كتب : ناصر المركدة يصعب على المرء أحيانا، أن يستوعب تلك الطريقة التي يتعاطى بها، ويؤثر الإطمئنان إليها، البعض، من الذين يزعمون نبذهم للعقلية " الشمولية" وكرههم لثقافة الخيار الواحد، والصوت الواحد، والمشروع الواحد. وهم في الواقع، لا يمكنهم إن يصدروا؛ إلا عن نفس الثقافة، وليس بوسعهم غير التبرير لنفس العقلية. وحيث لا تفتر حماستهم في التأكيد على ضرورة وأهمية التعدد والتنوع في الساحة الجنوبية، فإن ما ينطق به لسان حالهم هو (إلم تدعنا نقصيك، فأنت اقصائي) وإلا كيف يمكن أن يفسر أولئك، الإصرار العنيد، على تنفيذ مشروعهم ( مشوع الستة الأقاليم) ومحاولة فرضه وترسيخه، على الضد الصاخب ، من كل صوت أو مشروع جنوبي آخر، ورغم إنفه؟!! إن كان هناك، من معنى للحديث عن القابلية للتعدد، على مثل هذا الحال من التعقيد والصعوبة، فلا بد من إن يكون هناك على الأقل ثابت واحد، يلتزم الجميع بإحترامه، والمطالبة بالإحتكام إليه هو: (تقرير المصير وحق الإستفتاء) وكل محاولة تأتي بالإلتفاف على ذلك، هي بالضرورة إحتكام إلى منطق الغلبة، ولا يمكن لعقل سليم، إن يجمع على صعيد، واحد بين مبدأي الغلبة، والتنوع.