تعز إلى صنعاء بالمسيرة الاستفزازية؟! كان يفترض أن يخرج صالح وأعوانه ليصفونها بذلك، وليس سعادة السفير الهُمام، هل الصديق العزيز كما يصفه كثيرون حريص على صالح وأزلام حكمه، حتى يخرج غاضباً بذلك التصريح الاستفزازي؟!!
دأبت الولاياتالمتحدةالأمريكية على التدخل السافر في كثير من القضايا المهمة بالشأن اليمني، وهذا لم يأت إلا بعد (انبطاح) الرئيس غير المأسوف على (عزله)، وهو يظن انه بذلك الانبطاح سيجعل الأمريكان ذراعه الأيمن للحفاظ على حكمه، وخانه حدسه، فالأمريكان وغيرهم (عبيداً) لمصالحهم، ولم ينفعوه بالبقاء على كرسيه، ولفظوه كما يلفظ البحر الجيف.
كلام السفير المستفز لمشاعر شباب الثورة، لم يمض عليه سوى أيام قلائل، حتى يفاجئنا رجل الدين والداعية (محمد الإمام) بكلام مستفز لمشاعر أبناء الجنوب إذ وصف الحراك ب" القاتل، الفاسد، قاطع الطريق ويقوم بأعمال شيطانية..."!!. كلام الإمام الهجومي جاء مواكباً للهجمة (الشمالية) على الحراك الجنوبي..الفعل السلمي الذي عبّر به أبناء الجنوب عن رفضهم لوحدة الضم والإلحاق حد "الاحتلال"! هنا لا نستغرب لذلك الكلام أو (الفتوى) الجديدة التي تمضي قدماً، لمحاربة التواقين للحرية، وشرب كاس عسلها بدلاً من كأس المر والحنظل الذي سقيناه طويلاً منذ حرب 94م، وهي سنوات كفيلة لذلك الشيخ، كي يعالج نظره، للتصدي ومجابهة الظلم الواقع على أخوانه الصابرين على قبضات الجمر والنيران..لم يتكلّم ساعتها، ومشى مع من مشى في فلك نظام علي عبدالله صالح وأزلامه، تماشياً مع المثل القائل: "أنا وابن عمي على الغريب" نعم، نحن أبناء الجنوب بالنسبة لهم غرباء، وطوبى للغرباء، "لأنهم ينقادون للحق أينما وجوده ..ولا يسمحون لأهوائهم أن تسيّرهم .. طوبى للغرباء .. لأنهم لا يجاملون طاغوتاً..."!.
قال الأستاذ نجيب يابلي مخاطباً سفراء الاتحاد الأوروبي في لقائهم بممثلي الأحزاب ( المؤتمر والمشترك) والمكونات السياسية والمدنية في محافظة عدن وفريق صحيفة "الأيام" بفندق شيرتون جولد مور ظهر الأحد 17 ديسمبر 2011 م: " أود أن أذكركم بما قاله شاعر الإمبراطورية ريتشارد كبلنج : "الشرق شرق والغرب لا يلتقيان" وأنا أقول لكم الشمال شمال والجنوب جنوب لا يلتقيان "!
لا زال الناس في الجنوب إلى اليوم يتجرعون علقم فتوى الداعية (الديلمي) وكأنهم (شياطين) أو (كفرة)! جاء القادمون من خلف الجبال ودعاتهم الجدد ليعلمونهم تعاليم دينهم السماوي الحنيف..هكذا يقولون جميعهم، كبيرهم وصغيرهم، مجنونهم وعاقلهم : "أحمدوا الله أننا جيئنا لنعلّمكم الدين، ونبني المساجد..."!!.
كثير من الأقنعة يجب إسقاطها، فالشعوب أبصرت النور مجدداً بعد عقود من العمى، والتضليل، والكذب والخداع، نهضت الأمة من سباتها وعلى المتاجرين باسم الدين و الديناصورات والحكام البلهاء الانزواء خلف عجلة التاريخ.. وثورة ثورة يا جنوب.