البلدان الديمقراطية عادتا ما تسمح بحرية الرأي والرأي الآخر وتفرد مساحات واسعة او هامش من الحريات الصحفية في البلدان الوليدة العهد بالديمقراطية كبلدان الشرق الأوسط وبلادنا اليمن كانت تمتلك هامش ضيق من الحريات الصحفية ورغم ضيق مساحة تلك الحريات إلا أن الصحفي كان يسمح له بالكتابات الصحفية فيتعرض لمضايقات من النظام وجلها مضايقات في العمل أو التهديد من أرقام مجهولة مأجورة النظام لكن كتعدي لضربة وسحله وسجنه. واختطافه وإخفاءه تلك ممارسات لن تقدم عليها سوى الأنظمة المستبدة او المليشيات. ما تعرض له اليوم فتحي بن لزرق مدير مؤسسة عدن الغد من اختطاف وضرب وسحل ومصادرة حريته وممتلكاته الشخصية كجواله الشخصي ذلك يعد جريمة بحق مواطن يمني يمتلك حرية التنقل وممارسة هواياته ومعتقداته ما بال بصحفي وبصاحب صحيفة يمنية جنوبية ذات صيت وشهرة. لا اظن بأن من قام باختطاف زميلنا فتحي بن لزرق يمثل دولة او جهاز أمني ينتمي لحكومة ما لأنه وإن اقترف جرم معين ينبغي اتباع الطرق الأمنية المعتادة ولا يعتقد بأن صحفي كفتحي بن لزرق يرفض الامتثال للأجهزة الأمنية فيما لو تم اتباع وسائل الضبط الأمنية المعتادة كالاستدعاء مثلا. لكن الطريقة الوحشية المتبعة اليوم في اختطاف بن لزرق عرت وبجلا المسلك المليشياتي البحت سيما وإقدام تلك الاطقم المدججة بالسلاح لاعتقال الصحفي بالقوة وأمام مرأى ومسمع كل المواطنين كرسالة ضمنية بأننا هنا بالمرصاد لمن يحاول تعرية اساليبنا في الإدارة الأمنية وبالطريقة التي تحلو لنا لأن القانون لن يطالنا. في حقيقة الأمر انا وغيري من المتابعين الحياديين لحادثة اليوم استوعبنا وبالملوس خطورة الوضع بعدن وبكل المدن اليمنية المحررة طالما وأجهزتها الأمنية المتعددة لن تنتهج القانون والنظام الأمني المتبع في كل دول العالم بقدر ماهي مليشيات قمعية تخشى قلم الصحفي وتنتهج ابشع الأساليب لإسكاته كالاختطاف والحبس الإخفاء ولربما التصفية الجسدية.