قل سنتين تقريبا كتبت عن حالة النجم الكروي السابق " صالح الحاج" الذي تنهار صحته أمام مرأى الجميع .. قيادات وأصدقاء وزملاء .. فاختار العزلة وجدران بيته ليحاكيها عن زمن السقوط والتجرد من الاخلاق الذي تغيب عنه المواقف. قبل ايام كنت في ملعب الشهيد صالح باحبيب ، وحينما شاهدت ، أيمن صالح الحاج حاضرا في ودية التلال والشعلة ، تساءلت عن حال النجم الكبير " صالح الحاج" الذي نتواصل وياه برسائل الجمعة ، فكانت الصدمة بالنسبة لي أن وضعيته الصحية تتدهور وتدخل في مسارات صعبة وفقا لوضعيته مع ما قدره الله عليه "سبحانه وتعالى" من المرض والمعاناة التي فقد فيها في الفترة الأخيرة قدرته على المشي وحتى الكلام بالصورة المعتادة. حينما تناولنا وضعية ابن الحاج الذي صال في ملاعب كرة القدم بألوان الشعلة والمنتخبات ، وبخصوصية جمال الأداء الفني الراقي ..قيل ان الشيخ العيسي قد تكفل بسفره للعلاج .. إلا أن تلك الأحاديث بقت بين سطور الإعلام ، وظل صالح الحاج رهين منزله ووضعه الصحي المتدهور الذي وصل اليوم إلى ما لا تستوعبه الحروف. تواصلت مع الكباتن صالح فقلت له عساك بخير وكيف هي امورك .. فرد عليه بما اسقط الدمعة من عيني .. أن حاله صعب يفقد فيه الكثير من قواه وقدرته على التعايش والبقاء في صلب المعتاد مع أسرته ومتطلباتها وما يحتاجه هو ليغادر البيت ويذهب إلى عمله وأصحابه وأقاربه. من جديد نمر على حالة من حالات العلاقة المفقودة بين الوطن ومن يقودوه وهؤلاء المبدعون ، الذي ظنوا يوما أنهم في أمان بعدما نثروا الفرح في ملاعب كرة القدم وقدموا مشاوير الجمال والروعة بألوان الوطن " يلعن أبوه وطن.. انتظر نجم الشعلة والمنتخبات صالح الحاج ، طويلا ، لعل أحدا من رفاقه أو أصدقائه وفي ناديه الشعلة ، ينتفض ويبحث عن طريق قيادات الدولة ليشعرها بوضعية نجما كبيرا يستحق ان ينظر إليه ليتعالج ويأخذ حقه أسوة بكثير من المقربين والسفلة الذين يسافرون في كل يوم الى خارج الأوطان ليقضوا أجازاتهم الصيفية على حساب أموال الشعب والدولة التي نعيش تحت كنفها. في واقعنا المرء وكيف أصبحت علاقاتنا الإنسانية .. يكون صالح الحاج بوضعيته التي تخلى فيها عنه الجميع .. حالة جديدة من نكران الجميل في وطن ليس كباقي الأوطان .. في واقعنا المختلف عما سبقته من الأزمان ، تبقى هناك منافذ بسيطة للأمل .. نبحث عنها نحن بهذه السطور ورسائل الواجب التي نتحملها برفقة حضورنا الإعلامي والرياضية التى رافقنا به هذه الأسماء كمعجبين قبل أن تمنحنا الأقدار صحبتهم على الملاعب .. لصالح الحاج المريض والذي يعاني "رب كريم" سيكون عونا له وستجد هذه الرسالة طريقها لمن بقى في قلبه ضمير وسلوكيات الإنسانية .. عار علينا جميعا ان يتساقط نجوم كبار ونبقى متفرجين عليهم .. ونكتفي بصور الفيس بوك والواتس اب .. هناك واجب أخلاقي بتوصيل الرسالة من قبل كثيرون زاملوا صالح الحاج ورافقوا مشواره الرياضي ، فكيف يلتزمون الصمت أمام ما يمر به .. هناك قيادات شعلاوية تستطيع أن تصل إلى مواقع القرار فكيف لها أن تدير ظهرها لأوجاع "اللحن الجميل في كرة القدم اليمنية". لو عادت الحياة إلى طبيعة أخلاقها في العلاقات بين الناس .. لكنا نحن الرياضيون قادرون دون الحاجة إلى الدولة ، لنكون سندا ل"صالح الحاج" في محنته المستمرة لسنوات مع المرض الذي نهش في صحته وبدنه .. لكن لأننا تناسينا الواجب .. فان الأمل أن نجد من بقى فيهم خير وان نقدم أقل ما يمكن اليوم هو أن نحمل الرسالة ونذهب إلى حيث هي إمكانية الظهور ولو متأخرا ، لنكون بصحبة إنسان قبل ان يكون رياضيا ونجماً كبيراً اسمه "صالح الحاج" ، قدم لكرة القدم شكلا خاص في المتعة وكان يرتدي الوان الوطن الذي يباع اليوم تحت الوان الزيف. رسالة نضعها على طاولة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ووزير الشباب نايف البكري .. نأمل ان تقرءا بأسرع وقت والتوجيه بما يجب ليمنح "صالح الحاج" حقه في وطنه بعدما قدم سنوات شبابه خدمة للرياضة ومواعيدها في ملاعبنا المحلية وفي الفضاء الخارجي ، لاعبا كبيرا وأسماء ذات شأن بألوان الشعلة والمنتخبات.