النقابة المستقلة والنقابيين المستقلين دائماً ما يعلبون أدواراً مهمة في التأثير على صناعة القرار السياسي والاقتصادي في المجتمعات فهم المركز النخبوي والخط الأول للدفاع عن حقوق الإنسان ، والأخبار الواردة عن تكوين نقابة للصحفيين الجنوبيين مبعث للفرح والفخر ودلالة واضحة على أن المهنة الصحفية لعبت أهم الأدوار في المسيرة النضالية الجنوبية من بدايتها حتى الآن ، الأخبار الأخرى عن بدء العمل في تكوين النقابات المهنية والعمالية المستقلة في الجنوب لهي أهم ما يمكن تحقيقه وانجازه وتحديداً قبل الحوار المرتقب . فتكوين النقابات المهنية والعمالية والجمعيات والاتحادات والروابط والأندية والمؤسسات الشعبية الجنوبية المستقلة يعد ضرورة ملحة في هذه المرحلة وخطوة أولى في الاتجاه الصحيح لرص الصف الجنوبي وزرع البذرة الأولى للمؤسسات المدنية الجنوبية المستقلة ونقل العمل الثوري ولو بصورة أولية من الشارع إلى مواقع وأشخاص أكثر حيوية وتأثيراً على الحياة السياسية والاقتصادية.
تتعزز أهمية العمل على إنشاء هذه النقابات والجمعيات والاتحادات في أنها صورة من صور فرض الأمر الواقع في الجنوب بشكل حضاري منظم يستطيع من خلاله الجنوبيين الدخول في الحوار معززين بقواعد شعبية عريضة وأدوات عملية نافذة ستعجل لكل عصيان مدني معنى ولكل إضراب مفعول ومن خلالها سيتمكن الجنوبيين من خلق أمراً واقعاً لا يمكن أن تغيره أي قوة مضادة.
وليست المعايير النقابية ومفاهيم ومقاييس العمل النقابي أولوية مهمة في الوقت الراهن رغم أهميتها للاعتراف بهذه النقابات مستقبلاً بسبب الظروف الآنية التي تنشئ فيها هذه النقابات قد لا تسمح بتطبيق هذه المعايير والمفاهيم وعليه فإن اضطلاع هذه النقابات بدور ثوري نضالي هو الأولوية الأولى التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة عند تكوين هذه النقابات والجمعيات والأندية.
فكلنا أمل بأن ما عجز عن تحقيقه السياسيون الجنوبيون سيحققه النقابيون الجنوبيون وسيكونون رافد قوي وحيوي من شأنه أن يرتب أولويات العمل النضالي الجنوبي ويمده بالكوادر والخبرات التي يحتاجها لتحقيق مكاسب أكثر وتقدم أكثر في مسيرة العمل النضالي ، ابداوء يا عمال ويا مهنيي يا الجنوب في تكوين نقاباتكم وهيئاتكم فأنتم من حيث تعلمون أو لا تعملون تقومون بعمل جبار ستحفظه لكم الأجيال.