الأخ الكريم محافظ أبين جمال العاقل في البداية أود ان أشكركم على ما تقومون به من نشاط اجتماعي جبار رغم الصعوبات والعراقيل الكثيرة التي تقف في طريق إعادة الأمن والإعمار للمحافظة ولي بعض الملاحظات حول ما ذكرتم في مقابلتكم الأخيرة في ما يخص إعادة تأهيل اللجان الشعبية الذين يقومون بدور الشرطة في ظل غياب قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.. اعتقد ان الناس لا تريد سياسة الأخ الكريم المحافظ وترحيل المسئولية من فلان لعلان ما يجيب نتيجة. الناس تريد اتخاذ تدابير عملية تمشّي بها الوضع الحالي كما يقول المثل على قد لحافك مدّ رجلك.. كلامكم حول الأمن وعمل اللجان الشعبية كان غير مقنع كما ذكرتم في المقابلة.. قلتم ان اللجان الشعبية يبذلون جهوداً طيبة ولكنهم لا يحلون محل الأمن، لأن الحياة تتطلب أن يكون هناك شرطة ونيابة وأجهزة أمن وبحث جنائي حتى تتماشى مع وجود دولة مدنية حقيقية.
الأخ المحافظ نحن نعرف ان المحافظة تعيش وضاع استثنائيا ولا يزال الحديث عن الدولة المدنية التي نحلم بها في أبين بعيدا عن الواقع ويحتاج أولا لموطنين عندهم سكن وعمل وامن.. اللجان الشعبية في الوقت الحاضر تقوم بعمل الشرطة ولا يحتاجون سوى إدراج أسمائهم ضمن قوائم موظفي وزارة الداخلية وإعطائهم لباسا عسكريا وأهل مكة أدرى بشعابها وهم أبناء المحافظة وكان لهم دور مهم جدا في هزيمة ما يسمى أنصار الشريعة ولا يزال وجودهم صمام الأمان في غياب القوات النظامية التابعة لوزارة الداخلية التي يريد الوزير إرسالها لحماية الأمن في أبين.
اللجان الشعبية أفضل ألف مرة من قوات مكافحة الإرهاب التي هي في الأساس قوات وجدت لحماية الأسرة الحاكمة ولازالت تحت سيطرتهم حتى الان ولا تخضع لوزير الداخلية.. لكن لم توضح لنا كقراء هل أمر التوظيف خاضع لصلاحياتكم حتى تخوض فيه.. إذا نعم فعذرك الذي أوردته فيه كثير من السياسة أما إذا أمر ضمهم لقوات الأمن خاضع لصنعاء وخارج صلاحياتك فكان واجبا عليك ان توضح لنا ذلك وتعفي نفسك من اللوم.. ان ما تعرضت له أبين من مأساة كبيرة في الخسائر البشرية والمادية والتدمير الكامل للبنية التحتية كبير وتسونامي هائل رغم ذلك لم يبدأ إلى الان أي تخطيط فعلي من قبلكم لإعادة الاعمار على أسس علمية تحمل سمات ومتطلبات العصر لمدينة معاصرة متكاملة بعيدة عن التخطيط النمطي الذي يجعل التوسع للبناء العشوائي يتمدد في جميع الاتجاهات وتضيع معه أي خصائص عصرية للمعالم الفنية للمدينة الحديثة.. يجب وضع تصورات صالحة لبناء مدينة لها جاذبية بأحياء حديثة وشوارع واسعة تكون خارجها منطقة صناعية مكتملة ومزودة بأحدث تقنيات العصر كمركز لكل ما له علاقة بالمال والأعمال من بنوك ووكالات وشركات تجارية وتكون حراستها سهلة.
افضّل وجود مناقصات لشركات عندها خبرة في تخطيط المدن الحديثة ويكون إشراف دقيق وشفاف على سير إعادة التعمير من قبل لجان فنية مشهود لها بالأمانة يتم تشكيلها من قبل الحكومة.. وانتهز هذه الفرصة وأعيد هنا مقتطفات من مقترح عملي وفيه بعد نظر ورد في مقال للأخت الكاتبة نادية عبدالله المنشور بتاريخ 2012.9.6 واعيد منه الآتي: أرى أن تصرف هذه المليارات في إعمار أبين من خلال بناء مدينة سكنية حديثة بجوار الملعب.. لو حسبناها اقتصاديا وعمليا ستكون كالتالي مبدئيا أولا: 35 مليار كلفة تقديرية ل450 مبنى كل مبنى يحتوى على عشر شقق أي كل مبنى خمسة ادوار، ستبنى 4500 شقة وستوزع على 4300 مواطن متضرر و200 شقة ستكون بمثابة احتياط.. ثانيا: يمكن تقسيم المدينة إلى 50 مناقصة لإعمار المباني غير مناقصات الطرق والمجاري والكهرباء والمستشفيات والمدارس والحدائق.
وهذه فرصة ذهبية للحكومة لبناء مدينة حديثة ببنية تحتية قوية من خلال شبكة مياه ومصارف صحية وكهرباء ومصارف لمياه الأمطار وشبكة هاتف تحت الأرض ومن ثم تعبيد الطرق، لا كما يحدث بأرجاء اليمن من تعبيد الطريق ووضع الإسفلت وبعد شهور تذكر الحكومة أنها نسيت شبكة المياه فتغلق الطرق ثم تعبدها ومن ثم تذكر بعد فتره أنها نسيت مصارف مياه الأمطار وتستمر المعاناة طوال السنوات.. ثالثا: لو تم حساب ذلك من ناحية المستفيدين خلال الاعمار هذه المدنية السكنية والحد من البطالة فحوالي 20 ألف عامل سيجد فرصة عمل لمدة أكثر من سنة في بناء مدينة أبين الحديثة، وأبناء أبين أكثر من سيستفيد من هذه المدينة بعد بنائها وأثناء بنائها من خلال آلاف فرص العمل التي سوف توفر في بناء المدينة سوى بناء الوحدات السكنية او بناء المدارس والمستشفيات والطرق وغيرها.. أما لو وزعت التعويضات المالية بشكل مباشر للمواطنين ستضيع معظمها بين رشاوى وفساد، وفي نهاية المطاف لن يستفيد حتى السكان مما قد يحصلون عليه.. انتهى.. هذه مجرد أماني شخصية وانا واثق ان الكثيرين من أبناء أبين مثلنا يحلمون بأن تكون لدينا مدينة عصرية نتباهى بها أمام العالم حتى يرى الآخرون أننا نستطيع ان نبني ايضا. *خاص عدن الغد