احمد بوصالح عندما هبت رياح ثورة أبناء الجنوب لأول مره في عام2007م كان الكثير يشكك في أستمرارها ولو لأسبوع واحد ،ولم يكن أكثر الناس تفاؤلا متأكدا من تواصلها ونجاحها خصوصا بعد رؤية طريقة تعامل سلطات الأمن اليمنية معها وأستخدام القوة المفرطة في محاولة يائسه لكبح جماح الناشطين والمشاركين فيها وقمع فعالياتهم عبر أستخدام الرصاص الحي ووسائل عنف أخرى تمكنت من إسقاط المئات منهم شهداء عند ربهم أحيا يرزقون ومثلهم بأضعاف عشرات المرات جرحى وأعتقال الكثير من قيادات وأنصار الحراك الجنوبي السلمي والناشطين فيه ومحاكمة الكثير منهم والزج بهم في سجون ومعتقلات الأمن والأستخبارات الموحشة وفق أحكام قضائية كخلاصة لمحاكمات عسكرية أفتقرت لكل معايير النزاهة والأستقلالية وحتى الأنسانية. لم يكن درب الثورة الجنوبية ونضال الحراك الجنوبي مفروشا بالورود أو السجاد الأحمر بل كان وما يزال وعرا وشاقا وشائكا محفوفا بالعذاب والمخاطر والدماء ، ولم تكن حياة المنخرطين فيه ذات يوم حياة آمنه مستقرة بقدر ماكانت وماتزال حياة يومياتها مليئه بالظلم والجور وساعاتها مشبعه بالخوف والرعب ولكن ظلت قلوبهم عامرة بالأيمان بعدالة قضيتهم وأحقية مطالبهم ،قلوبا كلها أصرار وعزيمة وتصميم لا يضاهى على المضي قدما في ثورتهم وتحقيق أهدافها المتمثله في أنتزاع حقوق مشروعة أنتزعت منهم بأسم وحدة أندماجية غدر بها قبل بلوغها السنة الرابعة من العمر ،وحدة قضي عليها في حرب ظالمه وأغتيلت كل مضامينها ومعانيها الجميلة والنبيلة بسكاكين غدر حاده وسواطير خيانة الأتفاقيات والمواثيق ،وحدة جاء ت حقيقتها مخالفه تماما لما كان في أحلام أبناء الجنوب وجاء واقعها مرا ليقضي على أمآلهم في نيل السعادة والنعيم المفقود ،وحدة أخذت منهم كل شي جميل صنعوه بأيديهم ودمأهم وعرقهم وحافظوا عليه طويلا ولم تعطيهم إلا السراب ،وحدة سرقت منهم أمنهم وأمانهم وطمأنيتهم وهدؤهم وسكينتهم التي كانت تملئ حياتهم وبيوتهم وأهدتهم الخوف والرعب وكوابيس مرارة المعيشة اليومية ومرارة متطلبات أسرهم اليومية ،وحدة سدت في وجوههم كل أبواب الطمأنينه ونوافذ الحياة الكريمة وحجبت عنهم نسائم هوى الأستقرار الذي كانوا يتنفسونه ،وحدة قست عليهم إلى درجة القضاء عليهم فيما أرخت نفسها إلى حد الأستسلام لحيتان بشرية من ذوي النفوذ والقربى وسلمت كل سلطاتها وأمكانياتها وريموت تحريكها لهم ووضعت مصائر ملايين البشر في أيديهم ليعبثوا بها وفقا لرغباتهم ومصالحهم . دون شك إن الكل يعرف وأولهم بالطبع الشركاء في الوحدة أن أبناء الجنوب حلموا بالوحدة طويلا وحبيناها أكثر منهم وضحينا من أجل تحقيقها بالغالي والنفيس فيما هم عارضوا ذلك وأعترضوا على تحقيقها وأعلان ميلادها ويعرفون جيدا إننا خسرنا كل شي في وجودها بينما هم جنوا فوائدها في كل مجالات الكسب والربح والفائدة ، أذن رغم كل ماسبق ذكره من مفارقات وتناقضات بين شريكا هذه الوحدة وفوارق الأستفادة من قيامها ووضوح معالم غبننا نحن أبناء الجنوب جرا تعامل من أمسك بدفة قيادتها وتوجيهها بموجب مصالحه وأهواءه وأمتلك قرارها وقبض بأيديه ونواجذه عليها ونهب خيرات وثروات جنوبنا وألأستئثار بها . واليوم وبعد إن خابت ضنون كل من شكك في أستمرار ثورة أبناء الجنوب وتبددت أمآل من حاول تفريق شمل قوى الحراك وتشتيت جمعهم ووصلت الثورة الجنوبية ذروتها ودوى صداءها في كل بقعة في العالم و دخل الملف الجنوبي مكاتب كبار زعماء العالم وبداء ينوقش في قاعات أهم الهيئات والمنظمات الدولية ،اليوم يتسائل البعض عن سر أستمرار ثورة الجنوب وصمود قوى الحراك الجنوبي السلمي الأسطوري رغم كل ماتعرض له الكثير من قادته وأنصاره ونشطائة فالسر في ذلك ببساطة يكمن في حق الجنوب وأبناءه فهذا الحق هو الذي وقف ومازال مع ثورتهم وهو دافع أستمرارها وصمودها