في عالم المستديرة هناك لاعبون يقال عنهم وبلغة كرة القدم أنهم مولودين في "منطقة الجزاء" لانهم يعرفون خباياها ومواقعها وبالسنتيمتر ..لهذا هم يحسمون مواعيد فرقهم مع الخصوم في لحظة لا يظن الجمهور أنه قد تسفر عن شيء على الشباك. نجم السطور حالة من حالات الابهار في علاقة اللاعبون والشباك .. اسمه محمد حسن ابو علاء .. مر من بين فئات عمرية لنادي الشعلة ليكون واحدا من ابرز الهدافين في فريقه الاول والمنتخب الوطني الجنوبي.. مشوار مميز ومحطات رائعة لا يمكن ان تستوعبها هذه المساحة .. ففيها كل ما يمكن ان تستلهمه الحروف لتتحدث عن الشكل والقيمة والنجومية التي تفرضها القدرات الخارقة للاعب بعينه وخصوصا حينما يكون الحديث عن قناص يختار شباك ضحاياه مهما بلغت قدراتهم بين الخشبات الثلاث. لو سالت حراس المرمى في فترة الثمانينات والتسعينات ، عن جلاد شباكهم ومن يلدغهم بغير معاد ، لأشاروا إلى "ابوعلا" بخصوصية ، فقط كان صاحب تلك الصفات ومرعبهم الذي تفوق كثيرا على دفاعاتهم وحقق الأرقام ونجح أن يكون الرقم الصعب في مشوار طويل حقق مع الشعلة لقب الدوري الوحيد في مشوار النادي الاصفر ، وكان هدفا للدوري في أربع مناسبات رغم وجود اسماء كبيرة لا تقل عنه شأن وحضور في مناطق الجزاء. هو مزج جماليات الاهداف حين تزور الشباك ... هو لمسة ساحرة بالقدم بالرأس مرورا صوب حراس المرمى والنيل منهم .. هو جزئية الحسم لمنظومة شعلاوية تميزت في تلك السنوات وسيمت برازيل اليمن .. هو حالة خاصة في تسمية النجومية وزراع البسمة وصانعي الافراح في المدرجات .. هذا هو " ابو علاء" النجم الذي نسطر لها هنا ، لنتناول جزء بسيط من مشاوير التألق التي قدمه لاعبا لا يشق له غبار في مناطق الجزاء حيث تدنو الأقدام من المرمى وصناع الفارق وتحقيق الانتصارات. بمعاني اللعبة التي تشغف القلوب وتحظى باهتمام الصغير والكبير .. هو حالة خاصة في العلاقة مع الشباك .. فكراته الراسية وبالأقدام خدشت شباك كل الحراس الكبار الذي مروا في مرحلته حضوره على الملاعب .. فيكفي ان نتذكر ابراهيم عبدالرحمن - عبدالجبار عباس - محمود عبده- وليد عبدالاله- وغانم عبده ، بن بكر ، حاج بامقنع .. وغيرهم من الجيل الذي سبق باعتبار ان ما بعد هؤلاء لم يعد هناك حارس مرمى يشار إليه بالبنان .. "أبو علاء" لم يرحم احد في مواعيد اللعبة ومنافساتها في عدن وحتى حينما تقمص دور المهاجم بالوان المنتخبات الوطنية .. في ملعب الحبيشي تتعدد الشواهد وفي ذاكرة زوار مدرجاته كثير من الذكريات التي تخص نجم السطور . فقدد كان راسم البسمة والبهجة والفرح بين مدرجات أبناء البريقة ونادي الشعلة والوانه الصفراء .. فقد كان خير خلف للرائع مبروك مهدي الذي لازمه فتره قبل ان يترك المجال لهذا "أبوعلاء" ليكون الرقم الصعب والهدف الكبير في ظل وجود أسماء كبيرة ابرزها شرف محفوظ وقبله علي نشطان ثم وجدان ومشتاق وآخرون كانوا يصنعون العجب على المستطيل. في جماليات الاهداف التي سجلها أبو علاء . هدفا قيل أنه أجمل من هدف فان باستن مع اختلاف الظروف .. فقد استقبل كره على الطائر وارسلها من قرب خط الكورنر إلى شباك مرمى الشرطة بصورة رائعة .. لم تتكرر على مر السنوات وحتى اليوم .. كذلك هدفه الجميل في شباك العملاق حاج بامقنع بتسديدة من خارج الجزاء من لمسة وعلى الطائر .. ثم هدفه في شباك منتخب غينيا في بطولة الصداقة عام 89م ..فقد تميزت اهداف النجم الهداف بصورة مطلقة لأنها كانت في كثير من المرات تعتمد الخطف وعنصر المفاجأة لحراس المرمى ودفاعاتهم. تميز أبو علاء بما لديه ومنحه القدر والزمن كوكبة اخرى من النجوم ساهمت في إبداعات ومنحته الخلفية الكافية ليكون زائرا دائم للشباك .. فقد رافق أبو علاء في الوان الشعلة كثير من الاسماء لعلي اتذكر منها "عبدالله فضيل ، علي موسى ، صالح الحاج ، حسين صالح ، محمد صالح ، نجيب السليط ، النجار ، عبدالرحمن ديدي ، خالد عاتق والفقيد "عارف عبدربه" واسماء اخرى تغيب عني الان .. تفوق ابو علاء وكان الشق الأهم في منظومة برازيل اليمن في تلك الحقبة .. لأنه ببساطة كان لا يغيب عن التسجيل الا نادرا .. وبالطبيعة هداف بالفطرة يختار المكان الصحيح في داخل الصندوق ويعرف كيف يسجل ومن أنصاف الفرص . هو نجم من بين أفضل النجوم اصحاب القدرات التهديفية التي قدمتها كرة القدم في عدن على مر السنوات .. فهو السلاسة والحضور والقدرة على الذهاب بفريقه إلى الانتصارات عبر شباك أعتى الحراس .. دمت بخير نجمنا الكبير "ابو علاء"