الفقر والعوز والجوع استفحل ووصل لمستويات قياسية لم يشهدها البلد في اي مرحلة من مراحل تاريخه حتى في احلك الظروف عتمة وظلام كثير من الأسر العفيفة في بيوتها لأنجد قوت يومها تستحي من عفتها الخروج للشارع لتمد يدها والسبب نفسها العزيزة تفضل الصبر على الجوع ولا تشحت في المساجد والدوران في الشوارع مع ان هنالك حديث مشهور "لابي ذَر الغفاري يقول عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه " ازدادت معاناة الناس وازداد الفقر والعوز في البلد ولعل جميع المسؤولين يحفظوا حديث سيدنا عمر بن الخطاب عن ( لوماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة) . ونحن اليوم في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي المسؤول على علم بكل شئ عكس أيام خليفتنا عمر لم يكن هنالك كل هذه وسائل التواصل التي تجعل من الحاكم يعلم عن احوال شعبه. اليوم لا تمشي متر واحد في شوارع وأزقة المدن والقرى الا وهنالك مسكين يطلب المساعدة ويمد يده ربما لاناس اكثر حاجة منه للمساعدة الوضع سيئ ويسوء كل يوم فالحالة أصبحت في النازل وهنالك مسؤلية كبيرة تقع على عاتق المسؤولين في الحكومات يتألم الكثيرون للحال الذي وصله الآلاف من المواطنين ومهما كانت الإمكانيات الفردية للتجار ورجال الإعمال والجمعيات الخيرية لن تكون أبدا بإمكانيات وقدرات الحكومات . الفقر زاد وحاجة الناس في تدهور وكافة الخدمات للأسفل قد يقول قائل نحن في حالة مخاض سياسي معقد جدا وحالة حرب لكن على هذا القائل الإدراك ان المنظمات الدولية وبعض الدول الخليجية والغربية تتحمل من الى حتى رواتب ((الموظفين)) تأتي من الخارج ومع ذلك ينسى المسؤلين الذين تتلقى بلدانهم المساعدات والمعونات ان الشعب ليس كله موظفين في الدولة ربما اقل من 10% موظف اما بقية الشعب. وهم الفئة الصامتة لم يعطيهم أحد اي شئ حتى المعونات لا تصل للغالبية وينسى هؤلاء. ان هنالك الملايين من الشعب ليس لديهم راتب ومصدر دخل ثابت . هل بالضرورة ان نطبق المثل القائل الدنيا سلف ودين ومثلما استضفنا الأشقاء الصوماليين لأكثر من ربع على أراضينا بسبب معاناتهم من الحرب التي اكلت الأخضر واليابس وجعلت الشعب الصومالي من أفقر شعوب العالم وانتشر فيها الفقر والعوز والجوع لدرجة ركوبهم البحر هربا لسواحلنا ومدننا للإقامة من اجل الامن والامان والاستقرار المعيشي الذي بسبب الحرب بدانا نفقده تدريجيا وانقلب الوضع رأسا على عقب وأصبحنا على وشك البحث عن ارض تستطيع ان تستضيف ابناء وأمهاتنا وأبناءنا من فقر وجوع محقق مع تهاوي الاستقرار الاقتصادي وتدهور الحياة المعيشية للمواطن . مع فارق ان وضعنا يجب ان بكون افضل حالا من وضع الأشقاء الصوماليين لأننا تحت وصاية البند السابع وحماية الاشقاء في التحالف العربي الذي يضم أغنى بلدين عربيين في المنطقة ، هل يعي التحالف والمنظمات الدولية ذلك اما انهم في غفلة وكماقال قائل هي فرصة تاريخية لتحقيق اعلى قدر من الثروة كما هي عادت الأزمات والحروب أناس تصعد للقمة بل اعلى من القمة واناس نحو الدرك الأسفل انها معادلة كل الحروب . واليوم نجد الأمور تفاقمت اكثر والوضع المعيشي في ازدراء ولم يعد المواطن البسيط يبحث الا عن لقمة عيش كريمة فقط فهل أنتم على علم بهذا الوضع أيها المسؤولين يا من تحملتم الأمانة فهل أنتم على قدر الأمانة التي على عاتقكم وماذا أنتم فاعلون ؟؟