بإمكانك خداع الناس مرة ولكن لا يمكنك خداعهم طوال الوقت.. حقيقة يبدو أن هناك من لم يدركها بعد من المستثمرين الجدد للقضية الجنوبية. الأصوات التي بدأت بالأمس تتحدث عن مساع لتأجيج الشارع العدني للخروج ضد الرئيس (هادي) العائد بعد غياب قسري إلى العاصمة عدن لم تفقه بعد أن بيع الوهم للغلابى لم يعد يجد نفعا بعد أن تبين جليا للملأ طوال السنوات الثلاث الماضية حقيقة زيفهم وواقع متاجرتهم بقضية الجنوب ومعاناة الجنوبيين لجني مكاسب شخصية لا تمت بصلة من قريب أو بعيد لشعارات استعادة الدولة الجنوبية أو حتى تحقيق فيدرالية عادلة تحفظ حقوق الجنوبيين وكرامتهم وترفع المعاناة عنهم. ان من يتوجب على الجنوبيين اليوم الخروج ضدهم هم العابثين باستقرار عدن وأبنائها بعسكرتهم للمدينة بأطقمهم وأسلحتهم وعنجهيتهم وبسطهم على الأراضي والممتلكات العامة والخاصة وإقلاقهم للسكينة والأمن وإعاقتهم وجود أي شكل من أشكال الدولة في عدن وتحويلها إلى أشبه ما تكون بقرية من العصور الوسطى حيث يأكل القوي الضعيف. وما يجب اليوم أن يدركه العدنيون أن مدينتهم تقف الآن على مفترق طريقين، الأول هو طريق دعاة التأجيج والتأزيم والصدام وسيقودهم إلى استمرار الفوضى والانفلات الأمني والتردي الخدمي وغياب الدولة، والطريق الثاني هو طريق مساندة الرئيس هادي في جهوده لاستعادة هيبة الدولة ودورها في تصحيح الأوضاع المعوجة وإيقاف التردي الذي عصف بكل مفاصل الحياة في عدن وباقي المحافظات. عدن يا سادة لم تعد تحتمل مزيدا من النزيف وقد باتت تعاني الموت السريري وعلى دعاة الصدام والتأزيم العودة إلى رشدهم والاكتفاء بما حصدوه من عذابات العدنيين طوال ثلاث سنوات عجاف لم نرى فيها شيء مما وعدوا بتحقيقه، وشماعة (هادي) التي ألقوا عليها كل إخفاقاتهم وفشلهم وكذبهم لم يعد يصدقها المواطنين الباحثين عن دولة ولقمة عيش وأمان لا أكثر وعليهم أن يصمتوا اليوم. دعوا الرئيس (هادي) يعمل على استعادة الدولة المفقودة والإيرادات المنهوبة والأمن الغائب والخدمات المنهارة، دعوا عدن تستعيد مدنيتها وسلامها، دعوا البسطاء يرممون حياتهم المهترئة، وكفاكم ما أسلفتم في الأيام الخالية من عبث تحت شعارات جنوبية ظاهرها الجنوب وباطنها يعلمه الجميع ولم يعد خافيا على أحد، ورغم ذلك لايزال أملنا في استفاقة لضمائركم تفتحون بها صفحة جديدة من التعاون والشراكة مع الرئيس الجنوبي (هادي) تمكن من انتشال هذا الشعب من قاع الهاوية.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.