اننا نثمن الجهود التى يتم بذلها من قبلكم لخدمة القضية المركزية القضية الجنوبية بالمنطق والقناعة التى تؤمنون بها حسب فهمكم التكتيكي ومعرفتكم للعلاقات المتشابكة للمنظومة القائمة في صنعاء وندرك تماماً حساسية موقفكم وصعوبة طرح الرؤى في مثل مقامكم الآن رفد الملتقى بالمستجد والضغط عليه ايضاً قد يكون مفيداً ويعزز موقفكم في وقت دخلنا فيه في منعطف جديد يتوجب حياله ادراك حقيقه مهمهةوهي انكم من جملة من يمثل شعب الجنوب ولاتمثلون انفسكم فقط بالاضافة الى حقائق وقناعات راسخة في أوساط شعبنا وعلى رأس هذا حقيقة ان مايحدث في الجنوب هي ثورة تحررية ولايجوز التعامل ازاءها على أساس كونها مطالب حقوقية فحسب. ذلك ان بلدنا الحبيب(اليمن الجنوبي)يقع تحت احتلال بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى لذلك كانت الثورة الجنوبية والمنطق الثوري لايسمحان بالانخراط بصورة ضحلة في عملية سياسية تحمل محددات ومنطق العمل السياسي ، فالثورات لاتقترع ولاتدخل في مساومات ولاتفاوض أحزاب أو أشخاص ولايوقفها شي حتى تحقق أهدافها وبعد ذلك يمكن السماح للأطراف السياسيه القيام بدورها .
اما في المرحلة الراهمة فالمنطق يفرض ان لاتلفت الشعوب الثائرة لمايحدث في اي مربع آخر كما يفرض على السياسيين ان لايطعنوا الثورة في ظهرها . ان التحمس المفرط لمسألة اجراء حوار وطنى هزلي في صنعاء وعلى طاولة مستديرة ينتقص مسبقا من قيمة القضية الجنوبية ويلتف عليها وهي مسألة خطيرة ستقف التيارات الشبابية في الحراك السلمي الجنوبي تجاهها بقوه لقناعتنا الراسخة ان الحوار الوحيد يجب ان يكون على طاولة مستطيلة ويمثله طرفان لاثالث لهما هما دولتي الجنوب والشمال . ان تداعيات ما احدثته الهجمة الشرسة لدولة الشمال والمعززة بمجاميع تنظيم القاعدة الماسوني في 1994يثبت الاطروحة السابقة وهي ان شعبنا يقع تحت احتلال ولامجال لإية تفسيرات أخرى ، فالتوصيف القانوني والعسكري لما حدث منذ اعلان الحرب على الجنوب يوم27ابريل 1994 الى احتلال عدن في7يوليو1994 ومالحق ذلك من نهب لثروات الجنوب وافقار شعبه واقصاء واذلال الجنوبيين واقصاء ابناءهم من الوظيفة الرسميهةلايحمل اي معنى آخر وعلى هذا نعتبر ان خروج الجنوب من مشروع الوحدة الاندماجية على المستوى النظري قد حدث واصبحت المطالبة باستفتاء لحق تقرير المصير مجرد مضيعة للوقت ، لأن الاستفتاء في هذه الحالة يجب ان يكون على العودة الى الوحدة وليس الخروج منها لأن الخروج قد حدث فعلاً وتم اعلان ذلك في 21مايو 1994 ، كما انه لا استفتاء في ظل احتلال . ان مخاوف الجنوبيين اليوم تتزايد لجهه ظهور كثير من المنتفعين ليستثمروا بدماء ثوار وشباب الجنوب والمتاجرة بها وهذا اخطر مايواجه الحركة الثورية والجماهيرية في بلادنا الساعية الى تطهير ترابها من دنس الاحتلال . ولئن كان ملتقى ابناء الجنوب يدّعي انسجامه مع الرؤية التى استقطبت الأغلبية الكاسحة من ابناء شعبنا فات هذا الزعم يلزم الملتقى برفض الدخول في مهزلة الحوار الوطني مع ان دخوله لن يؤثر على المد الثوري بقدر ماسيفقد الشخصيات الجنوبية في صنعاء المصداقية والثقة في الشارع.
وابسط دليل على ذلك ان الأطراف الجنوبية التى قامت بالتطبيل لمهزلة الانتخابات لم تضعف ذرة واحدة من صمود شعبنا على الأرض . ان حركه الجماهير في الجنوب تتزايد والحراك السلمي يتمدد ومن لم يقتنع اليوم بإرادة شعبنا وعدالة قضيته وتضحياته الاسطورية سيأتي اليوم الذي يقتنع فيه بهذا . ولعل هذا مايحفزنا أكثر لندعو ملتقى أبناء الجنوب بصنعاء ان يقوم بمسؤليته من أجل التنسيق لحوار وطنى جنوبي ، وهذا هو العمل الطبيعي والصحيح والواجب لصياغه موقف موحد وجبهه وطنية عريضة تضمن الجنوبيين في الوطن والشتات يحمل راية التحرير والاستقلال ولاحقا ً اقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطنى وعاصمتها " عدن " .