يمر الجنوب بأزمة سياسية حرجة وحالة عدم استقرار تتطلب منا الكثير من الجهود من أجل الخروج من هذه المأساة والتي نعيشها. ويجب أن نعي أن المرحلة القادمة خطرة جداً وتحتاج إلى توحيد الصف الجنوبي تحت نقاط مشتركة يمكن أن يتفق حولها الجنوبيون. في هذه المرحلة تطفو على السطح صراعات ونزاعات فردية وفئوية وشمولية على المستوى السياسي والاجتماعي كل هذه الصراعات ستؤدي إلى الانهيار مالم توجد صيغ توافقية يتفق عليها الجميع.
أظن أن الغاية واحدة ولكن نختلف في الوسيلة والرؤى طيلة السنين الماضية. وما مررنا به كحراك جنوبي من اختلافات قد تكون ساعدت على عدم اختراقنا وضعفنا ولكن المرحلة هذه تحتاج إلى تكاتف الجميع ووضع رؤية سياسية مقنعة للداخل ولدول الجوار, والمجتمع الدولي. لهذا نحن نحتاج إلى مشروع متكامل يضع الساسة الجنوبيون النقاط المشتركة للوصول إلى رؤية واحدة للوصول إلى توافق جنوبي. هذا التوافق قد يعطي لنا نقله نوعية في قضيتنا أمام العالم والتعامل معنا كقضية سياسية بامتياز. حيث أن الشباب هم محور ذلك الصراع وليسوا طرفاً فيه باعتبارهم أصبحوا قوة مؤثرة انطلقت من ضرورة تعزيز الثقافة السلمية والمشاركة في الشألن العام وبالتالي سيكون لهم دور كبير في المرحلة القادمة ولما للشباب من دور فاعل في تعزيز العملية الديمقراطية التنموية. * مخاطر التدهور الأمني: هناك أطراف أو قوى تستغل هذه الظروف السيئة كلاً حسب مايتوافق مع تياره, وتوفرت بيئة استطاع الكل أن يلعب في هذه الساحة أو البيئة. نرى اليوم محاولات لجر عدن إلى مربع العنف وتحويلها إلى ساحة قتال تارة بين الحراك والاصلاح وتارة بما يعرف بالقاعدة وأنصار الشريعة وأحياناً بلاطجة يتبعون تيارات سياسة مختلفة مستفيدة.
الوضع إذا استمر واستمر التعاطي مع هذا الموضوع بعدم الأهمية سوف يوصل البلاد إلى ما يعرف بالصوملة والانجرار إلى حرب أهلية. ولأن بناء الدولة المدنية الديمقراطية يحتاج إلى نجاح عملية إدارة الصراع الإيجابي السلمي, استناداً إلى الإدراك والمعرفة والمهارة وهي المرحلة التي يترقبها الجنوبيون والتي ينبغي أن تقوم على ثقافة السلام والعمل المدني الديمقراطي القائم على قدرة الشباب على قراءة المشهد وتحليله واتخاذ القرار المناسب. • رؤى عملية لإيجاد التوافق: - تنمية المهارات وتوعية الناس وبالذات الشباب لأنهم الوقود والطاقة في الشارع بتلك المخاطر ومن الإرهاب والتطرف. - إقامة ندوات ومبادرات بمايخص القضية الجنوبية وإيجاد الحلول لها. - زرع ثقافة القبول بالآخر فالقضية الجنوبية لايمكن أن يسقطها شخص ما. - الحوار الجنوبي الجنوبي على أسس صحيحة والوصول إلى نقاط مشتركة. - تحديد سيناريوهات ومخاطر الصراع ورؤى الشباب للتعامل معها. - إيجاد استراتيجيات إدارة وحل الصراع بمايتناسب. - إيقاف المهاترات الإعلامية بين الأطراف الجنوبية. - إزالة مخاوف الفئة الصامتة التي تخشى عودة الصراعات. - إيقاف مظاهر تعطيل وعرقلة جهود أو فعاليات أي قوى جنوبية تختلف في الرؤى.
* ورقة مقدمة في ندوة بعنوان "أهمية التوافق الجنوبي والسلم الاجتماعي في نصرة القضية الجنوبية" بعدن 27-28 يونيو 2012.