بقلم/ حافظ الشجيفي شعارات رنانة فضفاضة وأماني وطنية كاذبة لاتعدوا ان تكون في حقيقتها أكثر من مجرد وعود رنانة وكلمات براقة خلابة منمقة مزخرفة زائفة تدغدغ العواطف وتثير المشاعر في الشارع الشارع الجنوبي.. يسمعها المواطن في كل مكان ويرغم على تجرعها في كل ساعة على ايدي الدجالين واتباعهم ومطبليهم وكأنها أفيون فعال يخدرون به على اختلاف توجهاتهم وصفاتهم عقل وضمير هذا المواطن يضحكون بها عليه ويتسللون إليه من خلالها يسكتون ثورته ويهدؤون انفعاله ويمتصون غضبه ويفرغون طاقاته ويستدرجونه بها الى غياهب الضياع التي لطالما استدرجوه اليها جيلا بعد جيل فكان ضحيتهم الابدية... بل إنهم يجرونه إليهم ويجندونه معهم فيصبح حاملا لشعاراتهم ومؤمنا بها وناشرا لها ومبشرا بها ويعد نفسه والمواطنين بقرب تحقيقها ويدافع من خلالها عن صدقه وإخلاصه لهم ويعيب على منتقديهم ويتهمهم ويصفهم باقذع الصفات ويتهكم على مناوئيهم ولا يتردد عن مهاجمتهم بما يحلوا له من الشتائم ...ثم لا يلبث ان يكتشف حقيقتهم وانه لم يكن الا واحدا.من المغرر بهم والمضحوك على عقولهم مثله في ذلك مثل كثيرون سواه من ابناء هذا الشعب المغلوب على امره معهم.. باتت كلمات هولاء القادة وتابعيهم والمتحدثين باسم القوى التي تزعم بانها تمثل الجنوب وتتبني قضيته ومطالبه غنية بالعناوين الكبيرة والأماني العظيمة والطموحات العريقة التي يتشدقون بها ويرفعون أصواتهم عند ذكرها وكأن تصفيق المواطنين لهم يغريهم وفرحة شعبهم تدفعهم للمضي قدما في مسلسلهم اليومي على طريق الكذب والدجل والتضليل ولو أنهم كانوا يعلمون أنهم يكذبون ولا يقولون الصدق ويخدعون المواطنين ويداهنونهم ويضحكون على عقولهم ويستخفون بهم أو أنهم عاجزون وغير قادرين على تحقيق ما ينادون ومايتشدقون بهمن شعارات لأن تلك الشعارات أكبر منهم ولا يستطيعون تحقيقها بأنفسهم ولا قيمة للحجج التي يقدمونها لهم لتبرير فشلهم مرة بوجود قوى تمنعهم من ذلك او.تحاربهم وثانية لظروف تحول بينهم وبين تحقيقها كإعتراض دول أو تدخل حكومة الشرعية ووو الخ..والحقيقة هي ان مصالحهم تتنافى مع تحقيقها وتنهار أمامها ولا تتفق وإياها وكأن ارتباطهم في نقيضها وسر بقاؤهم يكمن في استحالة تحقيقها... كلهم يقول بأننا ضد التشظي ونعارض الخصام ونسعى للتسامح والتصالح واللقاء والتوافق وأننا ضد الشرخ الرأسي والأفقي الذي أصاب شعبنا فقزمه وجزأه وجعل القضية الجنوبية في موضع الضعف بعد أن كانت مفخرته وموضع عزته وعنوان تلاقي الأحرار وتجمع الثوريين ولكن استمرار حالة الانقسام السائدة بين الجنوبيين وتفاقمها يوما بعد اخرى جعل الناس ينفضون من حول قضيتهم ويتوقفون عن مناصرتها وقد كانوا يلتصقون بها ولا ينفكون عنها ويتهمون بالخيانة كل من لا يؤيدها ويناصرها ويساند أهلها ويدعم ثورتهم من اجلها.. والحقيقة أنهم أهل الانقسام وصناعه ودعاته وهم أربابه وأصحابه .. به يقتاتون وعليه يعتاشون ولأجل بقائه يناضلون.. يحاربون الصادقين في معارضته والساعين بجد لتجاوزه ويتآمرون على المخلصين لقضيتهم.. ويدعون أنهم يلتقون للتوافق ويسافرون للحوار والحقيقة أنهم يحبون السفر والتجوال والتسوق وجني الأموال لا اكثر.. أما دعوات وشعارات فك الارتباط واعلان الاستقلال فهي سراب كاذب يخافون من تحقيقها، فتحقيقها بالنسبة إليهم هاجس يلاحقهم وخطر يتهددهم وضياع ينتظرهم فهو إيذان برحيلهم وعلامة صحة على غيابهم وأفول نجمهم وانتهاء حلمهم الشخصي ومنافعهم الذاتية والخاصة.. فبقاؤهم يرتبط بالحوافيش والدواعيش ويتوافق معهم.. ما أجملها من شعارات وما أعظمها من ثوابت وأماني وطموحات ولكنها شعارات جوفاء وأماني كاذبة ينادي بها القادة الجنوبيون رياء وبهتانا ويلتزمون بعكسها أو يعملون ضدها حقيقة ثم يطلبون منا أن نصدقهم ونتبعهم وأن نؤيدهم ونساندهم وأن نختارهم ونفوضهم وأن نقدمهم ونسيدهم وكأنه لا عقل لنا ولا حكمة او بصيرة لدينا ...