كتبت مقالا عنونته "عدننه"مفردات انجليزية عبر "هندنتها" الذي قلت لنفسي عساه يجمع بين ماهو ممتع ( أو هكذا أملت) وما هو بحثي (نوعا ما) ( ولا يرقى الى وصفه بالاكاديمي لفقدانه للاسس والمعايير الدقيقه التيلا بد ان ترافق البحث الاكاديمي ). وكان هدفي الرئيس في المقال ليس التاكيد على وجود مفردات انجليزية في اللهجه العدنية –فهذا مشهد مفروغ منه من امد طويل- بل كان القصد من المقال عرض نظريه –لعلها لم تُطرق من قبل- مفادها ان مخارج اللفظ العدنية للمفردات الانجليزية مختلفه عن أصولها الانجليزية واقرب الى اللفظ الهندي (وهذا ما عنيته ب"عدننة"مفردات انجليزية عبر "هندنتها") وتبعا لذلك لابراز نظرية ثانوية ترمي الى ان سبب هذه الظاهرة هو ان الانجليز كانوا قليلي الاحتكاك بالسكان الاصليين ويتركون الاتصال بهم الى الهنود الذين كانوا يديرون المهام الادرايه الدنيا للانجليز وقتها ثم اني اردت ان ابين نظرية ثالثية وهي ان كل المفردات الانجليزية "المعدننة" ذات علاقه بما استُحدث بعد ان دخل الانجليز عدن. وتطرق المقال الى ان ثمة سبب اخر لكيفية الالفاظ العدنية وهو انهم وقتها يلتقطون مخارج الكلمات سماعا ولا يرونها او يتقنونها كتابةً والا لكان لهم في لفظها قولا اخر ربما قرب لها الى الاصل.وقد استلمت تعليقا ممتعا وملفتا –عبر البريد الالكتروني- على هذا المقال من اخ ذيٌل رسالته ب" بن عمر" ولم يذكر اسمه كاملا يذكرني فيها بان أهلنا بدو الجنوب الاعزاء لهم ايضا باعا طويلا في استعمال مفردات انجليزية بعد "بدونٌتها" حسب وصفه اللذيذ وكيف لا اعرف ذلك وانا سليل عائلة بدوية.وقد احتوت رسالته هذه على مفردات انجليزية بعد "بْدونتها" اعادت لي ذكريات من طفولتي خاصة انها كانت بلسان جندي في جيش محميات عدن الذي كان فيه الناس وثيقوا القرابة بي لا تزال ذكراهم نبراساً لي . وقلت لنفسي لعلي اجد في هذا مدخلا لاستدلالات اضافية لاثبات بعض النظريات التي سقتها اعلاه وهذا ما اجزم انني وجدت وبنيت ذلك على التالي:
-ان اغلبية بل يكاد يكون كل الكلمات الانجليزية التي تم " بدونتها" كانت نتاج احتكاك جنود"جيش محميات عدن"- الذي تم استحداثه في بالانجليز -1928وكانت هذه المفردات في غالبيتها كلمات تستعمل داخل نطاق العمل وليس بينها كلمات تشير او حتى توحي الى اي اختلاط او احتكاك بين العرب والانجليز خارج اطار العمل ومن الامثلة على ذلك "براق" وهو تعريب ل " با- ركس" وتعني "الثكنات" و "سلوط" وهي" بدونة" ل " سا-ليوت" او القاء التحية العسكرية و "بريت" المعربة من " برٌ-ريد" اي العرض العسكري.
-لم يكن هتاك هنودا-في محور الاحتكاك بالجنود العرب- في الجيش وكان الذين يدربون الجنود العرب –على الاقل في المراحل الاولى- كانوا من الانجليز. ولذا لم يكن هناك مجالا لل"هندنه" اللفظيه هنا .
- كافه هذه المفردات "المبدونة" كلمات مستحدثة بعد دخول الانجليز كال"لانجوس" وتُلفظ انجليزيا "اورنج جوس" وكان هذا مسحوق يعد منه عصير البرتقال وكان يُوزع على الجنود بصفة دورية لوقايتهم من الاصابة بداء الاسقربوط الذي ينتج عن عوزٍ لفيتامين "ج" واجزم ان لو كان الجنود تلقفوا هذه الكلمة عبر هنود ياً لجيٌروها الى لفظ "رون-زوس".
-الملفت حقاً ان التحريف الهندي اللفظي الشائع الذي يصيب صوت حرف ال"ڤ" فيقلبه "واواً" (او يمحيه بالكلية) لم يحصل في "بدْوَنة" الالفاظ الانجليزية فصار ال"ڤالڤ" ( اي الصمام) "فالف" وليس "والو" واضحى ال "ليڤ" (اي الاجازة او الرخصة) "ليف" وليس "ليو" وفي المقابل لم يصب صوت ال"و" افه انحراف لفظه ال "ڤ" فبقي لفظ ال" ويل" بعد"بدْوَنته" "ويل" اي "العجلة".
وقد يقول قائل فكيف لك ان تفند لنا –اذأً- بْدوَنة كلمة " لي-ڤي " ( التي تعني "المجند" ) الى "الليوي" وهذه "هندنة" صريحة وواضحة للكلمة لا غبار عليها اذ اعترتها الأفه اللفظية الهندية الشائعة بابدال صوت ال "ڤ" بصوت ال"و" ؟فاجيبهم بالنظرية التالية: الهنود كانوا لايحتكون بالجنود فلا يكون لهم تاثيرا بالكلمات في محور العمل العسكريغير انهم كانوا يعملون في قسم الاداره في الجيش ومن شانهم في وظائفهم الادارية ان يحوروا وياثروا في اسم المنشأه التي يعملون فيها والله اعلم.
واشكر اخي- ابا عمر- على تنبيهي الى هذه الجزئية واقول له أنني بحثت باسهاب عن اصل او جذر انجليزي لكلمة ( نشن ) (وتستعمل بمعنى "صوب بندقيته لهدف") التي اوردها كمثل ل"بدْوَنة" مفرده انجليزية ولم انجح في ذلك ووجدت انها تستعمل بنفس المعنى في مناطق مختلفه من العالم العربي كما في قول الشاعر الشمري : يالؤلؤة ماصادها كل بحار والحمدالله زان حظي وصبته صيد سمين ولاحسبنا للأخطار وتليت صيدي في يميني وجبته وماكل صياد ينشن بمنظار ولاكل صيد ينمسك لو ظبته