عدن حباها الله بموقع استراتيجي هام ناهيك عن موقعها الطبيعي وجمالها الساحر،عدن مرضعة اليتيم ومشبعة الجائع من خيرها الوفير ولكن لمن؟لأهل اليمن،عبث بخيراتها مافيا السلب والنهب على قول المثل الخليجي (جائع وطاح في عصيدة بالعسل). ولكن رغم كل هذا العبث عدن لا زالت شامخة مثل شجرة النخيل تدر رطبا حتى على من يرميها بالحجارة فمن أقام فيها أو مر فيها تبقى في ذاكرته ويعاوده الحنين لرويتها مرة أخرى.
عدن تغنى لها الفنانين والشعراء والكتاب والرحالة والبحارة والمستشرقين وغيرهم لجمالها الطبيعي الساحر، ففي عام 2000م كنا نرمي بالذخيرة في برسالي دولة قطر وكان يراقب الرماة ضابط بريطاني متقاعد انتدب للعمل في دولة قطر فلاحظ من خلال الكمبيوتر أدائي المميز عن الآخرين فطلب أن أقابله في غرفة المراقبة تحركت إلى هناك وقال لي أنت رامي محترف أين تعلمت الرماية رديت علية تعلمت الرماية في اليمن فقال من وين بالضبط؟ فقلت من عدن فقام من الكرسي وسلم عليا بحفاوة بالغة وأجهش بالبكاء .
استغربت وقلت له أنا أسف ما المشكلة فقال ليست مشكلتك هذه مشاعري تجاه عدن وأهل عدن ولدت فيها ولي فيها ذكريات جميلة ولها موقع خاص بالقلب والذاكرة ، وأضاف عدن جميلة ورائعة(شواطئ أخاذة وجبال شامخة وصخور بركانية ورمال ذهبية ومياه دافئة وجزر وخلجان رائعة) .
وقال بان أمنيته زيارة عدن فقلت له بإمكانك كسائح, فأجاب ممكن ولكني خائف أن أشاهدها وقد تشوهت بفعل عوامل التعرية قلت له عوامل التعرية الطبيعية أم البشرية؟ فضحك وقال الرياح الشمالية التي اقتلعت الأخضر واليابس قلت له انتم كذالك كنتم مستعمرين لنا والاستعمار وجهان لعملة واحدة .
فقال لا وجهان لعملتين مختلفتين استعمار يبني واستعمار يهدم وينهب قلت ماذا تقصد؟ قال اقصد إثناء احتلالنا لعدن جعلناها تضاهي أمستردام،سدني،بروكسل،هونج كونج، فرانكفورت،كوبنهاجن،منتيريال،أوسلو،لكسمبورج،ستوكهولم وجعلناها رمز للحياة بكل معاينها.
فقلت له كفا لا تثير مشاعري وتجعلني ابكي على الماضي والحاضر ولكن عندي أمل في المستقبل وانصرفت فقال لحظة ممكن خدمة قلت تفضل فقال إذا سافرت عدن أرجو أن تحضر لي نصف كوب تراب من الساحل الذهبي أو ساحل أبين أو الغدير قلت له ممكن بشرط أن تعطيني السبب. رد السبب بسيط أتذكر رائحة البحر ورائحة الفل والكاذي والزعفران والبخور ،وانصرفت اكلم نفسي رائحة البارود والكداديف والمخرجات الطافحة والتبول في الشوارع .
لاحظوا مشاعر المستعمر تجاه عدن وتألمه لما آلة آلية رغم أنها ليست بلده فهل نرتقي نحن الجنوبيون في مشاعرنا وأهدافنا ونوحد صفوفنا لنعيد لعدن وللجنوب هيبتها وننقذ ما يمكن إنقاذه من طموحات وأحلام أهل الجنوب التي تم قتلها بوسائل وطرق مختلفة مع سبق الإصرار والترصد وبدون ذنب نرتكبه عدى إيماننا بالوحدة المغدوره ؟؟؟
خبر عاجل :
مكرمة جديدة من محافظ عدن صرف أراضي لشباب عدن بالجملة والمفرق ما بين عمران وخرز أسوة بإخوانهم اللاجئين الصوماليين خطوة موفقة في إطار التهجير لأبناء عدن،وعدن وضواحيها لمن؟لأهل اليمن.
فلاش:
اثنا تقديم الطلبات للأراضي كان المكان مزدحم وإزعاج فمر نائب مدير الهيئة العامة للأراضي وقال أهدئوا الله يشلكم تدورون على إلي ما هلوش فقلت لصاحبي فعلا ندور على إلي ما هلوش والعقود موقفه من صنعاء فقال لي صاحبي أنت ما تفهم هذه الأيام ناس تصرف لنفسها أراضي في بلوك (12) وتبيع اليوم الثاني بخمسة ملايين وفي ناس يعملون مخططات وهمية وبيع وشراء حريقه وفي ناس تبسط على أراضي ناس في الممدارة العريش وبئر فضل اشتروها بحر مالهم ولا رقيب ولا شهيد ولم يتخذ أي أجرى من قبل المختصين حتى بإعلان تحذيري اضعف الإيمان ويا فصيح لا من تصيح، وهات يا صرف جديد من إلي ما هلوش.