يصر سعادة السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين على استفزاز مشاعر اليمنيين بتدخله السافر في شؤون البلاد بصورة (وقحة)، وماينفك عن إصدار تصريح إعلامي، حتى يأتي بآخر، وقعه على النفوس أكثر إيلاماً. كرر السفير - عبر وسائط ومواقع إعلامية وصحفية - قوله: “من حق الرئيس السابق أو أقاربه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة”!. وفي مرة سابقة نقلت مصادر موثوقة: إن السفير هدّد وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد عبدالله القوسي بإدراج اسمه في القائمة السوداء، رداً على تصريحات أطلقها الوكيل بخصوص المبادرة الخليجية لم ترُق للرجل الأبيض!. وقبيل هذا وذاك خرج “فايرستاين” عن النص ليصف مسيرة “الحياة” الراجلة من تعز إلى صنعاء بالمسيرة الاستفزازية؟! وقتها كان يفترض أن يخرج “صالح” وأعوانه ليصفونها بذلك، وليس سعادة السفير الهُمام، ومما ذُكُر أتساءل: هل الصديق العزيز - كما يصفه كثيرون - حريص على “صالح” وأزلام حكمه، حتى يخرج غاضباً بذلك التصريح الاستفزازي؟!! دأبت الولاياتالمتحدةالأمريكية على التدخل السافر في كثير من القضايا المهمة بالشأن اليمني، وهذا لم يأتِ إلا بعد (انبطاح) الرئيس غير المأسوف على (عزله)، وهو يظن أنه بذلك الانبطاح سيجعل الأمريكان ذراعه الأيمن للحفاظ على حكمه، وخانه حدسه، فالأمريكان وغيرهم (عبيد) لمصالحهم، ولم ينفعوه بالبقاء على كرسيه، ولفظوه كما يلفظ البحر الجيف. تصريح السفير المستفز لمشاعر شباب الثورة قابلته – جنوبياً - ترهات وتقولات لرجل دين وداعية بكلام مستفز لمشاعر أبناء الجنوب؛ إذ وصف الحراك ب”القاتل، الفاسد، قاطع الطريق، ويقوم بأعمال شيطانية.”!!. كلام الداعية الهجومي جاء مواكباً للهجمة (الشمالية) على الحراك الجنوبي.. الفعل السلمي الذي عبّر به أبناء الجنوب عن رفضهم لوحدة الضم والإلحاق حد “الاحتلال”! هنا لا نستغرب لذلك الكلام أو (الفتوى) الجديدة التي تمضي قدماً لمحاربة التواقين للحرية وشرب كأس عسلها بدلاً من كأس المر والحنظل الذي سقيناه طويلاً منذ حرب 94م، وهي سنوات كفيلة لذلك الشيخ؛ كي يعالج نظره، للتصدي ومجابهة الظلم الواقع على إخوانه الصابرين على قبضات الجمر والنيران.. لم يتكلّم ساعتها، ومشى مع من مشى في فلك نظام علي عبدالله صالح وأزلامه، تماشياً مع المثل القائل: “أنا وابن عمي على الغريب”.. نعم، نحن أبناء الجنوب بالنسبة لهم غرباء، وطوبى للغرباء؛ “لأنهم ينقادون للحق أينما وجدوه.. ولا يسمحون لأهوائهم أن تسيّرهم.. طوبى للغرباء؛ لأنهم لا يجاملون طاغوتاً..”!. قال الأستاذ نجيب يابلي مخاطباً سفراء الاتحاد الأوروبي في لقائهم بممثلي الأحزاب (المؤتمر والمشترك) والمكونات السياسية والمدنية في محافظة عدن وفريق صحيفة “الأيام” بفندق شيراتون جولد مور ظهر الأحد 17 ديسمبر 2011 م: “أود أن أذكركم بما قاله شاعر الإمبراطورية ريتشارد كبلنج: “الشرق شرق والغرب لا يلتقيان”، وأنا أقول لكم الشمال شمال والجنوب جنوب لا يلتقيان”!. مازال الناس في الجنوب إلى اليوم يتجرّعون علقم فتوى الداعية (الديلمي)، وكأنهم (شياطين) أو (كفرة)! جاء القادمون من خلف الجبال ودعاتهم الجدد ليعلمونهم تعاليم دينهم السماوي الحنيف.. هكذا يقولون جميعهم، كبيرهم وصغيرهم، مجنونهم وعاقلهم: “احمدوا الله أننا جئنا لنعلّمكم الدين، ونبني المساجد..”!!. كثير من الأقنعة يجب إسقاطها، فالشعوب أبصرت النور مجدداً بعد عقود من العمى، والتضليل، والكذب والخداع، نهضت الأمة من سباتها، وعلى المتاجرين باسم الدين والديناصورات والحكام البلهاء الانزواء خلف عجلة التاريخ.