جمال الأرياف ورونق مناظرها الخلابة واستنشاق الهواء النقي فيها والعيش المتواضع والكريم. حيث يعتبر الريف رمزا للسكون والحياة الهادئة الجميلة التي تتعمق فيها مظاهر الطبيعة الخلابة والمدرجات الخضراء وشلالات المياه فالريف يعني امتداد الأشجار والمزروعات التي لم تشوهها مظاهر التطور الحديثة التي قضت على مظاهر الطبيعة الجميلة لذلك يمثل أصل الجمال والخضرة والمياه ففيه تتجلى كل مظاهر الحياة البدائية التي كان يعيش عليها أجدادنا رحمة الله عليهم من زراعة مختلف أصناف الخضراوات والفواكه والحبوب وتربية للمواشي بمختلف أنواعها. بالإضافة إلى تدجين الطيور للاستفادة من بيضها وريشها فقد كان الإنسان الريفي يعتمد على نفسه في كل شيء وكان يأكل من الطبيعة بشكل مباشر وكانت الحياة أجمل وأكثر بساطة ومن أجمل الأشياء التي تعتبر ميزة في الريف أن فيه الكثير من البساطة فالحياة في الريف خالية من أي تعقيد بل إنها تبدأ مع صياح الديك في الصباح الباكر لينطلق الريفي بكل همة ونشاط وحيوية إلى عمله في المزارع والمراعي دون أن يفكر في أي هم أو غم لأنه يمضي موقنا وراضي برزق الله تعالى ومعتمدا عليه فقط فهو لا يعمل أجيرا في مصنع أو شركة كي يدقق عليه الآخرون وإنما يعمل في أرضه ويرعى مواشيه ويحافظ عليها بنفسه وهذا يعطي الإنسان الريفي اعتزاز وثقة أكبر بنفسه لأنه يعرف تماما أنه شخص منتج يعتمد أهل المدينة على ما ينتجه من خضراوات وفواكه وحبوب وغير ذلك. ومن أروع الأشياء التي تدعونا لحب الريف والشوق اليه هو أن الناس فيه بسطاء متقاربون من بعضهم البعض ففيه تزدهر السهرات في الصيف ويجتمع جميع الأهل والجيران معا يلهون ويحدثون بعضهم بعض بأصوات حنونة ورحيمة ومستبشرة وفيه. أيضا يفرح الناس بفرح بعضهم ويحزنون لحزن بعضهم معا فهم يتشاركون في كل مظاهر الحياة على عكس حياة المدينة التي تتسم بطابع غريب لا يلتفت فيه الجار إلى جاره بل إن الاستقلالية في المدينة تكون بصورة أكبر عكس الريف الذي تعتبر فيه العائلات الممتدة من الأشياء البديهية التي لم يتخلى عنها المجتمع الريفي إلى اليوم.