بشاعة الفعل الإجرامي في واقعة قتل الإنسانة ( فيروز عدن) في حي البساتين وهي تحتضن طفلها الرضيع البالغ من العمر أربعين يوما !! ، سقطت الشهيدة الحرة الأبية (فيروز) بين جدران مزينة بعناوين ثورة الكرامة ، المشهد كان مؤلم جسد الرضيع كان ملفوفا بدم أمه!! المثير في القصة أن رأس الضحية كان على مقربة من الطفل الذي لم يدري ماذا يدور حوله ليحرم من حنان وعطف والدته .باقي تفاصيل المشهد المروع تصلح ان تكون ضمن سياق سلسلة حلقات لعمل سينمائي قادم . فعل القبح المرتكب بحق مواطنه تدهما قوة عسكرية لا تضع ادني حواجز لحرمة البيوت يكشف عن نزعة الحقد الدفين والتربية العدائية ، وهي بلاشك جريمة يندب لها الجبين الإنساني وسط تحرك محلي لأطراف العملية السياسية برعاية الممثل الدولي وداعموه الذين لم تحرك مشاعرهم جريمة بهذا الحجم ، توقعت من السيد جمال بن عمر ان يقدم العزاء لأسرة الضحية (فيروز) أثناء زيارته لمدينة عدن ولو كان حتى من الواجب الإنساني والإسلامي قبل البدء والدعوة للجلوس مع ممثلين للحراك السلمي بشان المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني غير أن المبعوث ومرافقوه لم يكترثوا والماسأة الأكثر ظلما هو تقاطر الجنوبيين في عدن لاستقباله والجلوس معه في صالة بمطار عدن الدولي ، وكأنه يقول أن مهمتي تقتصر على إقناعكم بالمشاركة حتى ولو كانت الجلوس على أشلاءكم وأجساد نسائكم في حين تقاريره تؤكد على أن الحراك ينحو للعمل المسلح في إشارة إلى اعتماد مصادره من الطرف الخصم بينما جريمة مقتل (فيروز) لم تهز مشاعر المبعوث الدولي وهي بكل تأكيد لا نتوقع أدراج حيثياتها في جدولة تقاريره الأممية . من الأرجح أن تتواصل جرائم إبادة جماعية على هذا النحو من التعسف في حق الحياة والعيش الكريم لكثر من المدنيات والمدنيين في مدن ومناطق الجنوب من دون تحصل على حقها في حملة التضامن والإدانات من قبل المنظمات الحقوقية العاملة في صنعاء ، وكما أغفلت وسائل إعلام المنتصر وحلفائه التعتيم على أماطة اللثام عن جريمة لم تنته ببشاعة التلذذ بالقتل فقط بل قاموا بنهب كل محتويات المنزل وبعدها تم كسر يد زوجها وأهانته هو وجيرانه واعتقالهم ... ؟؟ والأخوة مشغولين بترتيب مصفوفة الحوار، كان يفترض ان يقدم رأس (فيروز عدن) هدية متواضعة من شعب الجنوب للسيد جمال بن عمر أثناء مراسيم استقباله في مطار عدن مهداه من شعب الجنوب الذي يواجه حصار إقليمي ودولي لمجرد أن يطالب بتقرير مصيره واستعادة دولته والأبعد من ذلك هو التنصل عن جرائم ضد الإنسانية من تحالف غير متكافئ من القوى الرجعية وخلاياها الظلامية في مجابهة المطلب الشعبي الجنوبي عبر السلك الدبلوماسي غير النزيه الذي يستمد معلوماته من مصادر كبار المتنفذين في أوكار صنعاء الراعية لجبروت نهب الجنوب أرضا وشعبا وثروة. وكفى