مسألة التنوع ليست دخيلةعلى الحياة البشرية حتى نعطي أنفسنا الحق في الإستعاضة عنه بفرض قيم تتعارض تمامامع الطبيعة البشرية ومع واقع الحال الذي تشيركافة دلالاته ومعطياته المختلفة بأن الحياةالبشرية قائمة على التنوع والتعدد العرقي والديني والثقافي واللغوي والحضاري الذي مابرح من ملازمة الحياة البشرية على مدى تاريخهاالقديم والحديث والمعاصر وظلة حالة التنوع ضمن إطارالمجتمعات البشرية واحدة من المسلمات التي لاينبغي المساس بهالمالهامن قيمة انسانيةوحضارية مرتبط وجودهاارتباطاعضويابالطبيعة البشرية التي لاتستقيم معهاالحياة إلا بالحفاظ وعلى حالة التنوع والتعدد الذي يعد بمثابة اكسير الحياة للبشرية جمعا. وضمن هذا السياق نستطيع القول بأن مسألةالتعاطي الإيجابي مع حالة التنوع السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي ضمن نطاق أي مجتمع باتت واحدة من المسائل التي أدرك أهميتها العالم المتحضر الذي أفرد لهاحيز واسعافي كافة مسارته وأنشطته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحزبية والعلمية ليصبح عنصرالتنوع والتعدد بالنسبة لتلك الدول مصدر إثراء للحياة السياسية والأقتصادية والمعيشية والتعليمة والحزبية وغيرها من المجالات التي بلغت مستويات قياسية في النهوض والتقدم العلمي والتكنولوجي وحين أصبح التنوع والتعدد في تلك البلدان جزء أصيل من طبيعةالتوجه السياسي الذي عكس وبكل المقايس ذلك النهج السياسي الذي لايقبل المساس بحالة التنوع والتعدد التي ترسخت جذورهافي أعماق ووجدان البشر الذين يرجعون الفضل في الحالة المتقدمة التي بلغوها إلى قدرتهم على توظيف حالة التنوع والتعدد لصالح اوطانهم وشعوبهم التي أقامة لتلك الغاية منظومة سياسية قادرة على إستيعاب كافة الوان الطيف السياسي والحزبي والمجتمعي ضمن إطار حكم يقوم على أسس الديمقراطية الحقه التي تأخذ باللإعتبار حقوق الأقليات قبل حقوق الأكثرية والتي تجعل من المواطنة المتساوية اساس العلاقة المجتمعيه التي تقوم على قاعدة فرض سيادة القانون وليسى على اساس فرض سيادة الدولة وأماعلى الجانب ألأخرفأننا سنجد الدول التي وضعت نفسهافي مواجهة مع التنوع والتعدد فقد كلفها ذلك المسار السياسي الكثير من التضحيات وكلف شعوبها دفع فواتير باهظة الثمن بسبب تلك التوجهات السياسية التي قامة على نهج سياسي قمعي لايدرك معناحقيقة التنوع والتعدد ولايفقه معنا الرأي والرأي الأحر ولايدرك من الديمقراطية إلا أسمهاالذي ظلت ألسنتهم تعيدترديدهافي المناسبات الوطنية لمجرد الإستهلاك وكملهاة للناس لإبعادهم عن معرفة الحقيقة التي لم تغيب شمسها كثيراعن تلك المجتمعات التي ابتلاها الله بأنظمة سياسية عملت على تكريس واقع سياسي يقوم على إقصاء الأخر وفي ظل هيمنة اللون الواحد والصوت الواحد والحكم الواحد والرأي الواحد على كافة مفاصل الدولة والمجتمع والذي من خلاله تمكنوا من خلق بيئة سياسية تستجيب فقط للون الواحد وللصوت الواحد والذي عن طريقه تأسست ما يشبه الثقافة المجتمعية التي تدافع عن الحكم الواحد واللون الواحد الذي لايقبل بالأخر وهي الثقافة التي قامة على اساس الصراع الطبقي الذي يرفض الأخر ويرفض التعايش معه ومن هنا تاتي لغة التخوين والعمالة كثقافة تصادمية تمثل إرث لكافة الأنظمة الإقصائية التي مازلة العديد من الشعوب التي حكمتها تعاني من تلك الأمراض التي بسببها تعطلت عجلة التنمية والتقدم والنماء كماأنه لازالة العديد من الأحزاب العربية الشمولية لم تخرج بعد من حالة الغيبوبة التي أصابتها ومن حالة الإفلاس السياسي التي أعترتها والتي منعتهامن قول كلمة حق تجاه شعوبها التي أسأةلها كثيراواصبح من حقها سماع كلمة إعتذار.