هناك مقولة قديمة تقول: { تبقى المجتمعات والشعوب راكدة ومتخلفة أو سامية متطورة.. حتى يلد اﻵباء أبناء لا يشبهونهم.. فيغيرون كل شيء.. إما إلى النعيم وإما إلى الجحيم }.. علينا جميعآ أن نتوقف طويﻵ ونقرأ تلك المقولة بتمعن .. فهي تحاكي واقعنا العربي وخصوصآ دول ثورات الربيع (الخراب) العربي!! دائمآ نحن العرب لا نمتلك الأسلوب والكيفية الصحيحة والمناسبة لتوصيل معاناتنا بصورة سلمية وحضارية .. وهذا ناتج عن الكبت والقمع الذي تمارسه الأجهزة البوليسية في بلداننا العربية!! في الجنوب يستمر التصعيد وتأليب الشارع وشحن المواطنين ويتواصل قطع الطرقات وإحراق اﻹطارات وتتصاعد موجة الغضب في جميع المحافظات الجنوبية!! ولكن لا أعرف ما هي الأهداف أو المطالب من هذا العصيان؟! هل لوقف تدهور العملة المحلية؟ أو بإقالة الحكومة الشرعية؟ آم ﻹعلان الانفصال وفك الارتباط؟ أوجة تلك التساؤلات لكل من يدعوا الناس للخروج إلى الشوارع؟! ماذا تريدون بالضبط!! انا ليس ضد الخروج والاحتجاج والغضب والتعبير عن الأوضاع المتدهورة والحالة التي وصلنا إليها وأصبح السكوت عنها غير مقبول اطلاقآ فالساكت عن الحق شيطان أخرس ومن الواجب لفت النظر بطريقة سلمية وهذا حق كفلة لنا الدستور. أنا ضد تسييس هذه المظاهرات والاحتجاجات وضد التخريب وقطع الطرقات وضد من يسعى ويستغل المواطنين لأغراضه الشخصية!! من المؤسف حقآ أن ذلك التصعيد والغضب لم يطال من كانوا السبب في معاناتنا بل كان المواطن وحده ولاغيره من تضرر بصورة كبيرة ومباشرة!! على العقلاء العمل إلى عدم اﻹنجرار والتهور حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة فنتائجه سوف تكون كارثية ولا تحمد عقباها! أن الفوضى والتحرك العشوائي وبدون تنسيق يسهل كثيرآ لدخول المندسين الذين يسعون لتنفيذ مخططهم الدنيء والرخيص!! لقد أنتشرت في اليمن ظاهرة ركوب الموجة وهناك أشخاص كثر يجيدون الركوب وبمهارة عالية جدآ!! اﻷمثلة كثيرة ومتعددة ولنا بثورة الشباب 2011 عبرة لمن يعتبر.. حيث خرج الشباب باﻵلاف وبصدور عارية للمطالبة بتغيير النظام فقاموا بنصب الخيام واﻻعتصام حتى يتم تلبية مطالبهم فحاولت أجهزة النظام قمع تلك الاعتصامات بشتى السبل فقتل من قتل وجرح من جرح وعندما رضخ النظام لﻷمر الواقع وأصبحت الطبخة مستوية وجاهزة للاكل وبدأت الامواج الهادرة تتراجع من حدتها ظهرت الأحزاب السياسية بلباس البحر ليركبوا الموجة ويتقاسموا السلطة ويصعدوا على جماجم وأشلاء الشباب ويختطفوا الثورة من رجالها الحقيقيين!! فتلك اﻷحزاب السياسية فشلت في الوصول للسلطة عن طريق الانتخابات التي عرفتها حجمها الطبيعي وأنهم مجرد كومبارس متواضع جدآ يؤدي دورة التمثيلي القصير على خشبة المسرح السياسي في اليمن!! يجب على الجميع الحذر ثم الحذر ممن يستغلون تلك الظروف للمتاجرة والارتزاق بمعاناة المواطن وتمرير مشاريعهم الصغيرة!! اخشى ما أخشاه أن يتكرر نفس هذا السيناريو القذر في الجنوب ويظهر لنا من يجيدون ركوب الموجة وهذه المرة سوف يصعدون فوق بطون وأفواه الجوعى!!